منشور
السبت 31 أغسطس 2024
- آخر تحديث
السبت 31 أغسطس 2024
قال وزير الخارجية الإثيوبي تايي أتسيك سيلاسي، أمس الجمعة، إن بلاده تعتزم تسوية الخلاف مع الصومال سلميًا، معتبرًا "التعاون مع القوى المعارضة للسلام استراتيجية قصيرة النظر وغير منتجة".
وأضاف سيلاسي، في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية إينا، إن "إثيوبيا اختارت عدم الرد بالمثل عندما تعرضت مؤخرًا لهجوم من قبل بعض المسؤولين الحكوميين الصوماليين، والقوات المعادية التي تسعى إلى استغلال الفرص لزعزعة استقرار المنطقة".
جاءت تصريحات سيلاسي بعد أيام من وصول طائرتين حربيتين مصريتين محملتين بالأسلحة والذخيرة إلى الصومال، في إطار تأكيد القاهرة دعمها سيادة الصومال، الذي تشهد علاقاته مع إثيوبيا توترًا بسبب إقليم صوماليلاند الانفصالي.
ومنتصف أغسطس/آب الجاري، وقعت مصر والصومال بروتوكول تعاون عسكري مشترك، إضافة إلى الاتفاق على إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح السفارة المصرية مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية.
وقال سيلاسي إن "الخطاب العدائي والتهديدات لن تثني إثيوبيا عن التزامها بالسلام"، مضيفًا أنه "يتعين علينا مضاعفة جهودنا لوقف أولئك الذين يحاولون التراجع عن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس ضد الإرهاب في هذه المنطقة".
وأضاف أنه "بناء على هذا الاقتناع، قبلنا تسهيل المناقشات مع الصومال، أولًا في نيروبي، واستمرارًا لهذه الجهود، في أنقرة، لقد أحرزت هذه الجهود تقدمًا وتبشر بالنتائج".
وأشار وزير الخارجية الإثيوبي إلى أن هذه الجهود لا ينبغي أن تقوضها تصريحات استفزازية، وقال إن "التواطؤ مع القوى المعادية للسلام في هذه المنطقة هو أيضًا قصير النظر وغير منتج".
وكانت كينيا قدمت في أبريل/نيسان الماضي مقترحًا لنزع فتيل التوتر بين إثيوبيا والصومال يتضمن التفاوض على معاهدة إقليمية بحرية تحكم كيفية وصول دول المنطقة إلى الموانئ بناء على شروط تجارية. كما استضافت أنقرة عدة جولات من المفاوضات بين البلدين منذ يوليو/تموز الماضي.
وزعم سيلاسي أن "السياسة الخارجية لإثيوبيا ركزت دائمًا على تعزيز علاقاتها مع جيرانها، ونعتقد أن رفاهية وازدهار بلدنا مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالسلام والتنمية لجيراننا".
وتابع "باعتبارنا أكبر دولة في هذه المنطقة، فإننا لا نتعامل باستخفاف مع مسؤولية حماية سلامة وضمان مصير بلدنا ومنطقتنا".
وفقًا لسيلاسي، ستواصل إثيوبيا بناء وإصلاح وتعزيز العلاقات مع جيرانها، وقال "لدينا روابط أخوة لا تنفصم بين شعوبنا، ونحن عازمون على رعاية وتعزيز هذه الروابط التاريخية والتقليدية ومواصلة العمل على بناء أو إعادة بناء الروابط البنيوية والتجارة والتبادلات الثقافية".
وأضاف "لا يمكننا بالتالي الوقوف جانبًا عندما يصبح السلام والوئام في جوارنا ملعبًا للإرهابيين والعناصر المناهضة للسلام".
وانفجرت الأزمة بين الصومال وإثيوبيا مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، إثر اتفاق الأخيرة مع إقليم صوماليلاند الانفصالي على استغلال ميناء بربرة على البحر الأحمر مقابل اعتراف أديس أبابا باستقلال الإقليم، وهو ما رد عليه الصومال بسحب سفيره من أديس أبابا.
وإقليم صوماليلاند، محمية بريطانية سابقة، يقع في القرن الأفريقي على خليج عدن شمال الصومال، تحدها إثيوبيا من الغرب وجيبوتي من الشمال الغربي وخليج عدن من الشمال. وأعلن استقلاله من طرف واحد عام 1991 إثر سقوط نظام محمد سياد بري، وحتى الآن لم يعترف دوليًا باستقلاله.
وتأتي الأزمة الصومالية الإثيوبية، فيما تشكو القاهرة والخرطوم منذ أكثر من عقد من سياسات أديس أبابا بشأن سد النهضة، الذي يهدد الأمن المائي للدولتين، حيث تواصل إثيوبيا العمل في السد، دون وضع اعتبار للمخاطر على دولتي المصب.