أعلنت إثيوبيا تشغيل توربينين جديدين لتوليد الكهرباء، وفتح منافذ جديد لتمرير المياه من سد النهضة، مشيرة إلى أن التقدم الآن ينتقل من البناء إلى التشغيل، في وقت جدد مصدر في وزارة الري المصرية، مطلع على الملف، تمسك القاهرة بموقفها الرافض لأي خطوات أحادية، سواء في الملء أو التشغيل.
وقال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، "بدأنا تشغيل التوربينين الثالث والرابع لسد النهضة الإثيوبي الكبير، أما باقي الوحدات فتسير وفقًا للخطة".
وأشار أحمد، عبر إكس، إلى فتح قنوات السد، مما أدى إلى إطلاق 2800 متر مكعب إضافي من المياه في الثانية.
وزعم رئيس وزراء إثيوبيا أن "سد النهضة يلعب دورًا حاسمًا في إدارة تدفق المياه، وتخفيف مخاطر الفيضانات، وضمان حصول الدول الواقعة في مجرى النهر على إمدادات ثابتة من المياه، خاصة أثناء فترات الجفاف".
في غضون ذلك، أوضح المصدر في وزارة الري المصرية، طلب عدم نشر اسمه، لـ المنصة أن قنوات السد المقصود بها بوابات تصريف علوية للمياه أو المفيض، وهي مهمة إنشائيًا، مضيفًا أن هذه البوابات إلى جانب بوابتي التصريف السفلية تسمح لإثيوبيا بالتحكم، شبه الكامل، في كمية المياه المتدفقة من سد النهضة إلى السودان ثم مصر.
وأشار المصدر إلى أن توليد الكهرباء يسمح كذلك بتمرير المزيد من المياه، مؤكدًا أن مصر تتابع عن كثب جميع الإجراءات في سد النهضة، ولديها تصورات وسيناريوهات فنية لمنع وصول الضرر إلى المواطن.
وشدد المصدر أن كل خطوات الملء والتشغيل الأحادية "مرفوضة"، مؤكدًا أنه "لا يمكن الحكم على حجم الضرر إلا بانتهاء موسم الأمطار على إثيوبيا بحلول شهر سبتمبر/أيلول المقبل".
وتابع "مصر لا تزال تتمسك بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم يراعي شواغلها في تشغيل وإعادة ملء سد النهضة وخاصة في فترات الجفاف والجفاف الممتد، ويتضمن كذلك الإدارة المشتركة للمنشآت المائية على نهر النيل وروافده، وهو أمر متعارف عليه حول العالم في إدارة الأنهار الدولية والعابرة للحدود".
ومنتصف يوليو/تموز الماضي أظهرت صور بالأقمار الصناعية بدء إثيوبيا التخزين الخامس في سد النهضة، حسب عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة.
في سياق متصل، علق كبير المفاوضين ومستشار شؤون الأنهار العابرة للحدود وسد النهضة في إثيوبيا وسفيرها لدى الولايات المتحدة سيلشي بيكلي، على تشغيل التوربينين قائلًا إن "بناء سد النهضة وصل إلى مرحلة مهمة"، ومؤكدًا الانتهاء من بناء السد الخرساني، باستثناء اللمسات الأخيرة من أعمال التشطيب.
وتابع "كما بدأت التوربينات الرئيسية بسعة 400 ميجاوات لكل منها عملياتها التجارية"، مشيرًا إلى أن سعة التوربينين السابق تشغيلهما تبلغ 375 ميجاوات لكل منهما.
وأضاف أن المزيد من التوربينات الجديدة ستدخل إلى الخدمة لتحقيق سعة إجمالية تبلغ 5150 ميجاوات مما يجعلها أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
وتابع "بدأت عملية مفيض المياه التي تنقل كميات كبيرة منها إلى مجرى النهر في أثناء موسم الفيضانات"، مضيفًا أن التقدم الآن ينتقل من مرحلة البناء إلى مرحلة التشغيل.
وفي أبريل/نيسان الماضي، قال بيكلي إنه من المتوقع أن تبدأ 5 توربينات إضافية توليد الكهرباء من سد النهضة العام الحالي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت مصر انتهاء المسارات التفاوضية مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي حال تعرضه للضرر.
كان وزير الري المصري الدكتور هاني سويلم أكد على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمياه، في مارس/آذار الماضي، أن مصر تأثرت ببناء سد النهضة، قائلًا "الدولة المصرية قدرت تتعامل معاه بتكلفة ما"، مشيرًا إلى أن "اتفاقية إعلان المبادئ بتقول لو تسبب السد في أضرار لدول المصب، فيه ثمن لازم يندفع"، مضيفًا "ولازم مصر هتطالب به في يوم من الأيام".