تتجه الحكومة المصرية لشراء القمح من تركيا، التي تعد رابع أكبر دولة مستوردة له عالميًا بعد إندونيسيا ومصر والصين، ما اعتبره مدير شركة ميدترنين ستار للتجارة واستيراد الحبوب هشام سليمان "خطوة غير مدروسة" تزيد تكلفة استيراده.
كان نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية حسام الجراحي قال، الأسبوع الماضي، إن مصر تدرس فتح منشأ تركيا لاستيراد القمح خلال الفترة المقبلة.
بدوره، أوضح سليمان لـ المنصة أن تركيا من أكبر البلدان المستوردة للقمح، بقيمة بلغت 3.4 مليار دولار خلال عام 2022، ما يشكل 4.6% من إجمالي تجارة القمح العالمية، لتحل في المركز الرابع في قائمة أكثر الدول شراءً للمحصول.
وأشار مصدر بوزارة الزراعة مطلع على ملف توريد القمح إلى أن توجه وزارة التموين لتركيا هدفه الحصول على القمح الأوكراني المخزن لديها، "لسهولة نقله وانخفاض تكلفته".
وقال المصدر لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن تركيا تستحوذ على كميات كبيرة من القمح الأوكراني منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، بعضها يذهب إليها من أجل التخزين والبيع لسهولة التجارة في البحر الأسود، وبعضها يذهب خلسة عن طريق التهريب، حسب المصدر.
وأضاف المصدر أن الحجر الزراعي المصري لم يتلقَ خطابًا رسميًا من وزارة التموين يفيد ببدء الإجراءات الفنية لفتح منشأ في تركيا واعتماده رسميًا حتى الآن، مشيرًا إلى وجود دراسات فنية لفتح مناشئ أخرى في دول عدة منها المكسيك والسويد.
وتابع أن وصول القمح الأوكراني لمصر عن طريق تركيا سيخفض استيراده من روسيا ورومانيا، ما قد يدفع البلدين لتخفيض الأسعار التي تبيع بها للقاهرة.
لكن مدير شركة ميدترنين ستار للتجارة واستيراد الحبوب أكد أن القمح الأوكراني لدى تركيا سيضاف عليه تكلفة النولون البحري من تركيا إلى مصر، ومصاريف الشحن من المخازن التركية إلى الباخرة، مستطردًا "لو تمت إضافة كل هذه المصاريف إلى سعر البضاعة سيصبح الشراء من أوكرانيا مباشرة أوفر".
وتستهدف وزارة التموين تأمين احتياجاتها من السلع الأساسية، خلال الفترة المقبلة، خصوصًا القمح، خوفًا من التوترات الجيوسياسية في المنطقة، إذ أعلنت الشهر الحالي مناقصة دولية لاستيراد 3.8 مليون طن قمح لم تحصل منها سوى على 280 ألف طن، بسبب ارتفاع الأسعار، لتلجأ بعدها إلى عقد محادثات مع موردين دوليين، لشراء 30 شحنة قمح، بما يساوي 1.8 مليون طن.
وارتفع حجم الصادرات العالمية من القمح العام الماضي بنحو 33.6% ليتجاوز 216 مليون طن متري حسب منصة ستاتيستا المتخصصة، وبلغت قيمة سوق القمح العالمي 73.3 مليار دولار في عام 2022 وفق منصة "أو إي سي ورلد" التابعة للفاو.
وتسعى مصر لرفع حجم التبادل التجاري مع خلال السنوات المقبلة إلى 15 مليار دولار، حسب تصريحات للرئيس المصري عبر الفتاح السيسي، في فبراير/شباط الماضي، خلال استقباله نظيره التركي رجب طيب إردوغان في زيارة كانت الأولى من نوعها منذ 11 سنة، في إطار عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة.
وقتها، قال السيسي إن مصر حاليًا هي الشريك الأول لتركيا في إفريقيا، كما تعد تركيا أهم مقاصد الصادرات المصرية.