طالبت مصر وبريطانيا شركات الطيران التابعة لهما، الأربعاء، بتجنب المجال الجوي الإيراني واللبناني، وسط تصاعد المخاوف من احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقًا في المنطقة، بعد مقتل قادة كبار في حركة حماس وحزب الله.
وجاءت إرشادات بريطانيا لشركات الطيران التابعة لها بتجنب المجال الجوي اللبناني بعد ساعات من إصدار مصر تعليمات لجميع شركات الطيران التابعة لها بتجنب المجال الجوي الإيراني لثلاث ساعات صباح يوم الخميس، حسب رويترز.
يأتي ذلك في وقت توعد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الثلاثاء، برد ثلاثي مع إيران والحوثيين على العدوان الإسرائيلي المستمر.
كما توعدت إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني إن "طهران ليس لديها خيار سوى استخدام حقها في الدفاع عن نفسها في وجه الانتهاكات الإسرائيلية".
وتعمل العديد من شركات الطيران على مراجعة جداولها لتجنب المجال الجوي لإيران ولبنان، كما تلغي رحلات لإسرائيل ولبنان.
بدورها، بدأت شركات الطيران المصرية تجنب المجال الجوي الإيراني. ومع ذلك، قال مؤسس أو بي إس جروب، مارك زي، وهي مجموعة تتشارك معلومات مخاطر الرحلات الجوية، إن الإخطار الصادر بشأن يوم الخميس سوف ينطبق على جميع شركات الطيران المصرية.
وورد في الإخطار المصري للطيارين، وهو إخطار سلامة مقدم للطيارين يوم الأربعاء، أن التوجيهات ستسري من الساعة 1 حتى 4 بتوقيت جرينتش من صباح اليوم. ولم يُذكر في الإخطار سبب إصداره.
وجاء في الإخطار "على جميع الناقلات الجوية المصرية تفادي التحليق فوق منطقة معلومات الطيران في طهران. لن يُقبل تحليق أي رحلة جوية فوق هذه المنطقة"، مشيرًا إلى مدة الثلاث ساعات المحددة.
وأكدت وزارة الطيران المدني المصرية، في وقت لاحق، أن الإخطار هدفه تقليص المخاطر أمام سلامة الرحلات الجوية في ضوء الإخطار الذي تلقته من السلطات الإيرانية، حسب رويترز.
وذكر بيان الوزارة أنه ستجري "تدريبات عسكرية في المجال الجوي الإيراني يوم السابع من أغسطس من الساعة 11:30 إلى 14:30، ومن الساعة 04:30 إلى 07:30 يوم الثامن من أغسطس، وذلك بتوقيت طهران".
وأجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري مناورات عسكرية غرب إيران تزامنًا مع التصعيد في المنطقة.
وكان القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني تحدث مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عبر الهاتف يوم الأربعاء، حسب وزارة الخارجية المصرية.
وفي ظل من المخاوف من هجوم إيراني محتمل، بنى جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة حيفا، شمال إسرائيل مستشفى واسع تحت الأرض، ووضعت مئات الأسرّة، بين جدرانه المبنية بالأسمنت المسلح. وفيه أيضًا غرف للعمليات الجراحية، وجناح للتوليد، ومعدات طبية مكدسة في جنباته، تحسبًا للهجوم الإيراني، وفق BBC.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت يوم الجمعة الماضي، تعزيز قواتها في منطقة الشرق الأوسط، دعمًا لإسرائيل في مواجهة الضربة الإيرانية المرتقبة، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، الذي جاء بعد يوم واحد من اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر جنوب لبنان.
تزامن ذلك مع إعلان التليفزيون الإيراني، أن "الساعات المقبلة، سيشهد العالم مشاهد غير عادية وتطورات مهمة للغاية". لكن لم تنفذ إيران تهديدها حتى الآن.
ووجهت إيران لأول مرة في أبريل/نيسان الماضي عشرات الصواريخ إلى تل أبيب، في هجوم استمر نحو 5 ساعات، لكنه لم يسفر عن قتلى أو جرحى، وذلك ردًا على استهداف قنصليتها في سوريا ومقتل 7 من مستشاريها.