منشور
الاثنين 29 يوليو 2024
- آخر تحديث
الثلاثاء 30 يوليو 2024
اعتبر نقيب الصحفيين الأسبق يحيى قلاش استمرار حبس رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر، "مؤشرًا خطيرًا" على وضع الحريات في مصر، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه، في وقت رفض رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين محمود كامل استخدام الحبس الاحتياطي كعقوبة، داعيًا إلى تبييض السجون من المحبوسين في قضايا رأي.
وقررت نيابة أمن الدولة العليا، الأربعاء الماضي، حبس عمر 15 يومًا على ذمة القضية 1968 لسنة 2024 حصر أمن الدولة بعد تحقيق دام 6 ساعات اتهمته فيه بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، بث ونشر إشاعات وأخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام إحدى وسائل التواصل الاجتماعي"، وقالت زوجته ندى مغيث، على فيسبوك، آنذاك، إن زوجها أودع في سجن العاشر من رمضان تأهيل 6.
وأكد قلاش، الاثنين، لـ المنصة أن الكاريكاتير فن من فنون الصحافة يعبر عن القضايا والأزمات التي يعاني منها المواطنون، وأن حبس رسام "لن يكون حلًا لأزمات المجتمع، كما أنه لا يلغي وجودها".
وطالب قلاش بالإفراج الفوري عن كل المحبوسين في قضايا نشر، سواء كانوا صحفيين أو غير صحفيين.
وتمنع المادة 67 من الدستور "رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة"، وتمنع كذلك توقيع "عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بسبب علانية المنتج الفني أو الأدبي أو الفكري".
من جانبه، أكد رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين محمود كامل لـ المنصة ضرورة الإفراج الفوري عن كل المحبوسين في قضايا الرأي، من بينهم "الصحفيون الذين ألقي بهم في السجون فقط لأنهم مارسوا عملهم"، متسائلًا "ما هي جريمة الصحفي التي تستدعي اقتحام قوات الأمن لمنزله وترويعه وترويع أهله وإخفاءه في مكان مجهول؟!".
ودعا كامل إلى تبييض السجون من المحبوسين في قضايا نشر "لأن المنشور مهما كان لاذعًا لا يستدعي التعامل مع ناشره باعتباره مجرمًا".
من جهته، أكد الفنان التشكيلي محمد عبلة لـ المنصة ضرورة الإفراج عن عمر، قائلًا "دا شاب رسام كاريكاتير ومترجم وموسيقي وصيدلي ومثقف، يعني شخص متعدد الاهتمامات، ولا أعتقد أنه عنده وقت للانضمام لجماعة محظورة مع علمه بأهدافها زي ما قالت النيابة".
وتابع عبلة، الذي كان أحد أعضاء لجنة الخمسين لكتابة دستور 2014، "أتمنى أن تراجع الأجهزة نفسها ومتزودش حالة الإحباط عند الشباب، محتاجين نمنح الشباب بعض الأمل ومحتاجين جدًا للي زي أشرف"، مؤكدًا أن الكاريكاتير فن هادف لا يهدم مجتمعات ولا حكومات، "بل يشير إلى نقاط الخلل في المجتمع".
وتنظم لجنة الحريات بالنقابة، مساء اليوم، يومًا تضامنيًا مع الصحفيين المحبوسين، مشيرة إلى أن عددهم أكثر من 23 صحفيًا نقابيًا وغير نقابي، ولفت بيان النقابة إلى أن اليوم يتضمن مؤتمرًا صحفيًا لعرض آخر مستجدات عودة حالات القبض على الصحفيين، وعرض أوضاع الصحفيين المحبوسين، ويختتم باعتصام رمزي في مقر النقابة لمدة ساعتين بحضور عددٍ من المحامين المتطوعين للدفاع عن الصحفيين، وسجناء الرأي.
واعتبر الكاتب والخبير التربوي كمال مغيث، والد زوجة أشرف، على فيسبوك، أن دعوة النقابة "كريمة وشجاعة، وتؤكد على انحيازها لأعضائها"، داعيًا إلى المشاركة فيها.
وأُلقي القبض على عمر فجر الاثنين الماضي، بعدما اقتحمت قوة أمنية بلباس مدني مقر سكنه في كومباوند دار مصر بحدائق أكتوبر، واقتادته مكبلًا ومعصوب العينين إلى جهة غير معلومة إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة العليا مساء الأربعاء، الماضي.
وأثار قرار القبض على عمر وحبسه ردود فعل غاضبة من جانب المؤسسات المهتمة بحرية الصحافة، وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود، القبض على رسام الكاريكاتير، وقال رئيس مكتب الشرق الأوسط جوناثان داغر، الأسبوع الماضي "للأسف، ليس من الغريب في مصر أن يختفي صحفيون ثم يظهروا بعد أيام قليلة في قاعة المحكمة كسجناء"، وأضاف أن هذا النوع من الأساليب لا يليق بدولة قانون، مشددًا "يجب أن تتوقف هذه الممارسات التي تُرعب الصحفيين".
وكانت لجنة حماية الصحفيين الأمريكية دعت السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن أشرف عمر، وخالد ممدوح.
ووفق التقرير العام لنقابة الصحفيين عن الفترة من مارس/آذار 2023 حتى فبراير/شباط 2024، ما زال "أكثر من 7 صحفيين نقابيين على قوائم الحبس الاحتياطي، بخلاف 12 من غير المقيدين بالنقابة، و3 صادرة بحقهم أحكام قضائية".