شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، هجومًا على ميناء الحديدة اليمني، أسفر عن 5 قتلى و87 جريحًا، وعدد من المفقودين، وفق ما نقله موقع سكاي نيوز عن مصادر طبية، في وقت تعهدت جماعة أنصار الله الحوثي بالرد واستهداف مواقع حيوية في إسرائيل.
وجاءت الضربة الإسرائيلية على اليمن عقب هجوم نفذته جماعة الحوثي بطائرة مُسيرة على تل أبيب، يوم الجمعة، أسفر عن قتيل وعدد من الجرحى.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، "لقد استهدفنا في منطقة الميناء بنى تحتية مزدوجة الاستخدام للإرهاب، ومن بينها بنية تحتية في مجال الطاقة".
وأضاف أدرعي أنه "على مدار الأشهر الأخيرة استهدف الحوثيون عشرات السفن، وألحقوا أضرارًا في مسارات الملاحة البحرية العالمية. يتم توجيه وتمويل إرهاب الحوثيين من قبل إيران وهو يضر بحرية الملاحة ومواني المنطقة وقناة السويس والتجارة العالمية كلها".
وتابع أنه "في غارة اليوم لم تنته المعركة. الإرهاب الإيراني ووكلاؤه على جميع الحدود سوف يجبرنا على مواصلة حماية دولتنا والعمل حيثما يتطلب ذلك".
وبدأ الحوثيون في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مهاجمة السفن ذات الصلة بإسرائيل في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وآنذاك نشروا مقطع فيديو يظهر مروحية تابعة لهم وهي تهبط على سفينة الشحن جالاكسي ليدر وتسيطر عليها، وفي تصريح لاحق أعلنت الجماعة أن السفن الإسرائيلية هدف مشروع لها. وأثرت الهجمات على حركة الملاحة العالمية وتسببت في تراجع عائدات قناة السويس.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم جماعة الحوثي العميد يحيى سريع، عبر إكس، عن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحطة الكهرباء التي تغذي مدينة الحديدة الساحلية، وميناء الحديدة وخزانات الوقود، مشيرًا إلى أن جميعها "أهداف مدنية".
وقال سريع إن جماعة الحوثي "سترد على هذا العدوان السافر، ولن تتردد في ضرب أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي"، مؤكدًا أن مدينة يافا "غير آمنة".
وكانت المُسيرة الحوثية التي ضربت تل أبيب الجمعة تحمل اسم يافا.
في غضون ذلك، أدانت طهران "بشدة" الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "إن الشعب اليمني المظلوم والقوي يدفع ثمن دعمه المشرف لأهل غزة الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال".
وحذر كنعاني، وفق وكالة الأنباء الإيرانية إرنا، "من خطر تصاعد حدة التوتر وانتشار نار الحرب في المنطقة بسبب مغامرات الصهاينة الخطيرة".
واعتبر المجازر المستمرة والحصار الشامل على سكان قطاع غزة العزل، السبب الرئيسي للتوترات الحالية في المنطقة، وأضاف "طالما استمر عدوان الكيان الصهيوني على فلسطين، وخاصة قطاع غزة، فلن يعود السلام إلى المنطقة".
وحمّل كنعاني "الكيان الصهيوني وداعميه، بمن فيهم حكومة الولايات المتحدة، المسؤولية المباشرة عن العواقب الخطيرة وغير المتوقعة لاستمرار الجرائم في غزة وكذلك الهجمات المتهورة على اليمن".
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، قد أعلن في مؤتمر صحفي أن "الطائرة المسيرة التي أصابت تل أبيب في الساعات الأولى من صباح الجمعة، إيرانية الصنع".
من جانبها، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية "تفهمها" للعملية الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية، التي جاءت، بعد أشهر من الهجمات الحوثية على إسرائيل، وفق بيان لوزارة الدفاع الأمريكية نقله موقع سكاي نيوز.
وبحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، السبت، الهجوم على الحديدة، وشدد على "التزام بلاده الحفاظ على أمن إسرائيل، وحقها في الدفاع عن نفسها أمام التهديدات الخارجية".
وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا التصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، بداية من 12 يناير/كانون الثاني الماضي، حين نفذتا 73 غارة على اليمن، واستمرت الهجمات بعدها، ورغم ذلك اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق بأن ضرباتهم على اليمن غير فعالة في وقف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، لكنه أكد في تصريحات للصحفيين 18 يناير، على أنهم مستمرون فيها.
في غضون ذلك، تبرأت السعودية من الضربة الإسرائيلية على اليمن، مؤكدة أنها "ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف الحديدة، والمملكة لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت"، وفق وكالة الأنباء السعودية واس.
كما أعربت مصر عن "قلقها البالغ" من الضربة الإسرائيلية للحديدة، داعية كافة الأطراف إلى "ضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية"، وفق بيان لوزارة الخارجية.
وطالبت مصر "كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي".
وبالتزامن مع تصاعد القلق الإقليمي حول الضربة الإسرائيلية لليمن ومآلاتها، أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، التصدي لصاروخ أرض أرض، خارج من اليمن، كان يقترب من البحر الأحمر.