عرض وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، اليوم، خطة وزارته أمام مجلس النواب، مشيرًا إلى أن توجههم الأبرز في الفترة المقبلة سيكون في إعادة تدوير مباني المدارس بشكل مختلف لمواجهة مشكلة الكثافة الطلابية، في وقت أوضح مصدر قيادي مقرب من الوزير ومطلع على ملف كثافة الفصول، أن "المخطط يقوم على استغلال كل فراغ داخل المدرسة، ليكون فصلًا مدرسيًا، وتقليل الهدر في الأماكن غير المستغلة".
وقال المصدر إن "هناك مدارس بها العديد من القاعات وغرف الأنشطة غير المستغلة في أغراض تدريسية، لذلك سيُعاد تدوير استخدامها بما يتناسب مع الاحتياج الفعلي"، معقبًا "يعني الأنشطة المدرسية زمان غير دلوقت.. مش محتاجة غرفة، محتاجة تفاعل بين الطلبة والمدرسين، مش غرفة رسم وغرفة موسيقى وغرفة رياضة، كل ده اتغير بتغير طبيعة الأنشطة المدرسية التفاعلية، ودي قاعاتها كتير".
ولفت إلى أن الوزارة ستقوم خلال الفترة المقبلة، بإجراء حصر عددي لجميع مباني كل مدرسة على مستوى الجمهورية، بعدد فصولها وقاعاتها وفراغاتها، ليُعاد تشغيل كل مدرسة بنفس إمكانياتها ولكن بتوزيعة مختلفة للفصول والقاعات والغرف والمكاتب الإدارية، وبما لا يؤثر على قوامها الأساسي"، مشيرًا إلى أن ذلك "حل اضطراري مؤقت لحين تحسن الظروف الاقتصادية والتوسع في بناء مدارس".
واستعرض وزير التربية والتعليم، بيانه حول برنامج الحكومة، أمام اللجنة الخاصة لدراسة برنامج الحكومة، وفق بيان من المجلس اطلعت عليه المنصة، مشيرًا إلى أن أبرز المشاكل ترتبط بالكثافة الطلابية في الفصول، وعجز المعلمين، والثانوية العامة، وعودة الطلاب إلى المدارس.
وجاء عرض الوزير لخطة وزارته على البرلمان اليوم في سياق استعراض برنامج الحكومة لنيل الثقة من البرلمان بعد عرض رئيس الوزراء البرنامج بوجه عام، الأسبوع الماضي في جلسة حضرها جميع الوزاراء في الحكومة الجديدة، وتعهدت بإنهاء أزمة الكهرباء خلال 6 شهور، فيما أحال المجلس البرنامج إلى اللجان المختصة لمناقشته تفصيليًا.
ولفت الوزير إلى أن عدد الطلاب في بعض الفصول يتراوح ما بين 120 و130 طالبًا، وسيتم إعادة تدوير مباني المدارس بشكل مختلف لتشغيلها وفقا للإمكانيات المتاحة.
وحسب تقرير صادر عن البنك الدولي، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، فإن مصر بحاجة إلى بناء نحو 117 ألف فصل دراسي في غضون 5 سنوات لتقليل كثافة الفصول إلى 45 طالبًا، أو بناء 50 ألف فصل دراسي بحلول عام 2026 للحفاظ على عدد الطلاب في الفصل عند 56 طالبًا.
ووفق إحصاء خاص بالعام الدراسي 2022-2023، منشور على موقع الوزارة، فإن عدد الفصول في المدارس الحكومية وصل إلى 463 ألفًا و171 فصلًا، والفصول في المدارس الخاصة 88 ألفًا و644 فصلًا، بإجمالي 551 ألفًا و815 فصلًا.
وكان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي دافع الخميس عن اختيار وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، بعد الجدل الذي صاحب تعيينه، بسبب ما تردد حول حصول الوزير على درجة الدكتوراه من "جامعة وهمية"، مؤكدًا أن لديه حلول لمشكلات كثيرة وبينها الكثافة الطلابية في المدارس، حيث تعهد عبداللطيف لمدبولي، بحل تلك الأزمة، دون أن يُفصح عن الآلية.
وتطرق وزير التربية والتعليم، خلال جلسة البرلمان اليوم، إلى مشكلة الثانوية العامة، مؤكدًا أن الطالب يدرس 32 مادة في حين أن المدارس الدولية فيها دراسة 16 مادة فقط، وستقوم الوزارة بإعادة النظر في ترتيب هذه المواد.
وعقّب المصدر، بأن "الوزير يقصد نظام الثانوية العامة الجديد، المقرر تطبيقه بعد ثلاث سنوات، حيث سيتم تخفيض عدد المواد في كل تخصص، بما لا يزيد عن 12 مادة فقط تخصصية، إضافة لأربعة مواد أساسية، ليكون الإجمالي 16 مادة كما في التعليم الدولي".
يأتي ذلك، فيما تكررت وقائع تسريب امتحانات الثانوية العامة، بعد تصوير ونشر أسئلة امتحان التفاضل، اليوم، لطلاب الشعبة الرياضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أعلنت الوزارة عن ضبط طالبين متهمين بالتسريب وبحوزتهما هاتفي محمول.
وتسربت جميع امتحانات الثانوية العامة هذا العام بعد بدء الوقت الأصلي لكل امتحان، وهي مواد التربية الدينية، التربية الوطنية، الاقتصاد، الإحصاء، اللغة العربية، اللغة الفرنسية، اللغة الألمانية، اللغة الإيطالية، الفيزياء، التاريخ، اللغة الإنجليزية، الجغرافيا والكيمياء، والتفاضل، رغم التفتيش الدقيق للطلاب مرتين يوميًا.