تصوير: سالم الريس- المنصة
النازحة فاطمة القيق تتفقد آثار استهداف وحرق جيش الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين بمنطقة الشاكوش شمال غرب رفح، 19 يونيو 2024

إسرائيل تقصف خيام النازحين في منطقة الشاكوش.. وأمريكا تحاول سد فجوات خطة بايدن

سالم الريس قسم الأخبار
منشور الأربعاء 19 يونيو 2024

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، خيام النازحين في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح بقطاع غزة بقصف مدفعي بالإضافة إلى إطلاق نار من مُسيرات الكوادكوبتر، ما أسفر عن مقتل 7 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وإصابة حوالي 20 شخصًا بشظايا وحروق، فيما تعمل الولايات المتحدة على سد فجوات خطة الرئيس جو بايدن لوقف الحرب في غزة، وفق وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وقالت فاطمة القيق، وعمرها 56 عامًا، التي نزحت مع عائلتها إلى منطقة الشاكوش لـ المنصة، إنه أثناء نومهم في الخيام، سقطت شظايا على الخيمة التي تؤوي ابنها وزوجته وأبناءه، ما تسبب في اشتعال النيران وحرق الخيمة بما فيها، بينما كانت هي وابنها الثاني في الخيمة المجاورة لهم.

وتابعت "أول ما ولعت النار، طلع ابني يجري من الخيمة، بعدين اضطر يدخل يطلع ابنه الصغير وتعرض لحروق في اليدين وتعرض ابنه لحروق في جسده"، بينما نجت زوجته وباقي أبنائه.

وتؤوي منطقة الشاكوش مخيمًا للنازحين من مدينة رفح، وكان جيش الاحتلال أعلنها ضمن المناطق الآمنة في وقت سابق. وقالت فاطمة إن عائلتها نزحت من مخيم الشابورة برفح، وإنهم لجأوا للشاكوش بسبب تصنيفها منطقة آمنة "وين بدنا نروح؟ حرقولنا الخيم، حرقولنا ولادنا، وشردونا. وكل يوم قصف وقتل وخوف".

وعلى بعد بضعة أمتار من خيمة فاطمة، سقطت قذيفة أخرى على خيمة تيسير معمّر 36 عامًا، الذي نزح من شرق رفح، أدت إلى سقوط جزء من الخيمة فوق أطفاله وهم نيام، حسبما قال لـ المنصة.

تيسير معمر يتفقد خيمته في معسكر للنازحين بمنطقة الشاكوش شمال غرب رفح بعد قصفها، 19 يونيو 2024

وتابع "بعد ما سقطت القذيفة صار إطلاق نار من كوادكوبتر، زوجتي تصاوبت وبنتي، ومَرَت أخويا، وفيه بنت جيراننا. كلهم أصيبوا بالرصاص ونقلناهم للمستشفى، وهَينا مُجبرين نروح من هنا، بس وين بدنا نروح؟ مش عارف".

فجر الأربعاء، تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحي السعودي 3، شمال غرب رفح، بمصاحبة إطلاق كثيف لقذائف المدفعية وغطاء من مسيرات الكوادكوبتر، حسب شاهد عيان التقته المنصة، أفاد بأنّ عددًا من القذائف والشظايا سقطت على خيام النازحين ما أدى إلى وقوع الضحايا.

وأفاد مصدر طبي بوزارة الصحة بغزة بوصول 11 قتيلًا من منطقة الشاكوش ومنطقة بدر في حي تل السلطان، إلى المستشفيات الميدانية بخانيونس، بالإضافة إلى أكثر من 20 مصابًا، غالبيتهم أطفال ونساء. 

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن جيش الاحتلال ارتكب "ثلاثة مجازر" ضد العائلات في قطاع غزة، "وصل منها للمستشفيات 24 شهيدًا و71 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء العدوان إلى 37 ألفًا و396 قتيلًا و85 ألفًا و523 مصابًا، وفق التقرير اليومي للوزارة.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن بلاده تواصل العمل مع قطر ومصر لمحاولة "سد الفجوات" بشأن اتفاق لتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، مستدركًا أنه لا يستطيع أن يعد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق، وذلك خلال مؤتمر صحفي مساء أمس، وفق سي إن إن.

وأضاف بلينكن "لا يمكنني أن أخبركم بكل اقتناع بأننا سنفعل ذلك. لأنه، مرة أخرى، الأمر يتوقف على حماس". 

وكانت حركة حماس أعلنت قبل أيام أنها طالبت بتعديلات ليست كبيرة على خطة بايدن لوقف الحرب في غزة، وفي مقدمتها حددت أسماء 100 من المعتقلين الفلسطينيين المحكومين بمدد طويلة، لإطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى.

وأضاف بلينكن أنه "بناء على ما رأيناه في الأيام الأخيرة، أعتقد أن الفجوات قابلة للسد، لكن هذا لا يعني أنه سيتم سدها، لأنه في نهاية المطاف، يتعين على حماس أن تقرر".

وكان المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين، طالب حماس أمس من بيروت، بقبول خطة بايدن، قائلًا "الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 مايو/أيار 2024، والذي يتضمن إطلاقًا للرهائن، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار وصولًا لإنهاء الحرب على غزة، قَبِلَه الجانب الإسرائيلي، ويحظى بموافقة قطر ومصر ومجموعة السبع ومجلس الأمن الدولي. هذا الاتفاق ينهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الإسرائيلية. إذا كان هذا ما تريده حماس فعليها القبول به".