انتشلت قوات الدفاع المدني الفلسطينية اليوم 35 جثمانًا من المقبرة الجماعية التي أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع ناصر الطبي بخانيونس، وبذلك يرتفع عدد الجثث التي خرجت منها خلال 3 أيام إلى 350 جثة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، في وقت جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري تحذيره من الاجتياح البري لرفح، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات لردع إسرائيل حال أقدمت على اجتياح رفح.
وتؤكد إسرائيل منذ أكثر منذ أسابيع أنها ستجتاح رفح بريًا، حتى لو توصلت المفاوضات إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
وكان مراسل المنصة رصد خلال أول أيام التنقيب عن جثامين الضحايا، الأحد، تعرف بعض أهالي الضحايا عليهم، ودفن جثامينهم في مقابر معلومة، وتحلل جثث أخرى لم تتعرف عليها الأهالي.
ونقلت وفا عن مصادر صحفية، أن طواقم الإنقاذ والإسعاف انتشلت اليوم 35 جثمانًا، و73 جثمانًا أمس الاثنين و210 جثامين أمس الأول، من مقبرة جماعية بمستشفى ناصر الطبي، "وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للشهداء الذين عُثر على جثامينهم حتى الآن إلى 310 شهداء".
ولفتت إلى أن الجثامين تعود أغلبيتها لمواطنين من مختلف الفئات والأعمار، قتلتهم قوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمجمع، ودفنتهم بشكل جماعي داخله.
وأكدت المصادر، وفق وفا، أن العدد الأكبر من ضحايا المقابر الجماعية من النساء والأطفال، "إذ تتعمد قوات الاحتلال جرف عشرات الجثامين ودفنها قبل انسحابها من أي منطقة في القطاع".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن الانسحاب من خانيونس في 7 أبريل/نيسان الماضي، بعد انتهاء عمليته البرية فيها.
يأتي ذلك في وقت تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة ليل أمس وصباح اليوم. ونقل موقع سي إن إن عن مراسله في غزة أن الدبابات ومدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي استمرت في إطلاق النار على أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة خلال الليل حتى الثلاثاء.
وأشار الصحفي إلى أن غارة جوية واحدة استهدفت محيط وادي غزة في وسط القطاع، واثنتين أخريين استهدفتا منطقة مخيم البريج للاجئين، كما قصفت دبابات الاحتلال أهدافًا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وبالقرب من مدينة رفح جنوب القطاع أيضًا.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية 3 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها للمستشفيات 32 قتيلًا و59 مصابًا.
وارتفع ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي يدخل يومه الـ200، إلى 34183 قتيلًا و77143 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب التقرير اليومي للوزارة.
وفي سياق متصل، وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأوضاع في غزة، بـ"الكارثية"، قائلًا "لا يمكن أن يتحمل الضمير العالمي هذا القدر من القتل، واستمرار حالة التدمير للقطاع بحيث أصبح غير قابل للعيش فيه"، حسب موقع الشروق.
وشدد وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأيرلندي مايكل مارتن في القاهرة، على ضرورة "توقف تلك الحرب، والعمل على التوصل إلى حل الدولتين"، مشيرًا إلى أن الدول العربية تبذل جهودًا لوضع إطار يؤدي إلى إنهاء الحرب والصراع، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية"، وداعيًا الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة والمجتمع الدولي لدعم هذا المسار، وعلق "استمرار الحرب ينتج عنه آثار كارثية".
وعرقلت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الماضي، مشروع قرار جزائريًا يوصي بقبول دولة فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة، إذ صوت لصالح القرار 12 عضوًا من بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة، وامتنعت عن التصويت المملكة المتحدة وسويسرا، حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وأضاف شكري أن المجتمع الدولي لم يتمكن حتى الآن من توفير المساعدات بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي غضون ذلك، حذر شكري من أن الغالبية العظمى من المجتمع الدولي ومصر دعت إسرائيل إلى عدم اتخاذ إجراءات عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المدينة الفلسطينية تكتظ الآن بنحو 1.5 مليون مواطن.
وطالب وزير الخارجية المصري المجتمع الدولي بتخطي مجرد المطالبة اللفظية بعدم اجتياح رفح، واتخاذ خطوات ملموسة في حالة الإقدام على تلك الخطوة، بشكل يكون "رادعًا لإسرائيل".
وشدد شكري على أن "الدعوة اللفظية بعدم اجتياح رفح غير كافية للإقناع بضرورة الامتناع عن تلك الخطوة".
وذكَّر بأهمية الدعوة إلى احترام القانون الدولي، "بدون ذلك سنرى تكرار المخالفة وتجاوز القانون الدولي مرة واثنين وأكثر، بدليل اكتشاف مجموعة من المقابر الجماعية في مختلف أنحاء غزة".
وأكد استمرار مصر في العمل على صياغة موقف يتم التوافق عليه من قبل الطرفين (حماس وإسرائيل)، لوقف الحرب على غزة.
واستضافت القاهرة آخر جولة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في أبريل/نيسان الجاري، قبل عيد الفطر، وآنذاك وصفت مصر المفاوضات بأنها شهدت تقدمًا ملحوظًا، وهو ما نفته حماس وإسرائيل فيما بعد.
وأضاف شكري "لن نيأس خاصة أنه لا يمكن استمرار الحرب وآثارها، ونعمل على التوصل إلى اتفاق عاجل بما يكون له أثر على توفير المساعدات للشعب الفلسطيني، وإعفائه من استمرار ويلات تلك الحرب".