أعلن المعارض السياسي أحمد الطنطاوي، مساء أمس، بدء إجراءات تأسيس حزب "تيار الأمل" ليكون مظلة قانونية له ولأعضاء حملته الانتخابية، معلقًا "باعتبار إننا اخترنا وأعلنا في كل وقت، وفي أصعب الأوقات تمسكنا بالمسار السلمي وبالنضال السياسي تحت سقف الدستور والقانون".
وأكد الطنطاوي، في مقطع فيديو نشرته صفحته الرسمية على فيسبوك بعنوان"حديث صعب في لحظة عصيبة"، أن " تأسيس الحزب يأتي كتعبير واضح عن إرادة زملائه وشركائه في الحملة الانتخابية، وطيف أوسع من المؤيدين والداعمين سواء لأفكاره أو لفكرة التحول المدني الديمقراطي".
وشدد على التزامهم بالإطار الرسمي والقانوني لاستمرار العمل السياسي "من بكره هنبدأ في هذه الإجراءات بشكل هادئ نراعي فيه اعتبارات هذه اللحظة"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة. وتابع "إن شاء الله لما تكتمل توكيلات التأسيس، وإعداد اللائحة والبرنامج وكل مسوغات التأسيس تكون انزاحت الغُمة عن أشقائنا في فلسطين".
ويشترط قانون نظام الأحزاب السياسية لتأسيس الأحزاب، أن يكون للحزب اسم لا يماثل أو يشابه اسم حزب آخر قائم، فضلًا عن عدم تعارض مبادئه أو أهدافه أو برامجه أو سياساته أو أساليبه في ممارسة نشاطه مع المبادئ الأساسية للدستور، أو مقتضيات حماية الأمن القومي المصري، أو الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والنظام الديمقراطي.
وانتهت مشاورات الطنطاوي مع دوائره سواء في حملته الانتخابية، أو الأحزاب التي أعلنت دعمه، أو نخبة من السياسيين، إلى "الإعلان عن دعم كل إجراء أو فعل تقوم به السلطة في سبيل الحفاظ على استقلال الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، في مواجهة المؤمرات المعلن منها وغير المعلن لتصفية القضية الفلسطينية على حساب السيادة المصرية، أو على حساب أي شيء آخر".
وأكد الطنطاوي "ودي لحظة من اللحظات اللي بتمر على الشعوب والدول بيبقى مطلوب فيها إن الجميع يتوحد خلف الدفاع عن الوطن، وعن مصالحه العليا ضمن برنامج وطني معلن، وأهداف محددة فيها إعلاء للقيم الوطنية على حساب الخلافات السياسية".
وشددت مصر على رفض خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة القاهرة للسلام السبت الماضي، إن تصفية القضية الفلسطينية لا يمكن أن يحدث على حساب مصر.
وشدد الطنطاوي على استمرار حملته في استغلال كل جهد ممكن، وسعي متاح للإفراج عن المحبوسين والمحتجزين سواء من أعضاء الحملة الانتخابية أو من أنصاره، مطالبًا بالأفراج في هذه اللحظة بالتحديد عن كل سجناء الرأي والسياسة "علشان نرفع عن ضمير الوطن هذا العبئ السياسي الاجتماعي والأخلاقي".
ويبلغ عدد المقبوض عليهم من حملة الطنطاوي 128 شخصًا، وفق تقديرات الحملة.
وبحسب الطنطاوي انتهت المشاورات أيضًا إلى تأجيل الإعلان عن جبهة التحول المدني الديمقراطي، التي سبق له الإعلان عن تشكيلها من مجموعة من الأحزاب السياسية، لتكون أحد مستويات مشروعه السياسي.
وكان الطنطاوي أعلن عن سعيه لتأسيس برنامج "انقاذ وطني" بالتعاون مع آخرين، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله عدم خوضه انتخابات الرئاسة في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
كما قرر الطنطاوي تأجيل إعلان برنامجه الانتخابي الذي كان مقررًا خوضه الانتخابات الرئاسية على أساسه، بحيث يتم طرحه كمسودة لبرنامج يسعى لبناء توافق حوله إضافةً وتعديلًا لكي يكون روشتة انقاذ وطني عند إعلان الجبهة المشار إليها.
وردًا على ما قد تواجهه فكرة تأسيس الحزب من انتقادات بالنظر لضعف الحياة الحزبية في مصر، قال منسق حملة الطنطاوي المحامي محمد أبو الديار لـ المنصة، أول من أمس، إن "خلافًا دار داخل الحملة حول استمرارها بشكلها الحالي كحملة انتخابية أو تحويلها إلى حزب سياسي".
وأشار أبو الديار إلى أن ترجيح خيار الحزب جاء من منطلق ما يوفره من مظلة قانونية للعمل السياسي "أنت ممكن تشتغل كحزب تحت التأسيس بشكل قانوني وآمن لمدة سنة أو أكثر، على عكس أي خيار آخر قد يجعلك عرضة للمطاردات الأمنية".
واعتبر منسق حملة الطنطاوي، أن "حزب تيار الأمل جاء ليقود ثورة تصحيح لتمكين الأحزاب من استعادة دورها القيادي والريادي"، مؤكدً أنهم لا يعيبوا على الأحزاب الأخرى غياب ذلك الدور، بقدر ما يعيبوا على السلطة الحاكمة والنظام الحالي إحكام سيطرته على الأحزاب.
ولم ينكر أبو الديار أن هناك جزءًا من "التقصير" يقع على قيادات تلك الأحزاب، التي قبلت أن تكون جزءًا من النظام وانشغلت بالتفاوض مع السلطة على عدد من المطالب أو عدد من المقاعد، "وده اللي بيميزنا واللي محتاج مجهود كبير مننا إن إحنا ما نتحولش لجزء من الأحزاب الموجودة لكن نبقى بداية جديدة".
وأكد أن حزبهم المنتظر يختلف عن بقية الأحزاب الموجودة حتى في طريقة التأسيس، "أنت عندك جماهيرية وعندك مشروع له جمهور كبير، فأنت بتحوله لحزب يعني جمهور بيتحول لحزب وشتان بين ده وده".
وكانت حملة الطنطاوي أطلقت قبل يومين استمارة استبيان إلكتروني، لتقصي آراء أنصاره ومؤيديه حول طبيعة مشروعه السياسي المنتظر، ومدى تقبلهم لفكرة تحويل الحملة إلى حزب سياسي من عدمه.
وشارك في الاستطلاع بحسب الحملة 18 ألف و28 مواطنًا، 93.5% منهم وافقوا على تحويل الحملة إلى حزب سياسي، كما وافق 92.3% منهم على أن يكون الحزب عابر للأيدولوجيات، وأبدى 62.6% منهم استعداده للانضمام للحزب، فيما أيد 57.9 منهم البدء في إجراءات تأسيس الحزب الآن في مقابل 36% صوتوا لإرجاء الخطوة لما بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة.