استمر عمال شركة يونيفرسال للأجهزة الكهربائية، في إضرابهم عن العمل لليوم الثاني على التوالي، احتجاجًا على تأخر صراف راتب شهري أغسطس/آب، وسبتمبر/أيلول الماضيين، إضافة لامتناع الشركة عن صرف راتب شهري يونيو/حزيران، ويوليو/تموز من العام 2022.
واستجاب العمال لمطالبات رجال الشرطة صباح اليوم الأربعاء، بالتجمع داخل أسوار الشركة وعدم التجمهر أمام البوابة الخارجية.
وكانت قوة من الأمن تواجدت مساء أمس الثلاثاء، وصباح اليوم الأربعاء أمام بوابة الشركة، فيما أكدت القيادات الشرطية المتواجدة، في حديثها للعمال على أن الغرض من تواجدهم هو الحفاظ على الأمن وسير حركة المرور، وأنهم يقفون على الحياد، حسب ما قاله أحد العمال المضربين لـ المنصة.
وأشار العامل، الذي رفض ذكر اسمه، أن اجتماعًا قصيرًا جرى مساء أمس الثلاثاء ضم مشرفي مصنع الأفران ممثلين عن العمال، مع مدير عام المصانع محمد مصباح، ونائب رئيس مجلس الإدارة هاني مبارك، حيث حاولا إقناع العمال باستئناف العمل، على وعد بصرف المستحقات المتأخرة بعد إتمام صفقة بيع مصنع الأجهزة المنزلية، أحد مصانع شركة يونيفرسال وتوفير السيولة.
ويضيف العامل "الكلام ده بنسمعه في كل مرة، ودايمًا الإدارة بتسحب وعودها، ردنا كان واضح في الاجتماع عودتنا للعمل بعد صرف الرواتب المتأخرة بالكامل".
ويعلق عامل آخر لـ المنصة أن "كتير من العمال ولادهم لسه ما راحوش المدارس، علشان ماقدروش يوفرولهم الزي ولا رسوم الكتب ومستلزمات الدراسة من كشاكيل وكراسات وكتب خارجية، ما بقناش حتى عارفين نوفر أجرة مواصلاتهم".
ويتساءل العامل "في حد في الدولة كلها متأخر له 5 شهور من الراتب، شهرين السنة دي وشهرين السنة اللي فاتت، ونص شهر من 2019، يعني إيه نبقى في شهر أكتوبر ولسه بنصرف مرتب شهر يوليو؟".
وبحسب عضو اللجنة النقابية بالشركة وأحد العمال المفصولين محمود هريدي، فإن "عمال يونيفرسال يعانون منذ سنوات من ظروف معيشية صعبة بسبب سياسة الشركة المتعمدة في تأخير الرواتب، حيث وقعت العديد من حالات الطلاق داخل أسر عمال الشركة بسبب عجزهم عن سد احتياجات أسرهم".
كما شهدت الشركة في فبراير/شباط 2022 حادثة مروعة عندما أقبل أحد عمال الشركة على الانتحار ملقيًا بنفسه أمام سيارة على الطريق الإقليمي، ليسقط قتيلًا، بعدما أرسل لزملائه رسالة عبر الهاتف كتب فيها "سامحوني أنا عليا ديون كتير ومش عارف أعمل إيه ومش عارف أصرف على العيال سامحوني أنا هنتحر".
وهي الواقعة التي تناولتها في حينه عدد من المواقع الصحفية، وأكدها عمال بالمصنع تحدثوا لـ المنصة اليوم.
إصرار على المواصلة
لا يزال في أذهان العمال، 75 عاملًا من زملائهم من بينهم 10 عمال هم كل أعضاء اللجنة النقابية المنتخبة، تم فصلهم معاقبة لهم على قيادة الإضراب في 2021 وتأسيسهم للجنة النقابية بالمصنع عقب الإضراب، لكنهم رغم ذلك يصرون على مواصلة الإضراب حتى الاستجابة لمطالبهم. يقول أحدهم لـ المنصة، وهو المصدر الأول "المرة دي مش هنسمح لهم يخوفونا بالفصل والتشريد، هنكمل وربنا معانا".
وظهر عمال يونيفرسال في فيديو أرسلوه لـ المنصة، وهم يلتفون حول باب الشركة من الداخل، ويهتفون "يا اللي بتسأل إحنا فين.. إحنا عمالة مظلومين - عايزين صاحبها.. هو اللي خاربها - حقي.. حقي - واحد اتنين.. الجيش المصري فين".
أزمتي الدولار والعمال
وكان مدير الموارد البشرية بالشركة محمد رزق، ذكر في حديثه لـ المنصة، أمس، أن ظروف الشركة ووضع السوق لا يسمح بصرف الرواتب المتأخرة، بينما يؤكد ثلاثة عمال قدامى بالشركة أن "الإنتاج لا يزال كبيرًا رغم تخفيض العمالة في السنوات الأخيرة من نحو 8 آلاف إلى 3165 عاملًا، فبخلاف إنتاج الشركة من البوتاجازات للسوق المحلي والتصدير، تنتج الشركة لحساب الغير أجزاء تكميلية لصناعة البوتجازات عبارة عن شوايات وأجناب وتابلوهات، ما يحقق أرباح كبيرة".
واتفق العمال الثلاثة، في حديثهم لـ المنصة على أن الأزمة الدولارية التي تمر بها البلاد "لم تنعكس" على الشركة، "لأن المخازن كان بها كميات كبيرة من الخامات، فظل حجم الإنتاج بعد الأزمة الدولارية كما كان قبلها".
وحاولت المنصة التواصل مع المهندس خالد الفقي، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية، لمعرفة مدى متابعة النقابة لإضراب عمال يونيفرسال، وما إذا كان هناك تحركًا من جانبها لحل الأزمة، لكنه لم يرد على الهاتف، ولا رسائلنا عبر واتس آب، حتى موعد نشر هذا التقرير.
وتعود أزمة عمال "يونيفرسال" إلى عام 2019، عندما امتنعت الإدارة عن صرف مرتبات العمال بحجة تعثر الشركة، لينظموا في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام إضرابًا استمر لأكثر من 43 يومًا، ما دعا وزارة القوى العاملة للتدخل، فالتزمت بدفع نصف الرواتب المتأخرة لمدة 6 أشهر على أن يدفع صاحب الشركة النصف الآخر.
ودخل العمال في إضراب آخر في سبتمبر/أيلول 2021 استمر 20 يومًا إثر المماطلة في دفع الرواتب المتأخرة، وعلقوا الإضراب بعد وعود بدفع مستحقاتهم لم ينفذ، ليعاودا الإضراب في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021. استمر هذا الإضراب عشرة أيام، قبل أن يضطر العمال لكسره.