منشور
الثلاثاء 25 يوليو 2023
- آخر تحديث
الثلاثاء 25 يوليو 2023
لم تمر سوى ساعات قليلة على إعلان حزب حماة الوطن، دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعوته لإعلان ترشحه لفترة رئاسية ثالثة، حتى خرج رئيس حزب المصريين الأحرار عصام خليل بتصريحات تليفزيونية أعلن فيها دعم حزبه للسيسي في ذات الانتخابات، في مشهد وصفه الخبير السياسي ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية عماد جاد، بـ"المهزلة".
تَسابُق الحزبين المواليين للسلطة على إعلان دعم السيسي، جاء في وقت لم يعلن فيه الرئيس نفسه رسميًا حتى الآن ترشحه في الانتخابات المقبلة، وفي وقت أيضًا تسيطر على الشارع أزمات معيشية، في مقدمتها ارتفاع مستوى التضخم لنسب غير مسبوقة، إذ وصل مستوى التضخم العام في يونيو/حزيران الماضي عند 36.8 مقارنة بـ33.7 في مايو/أيار الماضي.
وفي الوقت الذي أكد فيه حزب حماة الوطن، عبر بيان له، أن دعمه لترشح السيسي، يأتي لمواصلة ما قدمه من جهود ونجاحات شهدتها البلاد منذ توليه مقاليد الحكم، لم يكتف رئيس حزب المصريين الأحرار عصام خليل بإعلان الدعم فحسب، بل أبدى استعداد حزبه للمشاركة في الحملة الانتخابية للسيسي، مؤكدًا أن تنسيقًا يتم في الوقت الحالي بين مجموعة من الأحزاب لتبني التأييد والدعم.
وكان حزب المصريين الأحرار صاحب الكتلة الأكبر في مجلس الشعب السابق، قبل أن ينتقل العديد من نوابه إلى حزب مستقبل وطن، بينما لم يحظ بأي تمثيل في البرلمان الحالي بغرفتيه.
ويأتي إعلان تأييد الحزبين للرئيس بالتزامن مع أزمة انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود، علمًا بأن أزمة الكهرباء كانت أحد أبرز المآخذ على حكم الإخوان عام 2012 و2013.
وفي هذا السياق، يرى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية عماد جاد، في حديثه للمنصة، أن المدلول السياسي لإعلان الحزبين المشار إليهما دعم السيسي لفترة رئاسية ثالثة، يتمثل في أنها أحزاب ليست حقيقية، وتعتمد في وجودها على السلطة نفسها، معلقًا "المفروض إن الأحزاب السياسية دورها يتضمن طرح إشكاليات الشارع وتعبر عن هموم المواطنين وهموم البلد، وهو الدور المفقود في هذه الحالة التي استبقت إعلان الرئيس نفسه الترشح بإبداء دعمه وتأييده".
وأكد جاد أن ذلك الموقف من الدعم والتأييد يمكن تفهمه من حزب حماة الوطن، الذي يعتمد في تشكيل قياداته على عسكريين سابقين، أما المستغرب بالنسبة له أن يتبنى حزب ليبرالي وتقدمي كالمصريين الأحرار ذات الموقف، مستطردًا "ولكن هذا الموقف ليس غريبًا على مشهد انتخابي أعلن فيه رؤساء أحزاب نيتهم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالتزامن مع إعلانهم تأييد الرئيس السيسي، كرئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، وبالتالي فدي مهزلة معندكش أحزاب وعندك شخصيات بهلوانية".
وسبق وأعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر عزمه خوض انتخابات الرئاسة، كذلك رئيس حزب السلام الديمقراطي وتيار الاستقلال أحمد الفضالي، ورئيس حزب الكرامة المستقيل أحمد الطنطاوي. فيما يشهد حزب الوفد نزاعًا بين رئيسه عبد السند يمامة وبين القيادي الوفدي فؤاد بدراوي حول من يمثل الحزب في الانتخابات المقبلة.
ولم ينكر جاد أن هناك بعض الأحزاب التي تقوم بالدور المنوط بها بشأن نقل نبض الشارع وتقديم البديل السياسي، معلقًا "لكن دول اللي صوتهم أعلى"، في إشارة لحزبي مستقبل وطن والمصريين الأحرار، وذلك بحكم موالاتهم للسلطة وإتاحة وسائل الإعلام أمامهم، باعتبار أن كل وسائل الإعلام باتت تنقل وجهات النظر الرسمية فقط في الوقت الحالي، وبالتالي لا تُظهر إلا المواقف الداعمة.
ونوه الخبير السياسي إلى أنه لو أرادت أي أحزاب أخرى إعلان موقف مغاير لموقف تلك الأحزاب من الانتخابات الرئاسية "طبعًا هيتقفل عليها إعلاميًا، لكن أكيد صوتهم هيوصل للناس لأن دلوقتي فيه سوشيال ميديا وفيه وسائل مش تحت سيطرة السلطات لكن هيحصل عليها تضييق طبعًا".
وتابع جاد أن "ما تقوم به أحزاب الموالاة لا يستفيد منه سوى شخوص القائمين عليها ممثلين في رؤسائها ومؤيديهم، وذلك عبر ترضيات سياسية ممثلة في تمثيل برلماني، أو الاستفادة عبر تسهيل بعض الأمور الخاصة بالبيزنس بتاعهم"، على حد وصفه.
وحول موقف التيار الحُر من الانتخابات الرئاسية المقبلة، والذي يتولى هو مهمة متحدثه الرسمي، قال جاد إن الإشكالية تكمن في أنه حتى يتمكن أي كيان حقيقي من خوض هذه الانتخابات فلا بد من ضمان نزاهتها، مضيفًا "وحاليًا التيار والحركة الوطنية طالبوا بضمانات لنزاهة الانتخابات المقبلة لم يتحقق أي منها وبالتالي وفي ظل هذه الظروف الانتخابات هتكون مسرحية وأعتقد التيار لن يشارك في مسرحية".
وتأسس التيار الحر في 25 يونيو الماضي، وهو تحالف يضم مجموعة من الأحزاب الليبرالية والشخصيات العامة، يستهدف تقديم رؤى وحلول اقتصادية وسياسية للأزمات التي تشهدها مصر. واشترط التيار في مؤتمره التأسيسي وجود ضمانات لجدية الانتخابات الرئاسية المقبلة للمشاركة فيها.