عَ السريع|
أسطول الصمود يدخل منطقة "الخطر الشديد".. والاحتلال يُصعِّد في غزة رُغم خطة ترامب
دخل أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة منطقة "الخطر الشديد"، إذ يواصل إبحاره نحو القطاع وسط محاولات إيطالية لإفشاله وتوقعات بهجوم إسرائيلي الليلة. وبالتزامن مع "خطة ترامب للسلام" نفذ جيش الاحتلال عمليات قصف استهدفت تجمعات سكنية وشوارع مكتظة بالسكان ما أسفر عن مقتل 35 فلسطينيًا على الأقل.
أسطول الصمود يدخل منطقة "الخطر الشديد".. وإسرائيل تستعد لاعتراضه
يواصل أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار إبحاره صوب غزة رُغم "محاولات إيطالية لإفشال المهمة"، فيما تستعد البحرية الإسرائيلية لاعتراض سفن الأسطول الذي يضم عشرات القوارب المدنية المحملة بمساعدات رمزية إلى قطاع غزة.
وأعلن الأسطول عبر بيانات عدة أصدرها أمس، أنه واصل الإبحار رغم "تكتيكات الترهيب الإيطالية والتهديدات الإسرائيلية"، مؤكدًا "دخلنا الآن منطقة الخطر الشديد، وهي المنطقة التي تعرضت فيها أساطيل سابقة للهجوم أو الاعتراض".
وقال مشاركون إن طائرات مسيّرة إسرائيلية كثفت تحليقها فوق القوارب، وإن سفنًا مجهولة اقتربت منها في وقت سابق قبل أن تغادر.
وأشار الأسطول إلى أن سفينة عسكرية كبيرة وزوارق حاصرت سفينتي "ألما" و"سيريس" ضمن الأسطول، وتم خرق أنظمة الاتصال على السفينة، ما اضطر النشطاء على "ألما" التي تقود سفن الأسطول لاتباع البروتوكول وإلقاء الهواتف في الماء.
وأوضح أن إيطاليا أبلغته أمس الثلاثاء بأن الفرقاطة البحرية التي ترافق الأسطول ستوجه قريبًا نداءً لاسلكيًا إلى المشاركين لإتاحة الفرصة لهم لمغادرة السفن والعودة إلى البر قبل الوصول إلى "منطقة حرجة".
لكنه أكد أنه سيواصل رحلته التي تضم أكثر من 40 قاربًا مدنيًا ويشارك فيه نحو 500 ناشط بينهم برلمانيين ومحامين بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وذكرت المتحدثة الإيطالية باسم الأسطول ماريا إيلينا دليا، في مقطع فيديو على إنستجرام أمس، "من المحتمل أن تهاجمنا إسرائيل الليلة، لأن كل المؤشرات تدل على أن هذا سيحدث".
وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن الفرقاطة المرافقة للأسطول ستنسحب عند بلوغه مسافة 150 ميلاً بحريًا من غزة، بينما دعت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني النشطاء إلى التوقف فورًا، معتبرة أن "رحلتهم قد تعرقل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام وإعادة الإعمار".
فيما رد منظمو الأسطول بأن الموقف الإيطالي "يرقى إلى التخريب"، مؤكدين استمرارهم في الإبحار.
وحتى الآن، ترافق الأسطول فرقاطات وسفن حربية إيطالية وإسبانية دفعت بها البلدان لـ"حماية أفرادها وتقديم المساعدة في أي وقت".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية التي توصف بأنها "معقدة" قد تبلغ ذروتها مساء اليوم الأربعاء، وتشمل صعود القوات الإسرائيلية على متن القوارب، واحتجاز المشاركين قبل نقلهم إلى ميناء أسدود.
وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن 600 شرطي يشاركون في العملية، وأن من يرفض الترحيل قد يُحال إلى محكمة خاصة ستعقد داخل سجن كتسيعوت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي دفرين، الأسبوع الماضي، إن البحرية مستعدة لاعتراض السفن، رغم أنه أشار إلى أن ذلك سيكون تحدياً أكبر من محاولات الأساطيل السابقة بسبب عدد السفن.
تزامنًا مع خطة ترامب.. الاحتلال يقتل 35 فلسطينيًا وسط غزة بينهم صحفي
شهدت مناطق وسط قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع، بعد استهداف تجمعات مدنية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل 35 شخصًا على الأقل بينهم المصور الصحفي يحيى برزق، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وفق مصادر طبية وشهود عيان لـ المنصة.
وتأتي العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي فيما تدرس حركة حماس خطة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الأول، تستهدف إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال ونزع سلاح الحركة الفلسطينية وتبادل المحتجزين لدى الجانبين.
وقال مصدر في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة بمدينة دير البلح إن ستة قتلى، بينهم برزق، إضافة إلى أكثر من 20 جريحًا، معظمهم في حالة خطيرة، وصلوا إلى المستشفى عقب قصف استهدف تجمعًا للمواطنين أمام مقهى غرب المدينة.
وأوضح شاهد عيان أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخين متتاليين على شارع ضيق مكتظ بالمارة أمام مقهى مزدحم، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال كانوا يلعبون قرب منازلهم لحظة القصف.
وقال شاهد آخر كان داخل المقهى "كنا قاعدين بشكل طبيعي، والمقهى مليان ناس وفي أطفال بتلعب الشارع، فجأة شفت الدنيا تحولت لغبار وإشي ضرب بشكل قوي على رجلي ووقعت من الكرسي على الأرض، شفت ناس كانت بتضحك صارت كلها دم وناس بتصرخ وبعدين لقيت حالي بالمستشفى".
وبحسب مصدر عائلي تحدث لـ المنصة، فقد نزح المصور الصحفي قبل أربعة أيام من مدينة غزة مع زوجته وأطفاله بسبب العملية البرية الإسرائيلية، وكان يجلس في المقهى مع طفله الذي أصيب بجروح طفيفة، بينما كان يعمل على تعديل وإرسال بعض الصور الصحفية قبل أن تقتله الضربة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن المصور كان يدير ستوديو لتصوير الأطفال قبل حرب أكتوبر 2023، ثم اتجه للتصوير الصحفي لتوثيق القصف والنزوح، متعاونًا مع وكالات عربية ودولية، وبمقتله ارتفع عدد الصحفيين الذين قضوا منذ اندلاع الحرب إلى 253 ضحية.
وقال مصدر بوزارة الصحة في غزة لـ المنصة، إن مستشفيات القطاع استقبلت 64 قتيلًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم 35 من وسط القطاع الذي شهد القصف الأكثر كثافة.
وتركزت عمليات القصف وسط القطاع، حيث استهدف الاحتلال تجمعًا للمواطنين في سوق مخيم النصيرات للاجئين وخيمة وشقة سكنية، بالإضافة لمنزل في مخيم البريج للاجئين، بخلاف استهدافين منفصلين لخيام النازحين في بلدة الزوايدة وخيمة أخرى في دير البلح.
في مدينة غزة، واصلت قوات الاحتلال محاصرة وسط المدينة بالدبابات والآليات المتمركزة شمالًا في شوارع الجلاء وفلسطين والنصر، وجنوبًا في شارع الصناعة ومنطقة الجامعات وحي تل الهوا.
وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة أن نيران الدبابات وصلت إلى شارع عمر المختار وسوق الرمال، فيما دمرت الطائرات الحربية أكثر من 20 مبنى سكنيًا في أحياء الصبرة والدرج ومنطقة الجامعات ومخيم الشاطئ.
كما تعرضت المناطق الغربية لحي الشجاعية والبلدة القديمة قرب مستشفى المعمداني لقصف مدفعي مكثف، أدى إلى إصابات جديدة بين النازحين المقيمين في خيام بالمنطقة.
وقال مصدر في الإسعاف بمستشفى الشفاء إن طواقمهم تمكنت من انتشال أكثر من عشرة جثامين من أحياء النصر وتل الهوا، بينما ما تزال جثث أخرى ملقاة في الشوارع بسبب استهدافها من طائرات مسيرة إسرائيلية.
الولايات المتحدة تدخل أول إغلاق حكومي منذ سبع سنوات بعد فشل تمرير قانون التمويل
دخلت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، في حالة إغلاق حكومي هي الأولى منذ قرابة سبع سنوات، بعدما فشل الكونجرس في تمرير مشروع قانون مؤقت لتمويل الإدارات الفيدرالية، إثر انقسام حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين حول أولويات الإنفاق.
وأعلن مكتب الموازنة في البيت الأبيض بدء تنفيذ خطط الإغلاق عقب منتصف ليل الثلاثاء، الموعد الذي يمثل نهاية السنة المالية، ما أدى إلى تعطيل جزئي لأنشطة الحكومة، باستثناء الخدمات الأساسية مثل حماية الحدود، والرعاية الطبية الطارئة، ومراقبة الحركة الجوية.
ويعني القرار وقف عمل مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين أو إلزامهم بالعمل من دون راتب إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية، إذ قدّر مكتب الموازنة في الكونجرس أن نحو 750 ألف موظف سيُمنحون إجازة مؤقتة يوميًا، بتكلفة تقترب من 400 مليون دولار يوميًا.
ورغم سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، لم يتمكنوا من حشد 60 صوتًا ضروريًا لتمرير مشروع التمويل في مجلس الشيوخ، حيث صوّت 55 عضوًا لصالحه مقابل 45 ضده. وحمّل زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون الديمقراطيين مسؤولية "إغلاق الحكومة لأغراض حزبية"، بينما اتهم زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر خصومه الجمهوريين بـ"الكذب" والتمسك بسياسات تقوض برامج الرعاية الصحية.
ويريد الجمهوريون تمديدًا قصير الأجل لمستويات الإنفاق الحالية، مستفيدين من تخفيضات نفذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب خلال الأشهر الماضية، فيما يشترط الديمقراطيون إدخال تعديلات تحفظ الإعفاءات الضريبية على التأمين الصحي، وتعيد التمويل لبرامج مثل "ميديكيد" ومراكز السيطرة على الأمراض.
ويتوقع محللون أن يؤدي استمرار الإغلاق إلى تعطيل خدمات عامة، تشمل برامج المساعدة الغذائية، وإصدار القروض الطلابية، والتفتيش الغذائي، والعمليات في المتنزهات الوطنية، إلى جانب تأخير محتمل في مواعيد السفر، بينما ستستمر مدفوعات الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.
ومنذ عام 1980، شهدت الولايات المتحدة 15 إغلاقًا حكوميًا، كان أطولها في عهد ترامب الأول عام 2018 واستمر 35 يومًا. لكن مراقبين يحذرون من أن الإغلاق الحالي قد يكون أكثر تأثيرًا إذا نفذ الرئيس تهديداته بطرد بعض الموظفين بدلًا من الاكتفاء بإجازات مؤقتة بلا أجر.