تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أمس، عقب قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إقالة وزير الدفاع يواف جالانت، قائلًا إن ثقته فيه تصدعت، ما أثار غضب الإسرائيليين الذين يرغبون في أن تعقد حكومتهم صفقة لعودة المحتجزين، فيما يُبعدهم إقالة جالانت عن ذلك خطوة أخرى.
وسبق واعترض جالانت أكثر من مرة على طريقة إدارة نتنياهو للحرب، مقابل رغبة وزير الدفاع في إبرام صفقة تعيد المحتجزين، من بينها تصريحاته أمام لجنة مغلقة في الكنيست أغسطس/آب الماضي، التي قال فيها إن "هدف نتنياهو المتمثل في النصر المطلق في غزة هو مجرد هراء"، ما دفع نتنياهو للرد في بيان صحفي قال فيه إن جالانت يتبنّي "سردًا معاديًا لإسرائيل".
ولم تقتصر الخلافات بين الجانبين على حرب غزة، بل سبقتها في مارس/آذار 2023 مع محاولة نتنياهو تمرير تشريع الحكومة لـ"الإصلاح القضائي"، الذي تسبب في موجة احتجاجات واسعة، وكان من ضمن رافضي ذلك المشروع جالانت، والذي قال آنذاك إن "الانقسام المتعمق يتسرب إلى الأجهزة العسكرية والأمنية، وهذا خطر واضح وفوري وحقيقي على أمن إسرائيل، لن أساعد في ذلك".
كما أجمعت الصحف الإسرائيلية، منذ أغسطس الماضي، على أن نتنياهو يسعى لإقالة جالانت بسبب "عرقلته توسيع الهجوم على جنوب لبنان".
واندلعت التظاهرات أمس في حيفا ونتانيا وبئر السبع، وعند تقاطعات الطرق في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى مظاهرات كبرى في تل أبيب والقدس، حسب ما نقله موقع الشرق الأوسط عن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
واحتج العشرات أيضًا في نهاريا وبلدات أخرى في شمال إسرائيل على الرغم من تعليمات قيادة الجبهة الداخلية بالحد من التجمعات العامة وسط استمرار إطلاق الصواريخ من لبنان، وفق وكالة الأنباء الألمانية، حسب المصدر نفسه.
كما أغلق آلاف الأشخاص طريق أيالون السريع في تل أبيب، وهو الشريان الرئيسي لحركة المرور في وسط إسرائيل، في مظاهرة عفوية اندلعت بعد إقالة جالانت، إذ أوقف المتظاهرون حركة المرور في كلا الاتجاهين، وأشعلوا العديد من النيران وأقاموا حواجز طرق مؤقتة بما يبدو أنه لافتات طرق مقلوعة ومواد بناء مهجورة. مع وجود عدد قليل من ضباط الشرطة في الموقع، وفي تايمز أوف إسرائيل.
في سياق متصل، أفاد مراسل الحرة في تل أبيب باعتقال نحو 40 متظاهرًا، واندلاع مواجهات في احتجاجات بالقرب من منزل نتانياهو في شارع غزة في القدس، وفي منطقة شارع 1 وفي حيفا ومدن أخرى.
ومن جهة أخرى، نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان اليوم نية نتنياهو إقالة قيادات الأجهزة الأمنية، واصفًا التقارير التي تتحدث عن ذلك بأنها "غير صحيحة" وتهدف لإثارة الانقسام.
وأكد المكتب أن رئيس الوزراء عقد اجتماعًا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الثلاثة، الجيش والشاباك والموساد، حيث شدد على أهمية مواصلة التعاون مع وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس.
وكان نتياهو اختار أمس وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ليحل محل جالانت، على أن يتولى وزارة الخارجية جدعون ساعر، وهو وزير يميني متطرف.