قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، 16 فلسطينيًا وأصاب أكثر من 50 آخرين خلال "ارتكابه مجزرة بحق النازحين في مدرسة الجاعوني التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة"، حسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في بيان.
وقالت أم وليد، وهي نازحة من شمال قطاع غزة، "كنا قاعدين أنا والجارات على باب الفصل، الأطفال بلعبوا والبعض منا بغسل وبنشر الغسيل وبنقوم بمهامنا اليومية، وفجأة بدون أي تحذير مسبق، صار انفجار وما شفنا غير الشظايا بطير علينا وغبار ودخنة بطلنا نشوف قدامنا منها".
وتضيف لـ المنصة "صرنا نصرخ على ولادنا، وبس سامعين صراخ ومش شايفين إشي، أنا قلت قتلونا كلنا".
وبينما كان يلعب الطفل عبد الرحمن، 10 أعوام، كرة القدم مع أطفال آخرين في ساحة المدرسة، حدث القصف الإسرائيلي على بُعد أمتار منهم، يقول لـ المنصة "كنا بنلعب وفجأة نزلت علينا حجار وقطع حديد وما شايفين بعض، في من صحابي كنا بنلعب مع بعض وتصاوبوا، وفي ناس كانت بتعبي مي وماتت، شفتهم مرمين على الأرض".
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان له عبرّ واتساب، بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، "ارتكب مجزرته الـ43" بحق مراكز الإيواء والمقرات التابعة للأونروا خلال الحرب على قطاع غزة، وذلك باستهدافه مدرسة الجاعوني بمخيم النصيرات، التي يوجد فيها قرابة 7000 نازح.
وأشار إلى أنّ مستشفيي شهداء الأقصى والعودة في وسط قطاع غزة استقبلا عددًا كبيرًا من الجرحى في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات من محدودية الإمكانات ونقص المستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وقال البيان "لا يوجد في المحافظة الوسطى سوى مستشفيين اثنين فقط، وهما غير قادرين على تقديم الخدمة الصحية والطبية نتيجة الاكتظاظ الكبير والإصابات الكثيرة التي وصلت إليهما على مدار الشهور الماضية".
في المقابل، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، أن الهجوم استهدف "مخربين" داخل مدرسة الجاعوني، وأن المدرسة كانت تستخدم مقرًا لقيادة لحركة حماس.
وأضاف "كجزء من عملية التحضير للغارة تم التدقيق في الصور الجوية واستخدام أنواع الذخيرة عالية الدقة وغير ذلك من المعلومات الاستخباراتية الأخرى، في سبيل تجنب المساس بالأشخاص غير المتورطين".
ونفت حركة حماس ادعاء الاحتلال الإسرائيلي استخدامها للمدارس ومراكز الأمم المتحدة، وقالت، في بيان صدر عبر موقعها الرسمي، هذا "كذب وتضليل، يحاول من خلاله العدو المجرم تمرير وتسويق جرائمه للرأي العام".
وكانت الأونروا قدرت عدد مدارسها التي تعرضت لاعتداءات إسرائيلية بـ69%، وذلك حتى 23 يونيو/حزيران الماضي.
في السياق ذاته، استهدف جيش الاحتلال مبنى تابعًا لوزارة الداخلية بغزة، والبريد وسط مدينة خانيونس منتصف ليلة الأحد، بعد اتصال إسرائيلي ورد لأحد النازحين في الخيام المحيطة للمبنى، طالبهم بإخلاء المنطقة، حسب شاهد عيان تحدث لـ المنصة.
وأضاف "كان أطفالنا نايمين في الخيم، ومع الاتصال حملناهم وطلعنا نجري بين المنازل المقصوفة والدمار".
ووسط القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا مأهولًا بالسكان يعود لعائلة جوادّة في بلدة الزوايدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وصلت جثامين اثنين منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى أشلاء، وإصابة عدد من سكان المنزل المستهدف.
ووصلت أعداد القتلى الفلسطينيين إثر العدوان الإسرائيلي على القطاع، حتى أمس، إلى 38 ألفًا و98 قتيلًا و87 ألفًا و705 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.