نشر موقع بي بي سي البريطاني، قبل يوم واحد من قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني تقريرًا بعنوان "هل تبني حماس أنفاقًا تحت المستشفيات والمدارس؟"، أشار فيه إلى وجود أنفاق تحت المستشفيات في قطاع غزة.
وألقى مستخدمو إكس اللوم على تقرير "بي بي سي" في استخدامه من جانب الاحتلال الإسرائيلي كذريعة لقصف مستشفى المعمداني، وعلق آخرون بأنه قد يكون "من الأفضل رفع دعوى قضائية ضد الموقع البريطاني بتعمد تسببها في قتل البشر".
وقتل مئات الفلسطينيين، مساء أمس الثلاثاء، بصاروخ واحد على الأقل استهدف المستشفى المعمداني بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، بحسب حديث مصدر طبي لـ المنصة من داخل مُجمع الشفاء الطبي، فيما أصيب أكثر من ألف آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وفي اليوم الحادي عشر للعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى وسط غزة، كان يتواجد بداخله طواقم طبية، بالإضافة إلى مئات الغزيين النازحيين إلى ساحة ومرافق ومحيط "المعمداني"، بعدما اضطروا لإخلاء منازلهم جراء التهديدات والتحذيرات الإسرائيلي المطالبة لهم بإخلاء منازلهم.
وزعمت كبيرة مراسلي بي بي سي بجنوب إسرائيل، ليز دوسيه، في التقرير المنشور يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنه ورد إليهم سؤال من قارئ مجهول حول بناء حركة حماس أنفاقًا تحت المستشفيات والمدارس.
فيما ردت دوسيه في التقرير، أن أنفاق غزة تعدّ متاهة مترامية الأطراف لدرجة أن جيش الاحتلال يطلق عليها "مترو غزة"، زاعمًا أنها "جزء حيوي من عمليات حماس، إذ تُستخدم الأنفاق لنقل البضائع والأشخاص، وتخزين الأسلحة والذخائر، وإيواء مراكز القيادة والسيطرة".
وتقول دوسيه في التقرير إنه "من المعروف أن الأنفاق معززة بشكل كبير بالخرسانة وموصولة بالكهرباء، إضافة لكونها عميقة جدًا، إذ يصل عمقها إلى 100 قدم (30 مترًا) تحت الأرض، مما يصعب من تحديد موقعها".
وبحسب مراسلة بي بي سي، فإن "شبكة الأنفاق بقطاع غزة موجودة داخل أحياء مكتظة بالسكان، وبالتالي فهي موجودة أسفل المنازل والمستشفيات والمدارس"، وأشارت إلى "تقارير تُفيد بأن بعض الممرات لها مداخل تقع في الطوابق السفلية من المنازل والمساجد والمدارس والمباني العامة الأخرى للسماح للمسلحين بالهرب عند اكتشافهم".
وتشير مراسلة بي بي سي إلى أن جيش الاحتلال "اتهم حركة حماس مرارًا وتكرارًا بالاختباء داخل هذه الأنفاق، واستخدامها فعليًا كدروع بشرية".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، الدكتور أشرف القدرة، عقب قصف المستشفى أمس، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي هدد المستشفى المعمداني عدة مرات خلال الأيام الماضية، إضافة إلى توجيه تهديداته الأخيرة لعدد من المستشفيات بالقطاع، ومطالبتهم بالإخلاء".
وأشار القدرة، في تصريح مقتضب نشرته وزارة الصحة الفلسطينية على واتساب، إلى الاستهداف الذي تعرض له أحد مباني المستشفى المعمداني قبل يومين، واصفًا إياه "بالرسالة الأولى" قبل تنفيذ التهديد، وكانت "الصحة" بغزة قررت عدم إخلاء أي من مستشفياتها بسبب الضغط الشديد الذي تعاني منه المستشفيات.
وتعقيبًا على الحدث، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، في مؤتمر صحفي عقده بمستشفى الشفاء "الاحتلال قتل العائلات التي لجأت للاحتماء في المستشفى المعمداني، فيما يواجه شعبنا أعتى قوى الأرض، وأطفالنا يُقتلون ويقصفون بأسلحة أمريكية".
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى "النفير العام والغضب لأرواح شهداء مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها الاحتلال في غزة"، محملاً الاحتلال ومن يوفرون له الغطاء، المسؤولية الكاملة "هذه جرائم حرب، وهذه الإبادة الجماعية يتحمل مسؤوليتها الاحتلال والذين وفروا له الغطاء في مجلس الأمن ورفضوا إدانة العدوان".