قتل نحو 350 فلسطينيًا، مساء الثلاثاء، بصاروخ واحد على الأقل استهدف المستشفى المعمداني بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، بحسب ما قال مصدر طبي لـ المنصة من داخل مُجمع الشفاء الطبي، فيما أصيب أكثر من ألف آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وفي اليوم الحادي عشر للحرب للعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى وسط غزة، كان يتواجد بداخله طواقم طبية، بالإضافة إلى مئات الغزيين النازحيين إلى ساحة ومرافق ومحيط "المعمداني"، بعدما اضطروا لإخلاء منازلهم جراء التهديدات والتحذيرات الإسرائيلي المطالبة لهم بإخلاء منازلهم.
وشوهدت عشرات الجثامين ملقاة داخل ساحة المستشفى المعمداني، فور وقوع الانفجار، وغالبيتهم من الأطفال والنساء. ووصلت إلى مستشفى الشفاء، عشرات من الجثامين عبارة عن أشلاء بحسب ما تابع مراسل المنصة في غزة.
الطواقم الطبية داخل مستشفى الشفاء، وبسبب الأزمة التي تواجهها جراء عدد الإصابات الكبيرة، والذي يفوق القدرة الاستيعابية لها، لم تتمكن من استقبال الإصابات على أسرّة، واضطرت إلى تقديم العلاج لهم على أرضية المشفى، بحسب ما قال المصدر الطبي من داخل المستشفى لـ المنصة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي هدد المستشفى المعمداني عدة مرات خلال الأيام الماضية، إضافة إلى توجيه تهديداته الأخيرة لعدد من المستشفيات بالقطاع، ومطالبتهم بالإخلاء".
وأشار القدرة، في تصريح مقتضب نشرته وزارة الصحة عبرّ حسابها على واتساب، إلى الاستهداف الذي تعرض له أحد مباني المستشفى المعمداني قبل يومين، واصفًا إياه "بالرسالة الأولى" قبل تنفيذ التهديد، وكانت "الصحة" بغزة قررت عدم إخلاء أي من مستشفياتها بسبب الضغط الشديد الذي تعاني منه المستشفيات.
وتعقيبًا على الحدث، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، في مؤتمر صحفي عقده بمستشفى الشفاء "الاحتلال قتل العائلات التي لجأت للاحتماء في المستشفى المعمداني، فيما يواجه شعبنا أعتى قوى الأرض، وأطفالنا يُقتلون ويقصفون بأسلحة أمريكية".
ووصف البزم الحادثة بـ "المجزرة البشعة"، مضيفًا "ليست هناك نقطة آمنة في كل قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي يقصف كل مكان".
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى "النفير العام والغضب لأرواح شهداء مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها الاحتلال في غزة"، محملاً الاحتلال ومن يوفرون له الغطاء، المسؤولية الكاملة "هذه جرائم حرب، وهذه الإبادة الجماعية يتحمل مسؤوليتها الاحتلال والذين وفروا له الغطاء في مجلس الأمن ورفضوا إدانة العدوان".
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحداد العام وتنكيس الأعلام في الأراضي الفلسطينية، كما أعلن عن قطع زيارته للأردن والانسحاب من القمة الرباعية التي كانت ستجمعه بالرئيس الأمريكي بايدن، في العاصمة الأردنية الأربعاء.
وقال خلال ترؤسه اجتماعًا عاجلاً للقيادة الفلسطينية برام الله، إن "قصف إسرائيل، للمستشفى المعمداني في غزة، فاجعة كبيرة وجريمة حرب بشعة، لا يمكن السكوت عنها أو أن نجعلها تمر بدون حساب"، مؤكدًا تخطي الاحتلال الإسرائيلي وحكومته "كل الخطوط الحمراء".
وشدد عباس، على أنّهم سيعملون على وقف إطلاق النار و"حمّام الدم بغزة"، قائلاً "إن أي كلام غير وقف هذه الحرب لن نقبل به من أحد إطلاقًا، وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤولياته وأن يبادر إلى إصدار قرار بإدانة هذه الجريمة ووقف العدوان فورًا".
فيما نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أن يكون الانفجار نتيجة استهداف إسرائيلي، وقال إنه "وبعد تحقيق شامل، ودراسة لكل الأنظمة العملياتية والاستخبارية في جيش الاحتلال تأكد بشكلٍ واضح أنّ الجيش لم يهاجم المستشفى المعمداني بغزة".
وأضاف في بوست على إكس "لقد أصيب المستشفى نتيجة تعرضه لاطلاق فاشل لصاروخ نفذه تنظيم الجهاد الاسلامي الإرهابي"، متهمًا "فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاقها الصواريخ العشوائية من القطاع، والتي بلغت 450 قذيفة صاروخية منذ بداية الحرب الحالية".
ونفت حركة الجهاد الفلسطينية الاتهامات الإسرائيلية بالمسؤولية عن القصف الذي استهدف مستشفى المعمداني، معتبرة أن "إسرائيل تحاول التنصل من مسؤوليتها عن المجزرة الوحشية".
وكان الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، نشر على موقع إكس فيديو لإطلاق صاروخي، وادعى أنه صاروخ يعود لحركة حماس سقط بالخطأ على مستشفى الأهلي المعمداني. فيما كشفت منصة صحيح مصر أنه "إدعاء مُضلل، والفيديو قديم، ومنشور على موقع X، في أغسطس/آب 2022"، ليحذف كوهين المقطع من بعدها.