يتواصل القتال لليوم الثاني على التوالي بين الجيش السوداني بزعامة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان داقلو, الشهير بحميدتي، وسط تضارب للمعلومات حول سيطرة الفريقين. فبينما نقل الجيش السوداني في بيان سيطرته على عدة مواقع ومقرات لقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة، أبرزها معسكر كرري شمال أم درمان، قالت قوات الدعم السريع إنها تواصل القتال على مقر القيادة العامة السوداني.
يأتي ذلك في وقت قُتل 56 مدنيًا في الاشتباكات وأصيب 595 آخرين، بحسب بيان لنقابة الأطباء السودانية اليوم.
وصور الجيش السوداني في بيانه، الذي بثه التليفزيون السوداني صباح اليوم، أن المعركة شبه محسومة قائلًا إن احتفالات الشعب السوداني مع قواته المسلحة، التي وصفها بـ"الجيش السوداني القومي المهني"، مستمرة لانتصاره في العملية العسكرية الخاصة بإنهاء تمرد ميليشيات حميدتي.
وأعلن الجيش السوداني اليوم هروب حميدتي، قائلًا عبر حساب غير معرّف، ولكن منسوب للجيش على فيسبوك، "هروب قائد الميليشيا المتمردة حميدتي من مخبئه بعد هروب طاقم حراسته و جنوده المكلفين بتأمينه".
كما نشرت صفحة غير معرفة، منسوبة للمخابرات السودانية على تويتر، فيديو يُظهر نجاح الجيش النظامي في تحرير اللواء الصادق سيد والعميد عثمان عوض الله، وكانا محتجزين لدى قوات الدعم السريع.
ويُذكر أن اللواء الصادق هو المتهم الرئيسي في فض اعتصام مدني بالقوة المسلحة، وهو الاعتصام الذي قام به معارضون للبشير في عام 2019، والذي عرف بمجزرة القيادة العامة وكذلك بمجزرة الخرطوم. وكان الصادق معتقلًا من قبل قوات الدعم السريع.
في غضون ذلك، واصلت قوات الدعم السريع نشر تحديثات تزعم فيها السيطرة على مزيد من المناطق، وذلك عبر حسابها الموثق على تويتر، كما استمر قادة ومستشارون منها في الإدلاء بتصريحاتهم المتلفزة والمباشرة على فضائيات خليجية كالجزيرة وسكاي نيوز.
وترسل قوات الدعم السريع تحديثات عبر موقع تيليجرام غير المحظور في السودان. وجاء في إحدى رسائلهم عصر اليوم، أنهم يقاتلون "في كل المحاور، بما فيها القيادة العامة للقوات المسلحة، وأن حميدتي يقود القتال بنفسه، نافين إصابته، وفق الخطة المجازة مسبقًا". كما ادعوا أن كثيرًا من ضباط الجيش انضموا لهم، وهو ما جاء ردًا على ادعاء معاكس من الجيش مساء أمس.
وزعمت قناة على التيليجرام تابعة لقوات الدعم السريع عصر اليوم، سيطرة القوات على القصر الجمهوري، و"هروب عناصر الجيش تاركين أسلحه ومعدات عسكرية"، بحسب القناة.
كما أرسلت قوات الدعم الفيديو عبر تيليجرام وعنونته بـ"قوات الدعم السريع: من مطار مروي تطمئن الشعب السوداني وتعلنُ السيطرة الكاملة"، وقالت في بوست صباح اليوم الأحد على صفحتها على فيسبوك إنها "تستولى على برج القوات البحرية بالقيادة العامة".
لكن في المقابل، لا يشهد الموقع الرسمي لقوات الدعم تحديثًا بسير المعركة، علمًا بأن الموقع سقط ليل أمس، ولم يعد للعمل سوى صباح اليوم، ولم ينشر سوى تحديثات بتاريخ أمس، لتصريحات أدلى بها حميدتي لسكاي نيوز عربية زعم فيها أنهم يسيطرون على 90% من المناطق العسكرية في السودان.
وفي سياق متصل، قالت قوات الدعم في رسالة وجهتها "لأخوانا المصريين (...) أولادكم في الحفظ والصون وفي مكان آمن، ومستعدين لتسليمهم للحكومة المصرية. الكتيبة المصرية لا تعتبر عدو، وسلمت نفسها دون مقاومة. ما حدث يعد ثمنًا للديموقراطية، وقطعنا عهدًا على أنفسنا أن السلطة للشعب، نحن اُجبرنا على المواجهة ولا يمكن أن نستسلم".
وكانت أنباء ترددت أمس عن سيطرة قوات الدعم على مطار مروي، بينما قال الجيش المصري في بيانه أمس إن "القوات المسلحة المصرية تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية وفى إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم فى السودان جاري التنسيق مع الجهات المعنية فى السودان لضمان تأمين القوات المصرية".