قررت محكمة جنح أجا في الدقهلية، أمس السبت، تأجيل نظر القضية المتهم فيها القيادي السابق بحركتي 6 إبريل وكفاية، محمد عادل، بنشر أخبار كاذبة، إلى يوم 6 مايو/ أيار القادم للإطلاع على أوراق القضية، بحسب المحامي نبيه الجنادي للمنصة، عقب الجلسة.
وكانت جلسة أمس هي الثانية بعد قرار الإحالة للمحاكمة الذي جاء بعد قرابة خمس سنوات من حبس الاحتياطي. ويواجه عادل حتى الآن أربع قضايا بتهم متشابهة ولكن بأرقام مختلفة، بحسب بيان، الخميس الماضي، للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وأوضح الجنادي أن "طلبنا الوحيد (أي هيئة الدفاع) كان الحصول على صورة من أوراق القضية" رقم 2981 سنة 2023، مؤكدًا أن "التأجيل للإطلاع اللي قررته المحكمة هو التاني بعدما قررت نفس القرار في الجلسة اللي فاتت". ولفت إلى أن النيابة رفضت إطلاع فريق الدفاع على ملف القضية منذ بدئها وحتى بعد قرار المحكمة بالتأجيل للإطلاع في الجلسة الأولى بتاريخ 4 مارس/ آذار الماضي.
وتابع "هنشوف النيابة هتسمح لنا بتصور الملف المرة دي ولا لا"، مشددًا على أن "أوراق القضية كتيرة، واستحالة نقوم بدفاع حقيقي بمجرد الإطلاع على الورق، لازم تكون في نسخة معانا"
ولفت إلى أن امتناع النيابة عن السماح للدفاع بتصوير ملف القضية هو "شكل من أشكال مخالفة القانون والمعاهدات الدولية اللي مصر موقعة عليها وتضمن الحق في الدفاع والمحاكمة العادلة"، مشددًا على أن الدفاع ليس لديه ما يضغط به للحصول على ملف القضية سوى "الطلب المتكرر من المحكمة المبني على إيمان هيئة الدفاع بالقانون والدستور والمعاهدات الدولية".
وكشف عن أن فريق الدفاع حتى الآن "مش عارفين هما بيدافعوا في أيه، مش عارفين أي حاجة عن القضية، لا التهم ولا فترة الاتهام".
وبيّن أن هذا التصرف لا يحدث لأول مرة "سبق وحصل في قضايا زي قضية علاء عبد الفتاح، منعونا من تصوير الورق والقضية اتحكم فيها بدون مرافعة الدفاع، وقضية باتريك وزياد العليمي".
وكان نشطاء ومنهم الناشط الحقوقي حسام بهجت اعتبروا أن محاكمة محمد عادل بعد حبسه قرابة الخمس سنوات احتياطي، "خبرًا سعيدًا". وتابع بهجت عبر حسابه على فيسبوك، الجمعة، "أيوه في مصر ده أصبح اليوم خبر سعيد لأنه محبوس احتياطي بقى له 5 سنين من يونيو (حزيران) 2018 منتظر الإفراج أو المحاكمة".
بدورها لم تتفق زوجة عادل، رفيدة حمدي، مع بهجت، قائلة أمس"كله محصل بعضه، المهم النتائج"، مستنكرة "إحالة أيه للمحاكمة بعد حبس احتياطي ممتد لخمس سنين إلا شهرين، وفي قضية غير اللي هو محبوس بسببها".
وبسبب منع الدفاع من تصوير القضية قالت "إحنا مش عارفين إذ كانت القضية محل المحاكمة واحدة من القضايا اللي محبوس فيها ولا قضية جديدة".
ومطلع مارس الماضي، كان عادل يواجه قضية جديدة تتعلق بـ"الإرهاب"، تضاف للثلاثة الأخرين التي يواجهها منذ محبسه في يونيو/ حزيران 2018، بحسب تصريحات سابقة للجنادي مع المنصة.
وقُبض على عادل من داخل قسم شرطة أجا فور انتهاء فترة وضعه تحت رقابة الشرطة اليومية كعقوبة تكميلية لعقوبة أخرى ضده. وتم التحقيق معه في القضية 5606 لسنة 2018 بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، على خلفية انتقاداته لسياسات صندوق النقد الدولي، واقتراض مصر، وعقوبة الإعدام.
وعقب ثلاثة أشهر من القضية الأولى، وجهت إلى عادل نفس الاتهامات في قضية جديدة رقهما 4118 لسنة 2018 إداري شربين التابعة لمحافظة الدقهلية. وتفيد المبادرة المصرية للحقوق الشخصية المهتمة بملف عادل، إن الفارق الوحيد بين القضيتين هو اسم مقدم البلاغ.
وفي يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول 2020 بدأ التحقيق مع عادل في قضية ثالثة حملت رقم 467 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا. ووجهت له اتهامات هذه المرة بالانضمام إلى جماعة ارهابية وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب وبأنه زود عناصر تلك الجماعة بمعلومات والتقى بقياداتها من داخل محبسه.
ويواجه آلاف السجناء ومنهم عادل مشكلتي إطالة أمد الحبس الاحتياطي بصورة مخالفة للقانون، والتدوير من خلال إخلاء سبيل السجناء في القضايا المحبوسين على ذمتها، في نفس الوقت الذي توجه لهم نفس التهم تقريبًا بنفس الأحراز في قضايا جديدة بأرقام جديدة، ومن ثم إعادة التحقيقات والحبس الاحتياطي على ذمة القضية الجديدة.