قال أمين الصندوق السابق لنقابة الصحفيين وعضو المجلس الحالي حسين الزناتي مساء أمس الاثنين، إن الحسابات البنكية للنقابة كانت تحتوي على ما يقارب 13 مليون جنيه بعد خمسة أيام من إجراء انتخابات التجديد النصفي للمجلس منتصف الشهر الماضي، وذلك ردًا على بيان أصدره أمين الصندوق الحالي محمد خراجة قال فيه إنه تسلم حسابات النقابة "مصفّرة".
وفي السياق ذاته، دعا نقيب الصحفيين خالد البلشي وسكرتير النقابة جمال عبد الرحيم، في بيان مقتضب نشرته الصفحة الرسمية للنقابة على فيسبوك، أعضاء المجلس إلى اجتماع مساء الخميس المقبل، لمناقشة "الوضع المالي للنقابة وضوابط الأداء النقابي خلال الفترة القادمة".
وألقى خراجة في تصريحاته للمنصة أمس باللائمة على الزناتي بالإضافة إلى السكرتير العام السابق أيمن عبد المجيد بسبب مخالفة الحد الأدنى الشهري للقروض الحسنة المخصصة لأعضاء الجمعية العمومية.
إلا أن الزناتي أوضح في بيانه الذي نشره على إحدى المجموعات المخصصة للصحفيين على فيسبوك، أنه التقى البلشي بعد خمسة أيام من فوزه في الانتخابات و"قدمت له (..) الحسابات الموجودة للنقابة في البنوك التي تتعامل معها".
وتابع الزناتي الذي يترأس تحرير مجلة علاء الدين التي تصدرها مؤسسة الأهرام، أن حسابات النقابة "كانت في نفس الساعة على النحو التالي: 5.5 مليون جنيه في حساب المعاشات، مليون و250 ألف جنيه في حساب العلاج، مليون و170 ألف جنيه في حساب الأنشطة، مليون جنيه في حساب الدعم الحكومى المنتظم، 3 ملايين جنيه في حساب شؤون المبنى، مليون جنيه في حساب القروض، 850 ألف جنيه سيولة بخزينة النقابة".
ويبلغ إجمالي هذه المبالغ 12 مليونًا و920 ألف جنيه، إلا أن الزناتي قال في بيانه إن "هذه المبالغ يقترب إجماليها في ذلك اليوم من 14 مليون جنيه"، وهو الرقم الذي يبلغ حوالي ضعف ما أكده الزناتي خلال اجتماع الجمعية العمومية للنقابة في 17 مارس/آذار الماضي، من أن "فائض ميزانية نقابة الصحفيين يصل إلى 7.8 مليون جنيه".
كان خراجة أوضح للمنصة أمس أن مجلس النقابة السابق قرر رفع قيمة القروض الحسنة إلى 500 ألف جنيه كحد أقصى شهريًا بدلًا من 250 ألفًا ولكنه "صرف 4 مليون آخر شهرين في عمر المجلس وقبل انتخابات التجديد النصفي، في حين كان متاح الموافقة على مليون جنيه كقروض في الشهرين فقط"، ما أدى إلى "تصفير" حسابات النقابة لدى البنوك.
وجاء في بيان خراجة أن "حساب القروض الحسنة صفر، بسبب منح قروض بلغت نحو 4 ملايين جنيه في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، على الرغم من أنَّ المخصص شهريًا نحو 500 ألف جنيه"، متابعًا "كذلك حساب دعم الأنشطة صفر، إذ أُنفِق بالكامل على مساعدات ومنح علاجية ومكافآت، وحساب دعم البطالة صفر، بعد صرف إعانة بطالة لنحو 550 صحفيًا، بواقع نحو 687.5 ألف جنيه شهريًا، بعد أن كان 255.5 ألف جنيه لنحو 286 صحفيًا، أما حساب مشروع العلاج فليس فيه سوى 150 ألف جنيه".
من جانبه، أوضح الزناتي في بيانه أنه أطلع النقيب في نفس اللقاء الذي حضره عضو مجلس النقابة محمد الجارحي، على أن النقابة تنتظر في بداية شهر أبريل/نيسان الجاري 20 مليون جنيه من الدعم الحكومي المباشر الاستثنائي، تتبعها 20 مليونًا أخرى في يونيو/حزيران.
وأضاف الزناتي "وهي الـ40 مليون جنيه التي ستحتاجها النقابة لإنفاقها حتى نهاية العام المالي بما يمثل نصف قيمة الدعم الذى حصل عليه النقيب ضياء رشوان للنقابة عن العام المالى 2022-2023 والذى يبلغ 80 مليون جنيه، بالإضافة إلى أكثر من 3 ملايين جنيه من الدعم الثابت الذى تحصل عليه النقابة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلال 3 أشهر، وهو ما يعنى أن النقابة خلال هذه الفترة من بعد منتصف مارس حتى العام المالي الجديد في يوليو القادم بها نحو 57 مليون جنيه للوفاء بالتزاماتها".
وانتقد الزناتي في بيانه ما سماه "عدم قدرة" أمين الصندوق الحالي على "الحصول على المخصصات المالية للنقابة والتي كان مقررًا لها بداية أبريل الحالي وهي 20 مليون جنيه"، دون أن يوضح أسباب "عدم القدرة" التي أشار إليها، في معرض تأكيده على أنه تحمل "أمانة صندوق النقابة ما يقرب من ثلاث سنوات لم أخرج خلالها مرة واحدة للشكوى من صعوبات في الموقف المالي أو تأخر وصول مخصصات الدعم أو اجترار 'الأحزان'".
وكان خراجة نوه في بيانه إلى "اتصال من النقابة مع وزارة المالية، وخلال الأيام اللي جاية من المفترض نستلم 20 مليون جنيه" في إشارة إلى الدعم الحكومي الذي يصل للنقابة بقيمة 60 مليون جنيه سنويًا، تتسلمها على ثلاث دفعات خلال العام المالي.
واتهم الزناتي زميله بأن بيانه "أخفى فيه كامل الحقيقة، من باب درء المسؤولية عن نفسه، وعن دوره الأساسي كأمين صندوق لنقابتنا، وهو الدور الذى كان يسعى لاستعادته بالطرق كافة من سنوات ليعود إلينا بهذا البيان!".
ولكن الزناتي لم يوضح ما هي الحقائق التي أخفاها بيان خراجة.
وفي 17 مارس الماضي، رفضت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، خلال اجتماعها العادي، إقرار ميزانية النقابة التي سبق أن وافق عليها المجلس السابق قبل انتهاء ولايته القانونية، بأغلبية ساحقة من المشاركين في اجتماع الجمعية العمومية الذي سبق انعقاد انتخابات التجديد النصفي.
وكان ثلاثة من أعضاء المجلس، هم هشام يونس ومحمود كامل ومحمد سعد عبد الحفيظ، اعترضوا على عدم منح أعضاء المجلس فرصة كافية للاطلاع على الميزانية ودراستها قبل إقرارها.