منشور
الأحد 10 مارس 2024
- آخر تحديث
الأحد 10 مارس 2024
في عام مليء بالتغيرات الاقتصادية، انخفضت فيه قيمة الدخل مقابل زيادة غير مسبوقة في أسعار المنتجات، تعيش النساء تحديًا كبيرًا. تتعامل المرأة في مواجهة الدولار، مثلما يتعامل لاعب الكُرات في السيرك، لا تملك مع انحسار قدرتها الشرائية سوى محاولة الموازنة بين الكُرات التي بين يديها كيلا تسقط إحداها على الأرض.
تأثرت قائمة مشتريات السوبرماركت، من حيث الأصناف والكميات، بالأسعار المرتفعة. وأظهرت بيانات جهاز الإحصاء قفزةً كبيرةً في التضخم الشهري لفبراير/شباط الماضي، بلغت 11% مقابل 1.7% في يناير/كانون الثاني، ما يعكس ارتفاع الأسعار بوتيرة متسارعة خلال 2024.
كما أن ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة نتيجة ارتفاع سعر الدولار، جعل التعامل مع منتجات العناية الشخصية رفاهية تحول دونها العملة الصعبة، خاصة في حال عدم وجود بديل محلي. إذ انكمش حجم الواردات خلال العام المالي 2022/2023 بنحو 17 مليار دولار مقارنة بالعام السابق.
لجأت الكثيرات إلى محاولة زيادة دخولهن بالبدء في مشروعات أو الالتحاق بوظائف، ليواجهن تحديًا جديدًا في حيازة المهارات اللازمة لمجاراة نقطة بداية السباق، ما خلق الحاجة لدعم وتدريب الراغبات في الالتحاق بسوق العمل، في بلد بلغ فيه معدل تشغيل الإناث 12.8% مقابل 65.2% للذكور، وبلغت نسبة الإناث اللاتي يعملن عملًا دائمًا 88.5% مقابل 72.1% للذكور عام 2022، وفقًا لبيانات الجهاز العام للتعبئة والإحصاء.
تسعى النساء، خاصة العاملات منهن، لتدبير أمورهن بكل السبل المتاحة، للحفاظ على مستواهن الاجتماعي الذي تغير بفعل العوامل الاقتصادية. فيلجأن للتقسيط أو الاعتماد على كروت الائتمان لتدبير الاحتياجات الأساسية، ليواجهن بعدها عبء السداد حتى يتمكن من اقتراض جديد.
فيما استغنت أخريات عن مستلزماتهن الشخصية في محاولة لتقليل المصاريف، لتخسر واحدة من المكتسبات التي حصلت عليها ويسرت عليها حياتها. وهو ما دفع مؤسسة مرسال لبدء حملة لتوفير مستلزمات العناية الشخصية والدورة الشهرية للنساء غير المقتدرات.
في هذا الملف، نقدم قصصًا عن نساء مستمرات في رمي الكرات بمهارة وخفة، لشراء الوقت على أمل انتهاء الأزمة الاقتصادية.