نشر موقع العربية نت خبرًا يفيد بأن السلطات المصرية ضبطت تشكيلاً عصابيًا، يختص بجلب أسماك القرش لسواحل مصر، "بهدف ضرب السياحة وتخويف السائحين ومنعهم من زيارة مصر".
وقال الخبر إن ضباط الأمن رصدوا قيام طاقم مركب صيد يحمل اسم "الحاج رجب" مسجل ببورسعيد، باستلام حقيبة سوداء كبيرة، ألقيت لهم في البحر عند إحدى النقاط الدولية. وبعد تفتيش المركب والحقيبة وجدوا 3 أسماك قرش بها. واعترف الطاقم حسب الخبر بأنهم تسلموا حقيبة سوداء اللون من مركب تجاري كبير في المياه الدولية، لتصوير أفلام عن وجود القرش في السواحل المصرية بهدف تخويف السائحين ومنعهم من زيارة مصر.
ونشرت بوابة الأهرام المصرية الخبر نفسه، مع بضع تفاصيل إضافية، منها أن المتهمين الثلاثة العاملين على قارب "الحاج رجب" خططوا لإطلاق أسماك القرش التي تسلموها في الحقيبة السوداء، بالقرب من شاطئ دمياط بهدف "ضرب موسم الصيف". وأنهم اعترفوا أمام نيابة رأس البر "بمحافظة دمياط المطلة على المتوسط"، باستجلابهم لأسماك القرش "لتصوير أفلام للإساءة لوضع البلاد المصيفى وحرمان شعب مصر من متعة التنزه وفع أسعار المصايف هذا العام".
هل تسمح أحجام أسماك القرش بنقلها في حقيبة؟
بحثت "المنصة" عن المعلومات الأساسية عن أسماك القرش عبر الموقع الرسمي للهيئة القومية لتنمية الثروة السمكية، التابعة لوزارة الزراعة المصرية. ومن المعلومات المذكورة، تبيّن أن أسماك القرش يتراوح متوسط طولها بين متر ونصف إلى مترين ونصف، وأكبر حجم سمكة قرش يبلغ 15 مترأو يزيد وهو لقرش الحوت. وأصغر حجم لسمكة قرش هو "القرش القزم" والذي لا يزيد طوله عن 22 سم. ويتواجد فى البيئة البحرية فى الأعماق السحيقة؛ ويسبح فى مدى عمق من 200 إلى 2000 متر. وتتركز مناطق تواجده في غرب المحيط الأطلسي، وبالمحيط الهندي الغربي، و غرب المحيط الهادئ.
لا توجد معلومات عن حجم الحقيبة المستخدمة ولا عن حجم اسماك القرش لكن الصيادون سيحتاجون إلى حقيبة عملاقة لنقل ثلاثة أسماك قرش يسمح حجمها بتمييزها وتخويف المصيفين والسائحين.
البحر المتوسط خالي من أسماك القرش؟
في 13 يونيو/ حزيران الجاري، أصدرت هيئة الثروة السمكية بيانًا قالت فيه: "إن أسماك القرش البيضاء التي ظهرت في بورسعيد وأثارت فزع بعض المواطنين، لا تستوطن البحر المتوسط، ولكنها تدخل في هذه الفترة من كل عام إلى مياه البحر المتوسط الدافئة من المحيط الأطلنطي في موسم التزاوج والتكاثر، وتستمر لفترة محدودة تعود بعدها لموطنها الأصلي. مؤكدًة أنه لا خطورة منها على المصطافين، لأنها تكون في المياه العميقة على بعد ما يقرب من 5 كم من الشواطئ المصرية، ولا تخرج إلى المياه الضحلة على الشواطئ حتى لا تتعرض للموت كما لا يمكن لأي من المصطافين السباحة إلى هذه المسافة الكبيرة داخل البحر".
المعلومات المهمة في هذا البيان؛ هي أن أسماك القرش ظهرت بالفعل منذ بداية يونيو في بورسعيد. وأنها تأتي إلى البحر المتوسط كل عام في مثل هذا التوقيت. أي أن الراغبين في تخويف المصطافين لم يكونوا بحاجة لاستيرادها من جهة دولية مجهولة، تلقيها لهم في حقيبة قرب المياه الإقليمية. بل عليهم أن يستعدوا بالكاميرات لتصوير أسماك القرش في هجرتها الموسمية لشواطئ بورسعيد ودمياط الدافئة لإتمام التزاوج، كما تفعل في مثل هذا الوقت من كل عام.
وتقع محافظة بورسعيد الصادر البيان بشأنها على بعد كيلو مترات معدودة من محافظة دمياط التي ألقي القبض فيها على المتهمين الثلاثة، وتشترك المحافظتان في الإطلال على البحر المتوسط في نطاق مشترك.
وهل يمكن نقل أسماك القرش في حقيبة؟
لم تنشر الوجهتان الإعلاميتان أية معلومات عن نوع أو حجم أسماك القرش المذكورة، ووضعها الحيوي إن كانت ميتة أم على قيد الحياة. وإن كان يمكن استنتاج أن الأسماك المضبوطة حية، حتى يمكن استخدامها في التصوير والتخويف.
وبالبحث عن الطرق الصحيحة لنقل أسماك القرش مع الحفاظ على حياتها، وجدت "المنصة" تفاصيل علمية على موقع sharksinfo المتخصص في كتابة المعلومات والاخبار المتعلقة بأسماك القرش في مقال بعنوان " قروش في الأسر": إن هناك عدد قليل من أسماك القرش تحت سيطرة البشر، وذلك لأسباب عدة منها أنه من الصعب اصطيادهم لقوتهم ومقاومتهم المستمرة، وكبر حجمهم، وعدوانيتهم الشديدة أثناء صيدهم.
وتابع كاتب المقال أنه "بمجرد اصطياد القروش يصعب نقلهم، لأن لديهم حساسية شديدة للإشارات الكهرومغناطيسية، ويشكل لين هيكلها العظمي خطرًا عليها خارج الماء، حيث لا تتحمل أعضائها ثقل وزنها وحجمها الكبير وتتكسر. أما عند نقلهم للمتاحف المائية يتوجب وضعها في أحواض شديدة الاتساع حتى يتم عزلهم عن جميع الموجات الكهرومغناطيسية التي تحيط بهم".
وبمزيد من البحث وجدت "المنصة" فيديو لقناة ديسكفري العلمية، المختصة في الاستكشافات العلمية والمهتمة بالأحياء البحرية، تصور فيه عملية نقل سمكة قرش وما تستلزمه من وضعها في خزانات مائية متسعة للحفاظ على حياتها لمدد قصيرة قبل نقلها إلى المكان المستهدف. وهو الشرط الذي لا يتوفر مع وضع ثلاثة أسماك قرش في حقيبة سمراء.
يذكر أن معهد علوم البحار والمصايد بالسويس أصدر بيانًا في صفحته على فيسبوك، يفيد بأنهم أجروا دراسات كشفت عن وجود 15 نوعًا من أسماك القرش بخليج السويس. بينها نوعان من الأنواع الخطيرة، لكنها لا تتغذى على الإنسان. فيما أكد الدكتور أمجد محمد شعبان الباحث والمدرس المساعد بالمعهد: أن أسماك القرش عموما لا تتغذى إلا على الكائنات البحرية الاخرى فقط. موضحًا أن خليج السويس به أنواع أخري من أسماك القرش التي تعد من الأنواع الخطيرة عالميًا، مثل قرش النمر وقرش المطرقة، لكنها لا تهاجم الإنسان إلا إذا وقع خطأ بشري أو نتيجة خطأ في تعرف القرش علي الكائن.