الصورة من مشروع "عوالم خفية". تصوير: أمينة قادوس. حقِّق| "إحصائية أشجان".. هل نساء مصر الأوائل عالميًا في ضرب أزواجهن؟ مجتمع_ معتز صبري منشور الثلاثاء 15 يناير 2019 في يوم السبت الماضي نشرت صحيفة القدس العربي عبر موقعها على الإنترنت خبرًا مفاده أن "مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة" أعلن عام 2016 أن المرأة المصرية هي الأكثر اعتداءً على زوجها في العالم بنسبة بلغت 28%، وذلك نقلًا عن برنامج اسمه انفراد يقدمه الإعلامي المصري سعيد حساسين، على قناة الرافدين العراقية. القدس العربي نقلت على لسان الدكتورة أشجان نبيل، التي تعرف نفسها بأنها "استشاري العلاقات الأسرية والتطوير المجتعي"، وكانت ضيفة في البرنامج في حلقة الخيس الماضي، مجموعة من الأرقام والإحصائيات منها "سيدات مصر الأولى على مستوى العالم في ضرب أزواجهن بنسبة 28%"، وأن هناك "1500 دعوى قضائية اترفعت قدام القضاء من أزواج بيتهموا زوجاتهم بضربهم وإصابتهم بعاهات مستديمة". ولكن هل هناك مركز لبحوث الجرائم في الأمم المتحدة؟ رغم من تعدد المراكز والمكاتب التابعة للأمم المتحدة والتي تعمل في مجالات مختلفة وتحمل الراية الأممية الزرقاء المميزة، فلا يوجد ما يسمى "مركز بحوث الجرائم" يتبع المنظمة الدولية الشهيرة، وذلك بعد العودة إلى موقعها على الإنترنت والذي يظهر المراكز واللجان والهيئات التابعة لها ضمن الهيكل والتنظيم. هناك "مكتب اﻷمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة" والشهير باختصاره "UNDOC"، وهناك "معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة" والمعروف باختصار "UNICRI"، وهو ما قد يضع احتمالًا لتشابه الاسم الذي ذكرته الدكتورة أشجان في لقائها التليفزيوني مع "معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة" ولكننا لم نجد أي احصائية أو أرقام في الموقع الإلكتروني للمعهد تدعم هذه الفرضية؛ بل كانت هناك أرقام واحصائيات عن العنف ضد المرأة في مصر والشرق الأوسط والاستغلال الجنسي للنساء في دول شمال أفريقيا، مرورًا بأخبار تتعلق بالاتجار بالبشر. وجاءت النتيجة متطابقة عند وضع فرضية تشابه الاسم المذكور والذي استندت عليه الإحصائية مع "مكتب اﻷمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة"، بل أن نتائج البحث الداخلية عبر الموقع التابع للأمم المتحدة قادتنا إلى أرقام تتعلق بالعنف ضد المرأة في مصر. ما قبل "إحصائية أشجان" قبل تداول موقع القدس العربي الخبر استنادًا إلى الأرقام المذكورة في برنامج انفراد، مرت هذه الإحصائية بدورة حياة عبر مواقع مصرية منذ أكتوبر 2002، عندما استندت دراسة بحثية أجريت على 20 زوجة سجينة أجراها باحثو المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر. ولكن بمرور السنوات يتم إعادة تدوير تلك الإحصائية مع اختلاف المصدر الذي استندت إليه تلك الإحصائية فتارة نرى أرقامًا منسوبة إلى محكمة الأسرة، وتارة أخري إلى الأمم المتحدة، وهو الخبر الذائع الصيت والمتداول منذ 2016 مستندًا إلى الصيغة والإحصائيات التالية؛ "مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة كان له رصد صادم عن ظاهرة ضرب الأزواج حيث أعلن أن مصر تحتل المركز الأول عالميًا فى قائمة أكثر نساء العالم اعتداءً وضربًا للأزواج بنسبة 28%، تليها أمريكا بـ 23% ثم بريطانيا بنسبة 17% ثم الهند بنسبة 11%، وقال إن النسبة المصرية كبيرة للغاية وتعد ظاهرة دخيلة على المجتمع المصرى". وهو الخبر الذي تداولته عدد من الصحف الهندية والخليجية باللغة الإنجليزية استنادًا إلى مواقع مصرية تذكر الإحصائية استنادًا إلى الأمم المتحدة. دون وجود هذه الإحصائية فعليًا لدى أي من المراكز التابعة للأمم المتحدة. ماذا تقول الحكومة عن الزوجات؟ بنظرة سريعة على وضع المرأة والرجل في مصر استنادًا إلى الأرقام الحكومية الصادرة، يخبرنا كتاب "وضع الرجل والمرأة في مصر" الصادر في أغسطس/ آب 2017 عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو كتاب دوري يصدر كل سنتين، بنتائج مغايرة تمامًا لما تنسبه أشجان نبيل للأمم المتحدة. أظهرت البيانات أنه بين 2015 و2017، تعرضت 7.39% من النساء المصريات لإهانة الزوج، فيما تعرضت 26.7% من النساء للتقليل من شأنهن أو الإذلال أمام الآخرين، لتأتي النسبة الإجمالية للزوجات اللواتي تعرضن إلى العنف النفسي 42.5%. أما فيما يتعلق بالعنف البدني، فبلغت نسبة الزوجات اللاتي تعرضن للصفع من قبل أزواجهن 28.9%، بينما 20% من نساء مصر تعرضن للشد من شعرهن أو الدفع بقوة من أزواجهن، لتأتي النسبة الإجمالية لمن تعرضن لعنف بدني من أزواجهن 31.5% من نساء مصر، وأظهر التقرير نسبة من تعرضن لعنف جنسي من قبل أزواجهن 12.3%، بينما هناك 9.8% من نساء مصر تعرضن لاغتصاب زوجي.