ظهر الخميس الماضي (15 مارس/آذار) شيعت قرية ميت العز التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية جثمان العقيد أركان حرب طيار تامر صفي الدين، الذي توفي قبل يومين بعد أن صدمته سيارة تابعة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الإسماعيلية، في حادث شابه الغموض.
مستخدمون على فيسبوك وتويتر، تحدثوا عن أن السيارة كان يقودها نجل ضابط شرطة كبير، وأن نجل الضابط اتصل بوالده ونصحه بوضع جثة المتوفي في السيارة والذهاب إلى قسم شرطة ثالث الإسماعيلية، ليتحرر هناك محضر بأن الشخص الذي توفي إثر الحادث سرق السيارة، قبل أن يلقى حتفه إثر تعرضه لحادث.
ولكن لسوء حظ الضابط ونجله ومأمور وضباط قسم شرطة ثالث الإسماعيلية، كان المتوفي الذي صدمته السيارة وتحرر لجثمانه محضر سرقة، ضابطًا طيارًا.
تحققت المنصة من الرواية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلمت أن الحادث وقع بالفعل في العاشرة من مساء 13 مارس الجاري، وأقيم عزاء تامر صفي الدين في قرية ميت العز بمركز فاقوس، ونشر على قناة مقرئ العزاء على يوتيوب.
الحادث كما نشره المستخدمون على فيسبوك بدأ عندما كان نجل مدير مكتب مكافحة المخدرات يقود السيارة عائدًا من درس ومعه صديقته، وكان العسكري يجلس في المقعد الخلفي للسيارة، قبل أن تصدم السيارة العقيد تامر صفي الدين الذي كان يسير على قدميه، وهي المعلومات التي تتطابق مع ما نشرته صحف ومواقع نقلت الروابة الشرطية.
"سيارة ملاكي ماركة هيونداي تابعة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الإسماعيلية، يستخدمها مدير مكتب مكافحة المخدرات في حياته الخاصة، ومعها عسكري مجند يقضي خدمته كسائق له ولأسرته".
وأدعت صفحات على فيسبوك منسوبة لضباط شرطة وأقاربهم أن السيارة سرقت من قبل أربعة أشخاص، واتهمتهم بقتل صفي الدين.
تلك الرواية تقول إن نجل ضابط الشرطة كان يقود السيارة مع صديقته على الطريق الدائري ومعهم عسكري الخدمة، قبل اعتراضهم من قبل أربعة أشخاص وعندما نزل من السيارة نجل الضابط والفتاة والعسكري ركب الشباب الأربعة السيارة وقادوا السيارة قبل أن يصطدموا صفي الدين.
انتشرت تلك الرواية على مجموعة من المواقع المحلية داخل نطاق مدينة الإسماعيلية لكنها لم تذكر أسماء الأربعة المتهمين بسرقة السيارة التي تعود تبعيتها إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالإسماعيلية، وأعادت مواقع إخبارية مصرية نشر رواية الداخلية مثل موقع اليوم السابع.
ونشرت صحيفة اليوم السابع عن مصادر أمنية في مديرية أمن الإسماعيلية أن التحقيقات الجارية توصلت إلى أن السيارة التي صدمت صفي الدين، هي سيارة تابعة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الإسماعيلية، كان يقودها نجل ضابط شرطة يعمل بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وكانت بصحبته صديقته قبل أن يتعرض لهما أربعة شباب بالمضايقة.
وأضافت "عندما ترجل نجل الضابط من السيارة، قاد الشباب الأربعة السيارة لتصطدم بالضابط تامر صفي الدين أثناء سيره. ونقلت الصحيفة عن تمكن مديرية الأمن بالإسماعيلية من ضبط الشبان الأربعة دون ذكر أسمائهم".
لاقت تلك الرواية هجومًا من قبل أقرباء للضابط وصفحات مؤيدة للجيش، واتهموا قسم شرطة ثالث الإسماعيلية بتزوير الواقعة.
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fahmed.tarek.7524%2Fposts%2F1656524254393187&width=500لكن ابن عم العقيد ويدعى أحمد طارق قد نشر عبر صفحته على فيسبوك، فيديو مسجل من كاميرا المراقبة بالقرب من مكان الحادث، والتي أظهرت العقيد طيار وهو يسير مرتديًا زيًا مدنيًا بالقرب من سور بناية. وطبقًا لكاميرا المراقبة التي رصدت تجول طارق والتي لم تظهر وقت الحادثة، يظهر التوقيت المدون أثناء سير العقيد يوم الثلاثاء 13 مارس الماضي، حوالي الساعة العاشرة إلا ثُلث مساءً.
المنصة تواصلت هاتفيًا مع أحمد طارق، ابن عم العقيد، الذي قال إن صفي كان في طريقه إلى البيت في التاسعة مساءً عندما صدمته السيارة التي كان يقودها نجل ضابط الشرطة على الطريق الدائري.
وتابع طارق أن قسم شرطة ثالث قام بتزوير محضر يفيد بسرقة السيارة قبل وقوع الحادث، على أساس عدم علمهم بهوية ضابط الجيش.
وأضاف طارق أن النيابة العسكرية ذهبت إلى قسم الشرطة عقب الحادث وحاصرت قوة من الجيش القسم، ويتم الآن التحقيق مع مأمور القسم والعاملين في القسم من قبل النيابة العسكرية.
وقررت النيابة العامة حبس العسكري ونجل الضابط 15 يومًا على ذمة التحقيقات، إلى جانب سير التحقيقات التي تجرى في النيابة العسكرية، والتي انتهت بدورها إلى توجيه الاتهام إلى أربعة أشخاص الذين استولوا على سيارة نجل الضابط.
ووجهت إليهم النيابة العسكرية بالإسماعيلية، تهم السرقة بالإكراه، والقتل الخطأ للعقيد طيار تامر صفي الدين، مرورًا بإتلاف سيارة تتبع الشرطة المدنية، وإتلاف أشجار خضراء في الطريق العام.
كما أمرت بحبس الأربعة احتياطيًا 15 يومًا على ذمة التحقيقات.