رمضان كريم.. شهر تسريب الامتحانات والمسلسلات أيضًا
للعام الرابع على التوالي، واصلت صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك تسريب امتحانات الثانوية العامة وإجاباتها النموذجية قبل دقائق من عقد الامتحانات، مما دفع وزارة التربية والتعليم لإلغاء امتحان مادة التربية الدينية بعد قيام الصفحة بتسريبها، وتسريب امتحان مادة اللغة العربية مع غُرّة شهر رمضان المعظم. واليوم قامت الصفحة بتسريب امتحان اللغة الانجليزية وإجابته النموذجية في تمام التاسعة صباحًا تزامنًا مع بدء عقد الامتحان.
"فاشخ وزارة التربية والتعليم للسنة الرابعة علي التوازي #الله_الوطن_شاومينج" بهذه الكلمات يعرف القائمين على صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" عبر فيسبوك أنفسهم. ونتيجة لنشاط الصفحة هذا العام قامت الوزارة بإلغاء مامتحان التربية الدينية وتحديد موعد 29 يونيو لإجراء امتحان آخر. والبدء في التحقيق مع مسؤولين بالتعليم حول واقعة تسريب امتحان مادة اللغة العربية.
القبض على "شاومينج".. وإنشاء صفحات جديدة
عقب واقعة تسريب امتحان مادتي اللغة العربية والتربية الدينية، أعلنت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة الداخلية عن تمكنها من إلقاء القبض على القائمين على صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة".
عقب واقعة القبض التي أعلنتها الداخلية، نشطت عبر فيسبوك عشرات الصفحات التي تحمل اسم "شاومينج"، كان أبرزها الصفحة التي حصلت على التوثيق الرمادي الرسمي من فيسبوك، وهى درجة توثيقية أقل من العلامة الزرقاء. ويتابع الصفحة قرابة 53 ألف متابع، وأعلنت الصفحة في منشور لها عدم إلقاء القبض على مديريها عبر هاشتاج "#متقبضش_علينا"
ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة الداخلية القبض على مديري الصفحة التي انتهجت تسريب امتحانات الثانوية العامة منذ أربع سنوات، فقد اعلنت الوزارة القبض على المسؤولين عن الصفحة العام الماضي، واطمأنت وزارة التربية والتعليم وقتها لانتهاء نشاط الصفحة، إلا أنها عادت هذا العام لتسريب الامتحانات دون أن تغير كثيرًا في المطالب التي أعلنتها في السنوات السابقة كشروط للتوقف عن التسريبات.
هذا العام وجدت صفحة شاومينج مساحات أوسع من التضامن، مع اتساع نطاق متابعيها واهتمام مديريها بنشر مطالبهم التي نبهوا من خلالها لما رأوه زيفًا في عملية التعليم في مصر. ورفضهم لما يرونه "طبقية" في نظام الامتحانات.
"طرح الطبقية" الذي أشاروا إليه، سرعان ما وجدت دعمًا من وزارة التربية والتعليم نفسها التي أصدر وزيرها قرارًا بجمع أبناء ضباط الشرطة والقضاة بمنطقة بأسيوط في لجنة امتحانية واحدة بإحدى مدارس مركز البدارى. هذه اللجنة عينها؛ خرج رئيسها ليفضح عمليات الغش الجماعي التي تجري في اللجنة. معتذرًا عن مهامه ومفصحًا عن إجباره على تسهيل عمليات الغش نظرًا لنفوذ أولياء أمور الطلاب الذين ينتمون للأجهزة الأمنية والقضاء. وكان أدمن صفحة "شاومينج" قد أجرى حوارًا مع صحيفة المصري اليوم في يونيو 2013 أعلن فيه عن دوافعه لإنشاء الصفحة، واستمراره في تسريب امتحانات الثانوية العامة. وتمحورت مطالب شاومينج آنذاك حول "ضرورة إلغاء التنسيق والنظرة الطبقية بين كليات القمة والقاع"، وهو ما يتطابق مع مطالبهم هذا العام.
صفحة أخرى حملت اسم "شاومينج"، تشير معلوماتها إلى متابعة حوالي تسعين ألف شخص لها، أعلنت عن الوقت الذي سيتم فيه تسريب الامتحانات وحددته بـ"قبل بدء وقت الامتحان الفعلي بحوالي ستين دقيقة".
المطالب التي أعلنها "شاومينج" والتي جاءت في منشور وفيديو توضيحي، جذبت انتباه وتعاطف كثير من المتابعين واعتبرها بعض المتابعون مطالبًا إصلاحية، إلى الحد التي دفعهم لإطلاق لقب "روبن هوود المصري" على مدير الصفحة، تيمنًا بشخصية الفارس روبن هوود، التي برزت في الفلكلور الإنجليزي. وهي لشخص خارج على القانون، يحارب من أجل العدالة في مواجهة الظلم والطغيان. وألهمت قصة روبن هوود بعض الأعمال الدرامية عبر التاريخ. لكن المدون المصري وائل غنيم المعروف بإدارته لصفحة كلنا خالد سعيد، وجه انتقادات حادة لما رأى فيه محاولات الإفتخار بـ "شاومينج"
حاولت "المنصة" التواصل مع القائمين على الصفحة ولكن لم يتسن لنا الحصول على رد حتى وقت كتابة هذه السطور.
مسلسلات رمضان على الدايلي موشن.. سابقة خمس حلقات
وفي سياق آخر، تعرض مسلسل "مأمون وشركاه" بطولة عادل إمام إلى واقعة تسريب عبر موقع مشاركة الفيديو دايلي موشن daily motion، وذلك بعدما ظهر اتجاه من صناع ومنتجي المسلسلات الرمضانية لبثها على يوتيوب العام الماضي لكسب نسبة من حصيلة الإعلانات على الموقع.
ومع أول أيام الشهر الكريم قام "شاومينج" آخر بعرض خمس حلقات دفعة واحدة من مسلسل عادل إمام على موقع ديلي موشن الذي تكاد تنعدم فيه إعدادات حماية الملكية الفكرية.
ورغم قلة رواد "ديلي موشن" مقارنة بيوتيوب ومشاهدي التلفزيون، إلا أن تسريبات المسلسلات لو استمرت وامتدت لمسلسلات أخرى، فقد تشكل تهديدًا حقيقيًا للصناعة، التي بات أغلب المنتجون يضعون فيها أموالهم بعد انسحابهم شبه الكامل من الانتاج السينمائي.