منشور
الاثنين 17 أكتوبر 2022
- آخر تحديث
الثلاثاء 14 فبراير 2023
بسم الله الرحمن الرحيم،
يوم جميل قوي قوي النهارده إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم،
فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف،
السادة العلماء والأئمة الأجلاء،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم، ولكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. داعيًا المولى عز وجل أن يعيد هذه الذكرى العطرة بالخير على الشعب المصري، وعلى جميع المسلمين في كافة أنحاء الأرض، وبالأمن والسلام على البشرية جمعاء.
الحضور الكريم،
إن احتفالنا اليوم بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد رسالته السمحة، واتخاذه قدوة في الأخلاق الكريمة، وأن نكون جميعًا على دربه القويم.
حيث كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، وأصفاهم نفسًا، وأحسنهم معاملة. كان خير الناس لأهله، وخير الناس لأزواجه، وخير الناس لأبنائه، وخير الناس لأصحابه، وهو القائل صلى الله عليه وسلم، خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
لقد تعلمنا من ذي الخلق العظيم في سيرته العطرة أن مجمل حياته وأخلاقه كانت ترجمة حقيقية وتطبيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم. وإن من أهم الدروس التي نستلهمها من سيرته صلى الله عليه وسلم هي مواجهة الصعاب والتحديات بعمل دؤوب لا ينقطع، بكفاح مستمر، بلا كلل أو ملل، حتى نستنفذ جميع الأسباب والفرص المتاحة.
ولا يخفى عليكم أننا نمضي معًا في طريق التنمية والبناء في مرحلة غاية في الأهمية تمر بها مصر، في مرحلة قوامها العمل والإنتاج، بتفان وإخلاص، للوصول إلى آفاق جديدة للمستقبل المنشود لوطننا الغالي، وما يتطلبه ذلك من إسهامات شعب مصر العظيم لاستكمال الطريق الـ.. الصحيح، الذي بدأناه. ودعمًا لجهود الدولة التنموية من خلال المشروعات القومية العملاقة في مختلف المجالات على امتداد رقعة الوطن.
وأؤكد لكم أن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله سبحانه وتعالى، والعمل المنظم والجهد المتواصل المبني على الأخذ بالأسباب، بأسباب الحياة وقوانينها وتطورها.. لهو المنهج الرشيد الذي حرص نبينا الكريم صلى الله عيه وسلم على ترسيخه وبثه، وبثه في نفوس أصحابه الكرام، وتعليمه لأمته صلى الله عليه وسلم.
السيدات والسادة،
ما أحوجنا ونحن نحتفي بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم أن نقتضي بأخلاقه عليه الصلاة والسلام، فنحرص على مكارم الأخلاق من الصدق والأمانة والوفاء بالوعود والمواثيق والرحمة والتكافل والتراحم، وأن نترجم تلك المعاني السامية النبيلة إلى سلوك ودستور عملي، وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا، ونبتعد عن كل مساوئ الأخلاق التي لا تليق بنا ولا بديننا ولا بحضارتنا.
كما يتعين علينا أن ننتبه في ذات السياق إلى خطورة بث الشائعات، فلقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". فالشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها آثم في حق نفسه ودينه ومجتمعه، ساعيا إلى الاضطراب والفوضى. ولهذا يتعين علينا جميعا الانتباه إلى ضعاف النفوس، الذين لا يسعون إلى النقد البناء بهدف التعمير والإصلاح، وإنما لإثارة الفتن والأكاذيب بهدف الهدم والإفساد.
وختامًا، فإنني واثق كل الثقة في الله عز وجل، وتوفيقه لمصر وشعبها، وفي تحقيق آمالنا جميعا في بناء جمهوريتنا الجديدة التي نتمنى أن ينعم فيها شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة بإذن الله، بإذن الله تعالى.
أشكركم، وكل عام وأنتم بخير، (تصفيق) ومصرنا، ومصرنا الغالية في تقدم ورفعة. والسلام عليكم ورحة الله وبركاته. (تصفيق).
ألقيت الكلمة في القاهرة بقاعة المنارة للمؤتمرات، وذلك بحضور الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وعدد من الوزراء.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط