منشور
الاثنين 25 يوليو 2022
- آخر تحديث
الثلاثاء 14 فبراير 2023
بسم الله الرحمن الرحيم،
شعب مصر العظيم،
تحل اليوم الذكرى ال 70 لثورة 23 يوليو المجيدة، التي مثلت تتويجا لنضال طويل قاده الشعب المصري دفاعا عن حقه في وطن مرفوع الرأس، فقد استطاعت تلك الثورة أن تؤسس الجمهورية الأولى لدولتنا، وتغير وجه الحياة بشكل جذري، ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأسرها.
وكانت لها إسهامات ملهمة في الحركة العالمية لتصفية الاستعمار، وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال فوق معظم الدول العربية والإفريقية.
شعب مصر العظيم،
سيظل تاريخ قواتكم المسلحة كعهدكم بها دائما، حافلا بالبطولات والإنجازات الوطنية، ومن بين تلك البطولات ثورة يوليو المجيدة، التي حملت القوات المسلحة لواءها عندما خرجت طلائعها ليلة ال 23 من يوليو، منذ 70 عاما، لتلتف حولها وتساندها جموع وجماهير هذا الشعب، ولتعلن قيام الثورة التي ردت للوطن عزته، وللمواطن كرامته، وليسطر التاريخ نموذجا للعلاقة بين الشعب وجيشه، اتسمت عبر عقود طويلة بالتلاحم والثقة العميقة المتبادلة، إنها علاقة فريدة من نوعها بين شعب أبي عظيم، وجيش يمثل نموذجا للمؤسسة الوطنية التي تدرك مهمتها، وتؤديها على الوجه الأكمل ولا تحيد عنها.
فتحية تقدير واعتزاز خلال هذه الذكرى العطرة، إلى هؤلاء الأبطال الذين تقدموا لقيادة الثورة، وحملوا أرواحهم على أكفهم ليصنعوا لوطنهم فجرا جديدا، وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات، والرئيس محمد نجيب.
شعب مصر العظيم،
إننا نصر وبإرادة صلبة لا تلين على تحقيق الغايات الكبرى التي نضعها نصب أعيننا، والأهداف العليا التي نحملها على عاتقنا من أجل النهوض بوطننا الغالي وتغيير واقعه للأفضل، ولتبقى مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها من الأجيال الحالية والقادمة، أخذا في الاعتبار متغيرات العصر المتسارعة، وشواغله الجديدة.
ولعلكم تتفقون معي أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر
لأن مصر بموقعها الجغرافي، ودورها الإقليمي والدولي، لا تستطيع أن تعزل نفسها عن تلك التحديات والمتغيرات التي تجتاح العالم وطالت تداعياتها الجميع.
ولعلكم تتفقون معي أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، مثلما واجهت مصر خلال السنوات الماضية تحديات متنوعة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، فإنني أؤكد لكم أنه لولا جهود الدولة في مجال الإصلاح الاقتصادي التي تحملها الشعب المصري، وكذلك المشروعات التنموية العملاقة على امتداد رقعة الدولة.. لما كان من الممكن أبدا الصمود أمام تلك الأزمات العاتية، التي تجتاح العالم منذ 3 سنوات.
ولقد باتت الإنجازات المتلاحقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات البنية الأساسية، والتجمعات العمرانية الجديدة، والطاقة وتوطين الصناعة، شاهدا على قوة الإرادة المصرية للتقدم. وبناء مستقبل أفضل، وتكوين اقتصاد قومي، قوي وراسخ.
شعب مصر العظيم،
إنني على يقين من قوة عزيمتنا معا في الاستمرار بخطى ثابتة وواثقة في الطريق الذي اخترناه جميعا من أجل الانطلاق إلى الجمهورية الجديدة، جمهورية التنمية والبناء والتطوير، وتغيير الواقع. جمهورية تؤسس نسقا فكريا واجتماعيا وإنسانيا شاملا، وبناء إنسان ومجتمع متتطور تسوده قيم إنسانية رفيعة.
ورغم تعاظم الظروف المعاكسة التي تسبب فيها العديد من الأحداث والتطورت الدولية غير المواتية، إلا أننا قادرون بإذن الله، وبعزيمة أبناء هذا الوطن العظيم، على تخطيها والتغلب عليها، وليكن احتفالنا اليوم بذكرى ثورة يوليو المجيدة بمثابة قوة دفع متجددة للعمل والسهر على النهوض بوطننا العزيز، وتحقيق طموحات شعبه الكريم في حاضر ومستقبل مشرق، يظلله الأمن والاستقرار، وتزدهر فيه التنمية.
وفي الختام، أتوجه إليكم جميعا مجددا بالتحية والتهنئة بمناسبة ذكرى ثورة يوليو المجيدة، كل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في أمان وتقدم، ودائما وأبدا تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...
ألقيت الكلمة المسجلة بالقاهرة بمناسبة الذكرى ال 70 لثورة 23 يوليو.
...
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط