في كرة القدم هناك قصص مأساوية كثيرة للاعبين توهجوا في بدايتهم، ثم ما لبثوا أن خفت نجمهم وتهاوى سريعًا. وكان كريم بنزيما ليصبح واحدًا من ضمن هؤلاء، الذين أحاطت بهم المشاكل داخل المستطيل الأخضر وخارجه، قبل أن يصبح اسمه الآن، وهو في عمر الـ34، مطروحُا بقوة للفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.
لا يكفي أن تمتلك حلمًا ضخمًا لإدراكه، فالدنيا، عمومًا، لا تنشغل بالنوايا الحسنة، وكان بنزيما الذي يملك حلمًا منذ طفولته، ينميه مع الأيام بحصد الكرة الذهبية، التي رشح لها فعليًا العام الماضي، متورطًا منذ شبابه في مشاكل تكفي لاتخاذه قرار الاعتزال وهو ما يزال في العشرينيات من عمره، غير أنه اليوم، وفي هذه السنة تحديدًا، أدرك من النجاح ما لم يدركه كثيرون حوله.
أزمات تنتظر على الخط
انتقل اللاعب جزائري الأصل من ليون الفرنسي إلى ريال مدريد مطلع موسم 2009-2010، بعقد يمتد لست سنوات، وكان عمره آنذاك 21 سنة، بصفقة قُدرت بما يقرب 35 مليون يورو، تعد بشاب ينتظره مستقبل باهر كي يكتب التاريخ لنفسه وناديه والجماهير، لكن على عكس التوقعات، ارتبط اسم بنزيما بالعديد من الأزمات والقضايا التي جاء بعضها داخل المستطيل الأخضر وبعضها خارجه، وهى ما جعلته محل انتقاد من جماهير ناديه والصحافة وفي بعض الأحيان مدربيه إلى أن وصل الأمر لرئيس وزراء بلاده.
عاش بنزيما أوقاتًا عصيبة تكاد تدمر كثيرين وتعيدهم إلى نقطة الصفر، بداية من تورطه مع مواطنه فرانك ريبيري في الحصول على خدمات جنسية من فتاة قاصر في عام 2010 قبل أن تبرأه المحكمة لاحقًا، إلى أن أوقفته الشرطة الإسبانية وهو يقود بسرعة 216 كيلومترًا في الساعة في منطقة غير مسموح بالسير فيها بأسرع من 100 كيلومتر، وصولًا لتصريحات مدربه السابق في ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي وصفه أمام وسائل الإعلام الإسبانية عام 2010 بـ"قط صيد" لشخصيته الخجولة وانعدام شغفه لتسجيل الأهداف.
وفي عام 2015 تم اتهام الهداف الفرنسي بالتورط في ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا بـ"شريط جنسي"، وهى القضية الأشهر خلال مسيرته، ليخرج بعدها رئيس وزراء بلاده في ديسمبر/ كانون الثاني من العام نفسه بـتصريح لإذاعة Europe 1 الفرنسية بأن اللاعب لا يستحق تمثيل منتخب فرنسا، ليغيب عن منتخب الديوك لمدة 6 سنوات لاحقة، لكنه عاد في بطولة اليورو 2021، بعد أن تم تغريمه على هامش القضية من محكمة فرنسية بمبلغ 75 ألف يورو وحبسه لمدة عام مع إيقاف التنفيذ، اللافت أن بنزيما تورط في القضيتين الأبرز في مسيرته؛ استغلال القاصر جنسيًا، وابتزاز زميله، بما يمكن أن نعتبره استهتارًا، ففي قضية الفتاة برأته المحكمة لعدم وجود أدلة كافية تفيد بأنه كان يعرف عمر الفتاة الحقيقي، أما قضية فالبوينا فلم يكن هو الذي ابتزه وإنما توسط للعصابة التي كانت تهدد زميله، حيث كان على صلة بهم ونقل للاعب طلباتهم.
هذه الأزمات التي مرَّ بها بنزيما، كانت سببًا في طرح اسمه كثيرًا على قائمة اللاعبين المرشحين لمغادرة النادي الملكي، لكن شيئًا آخر، كان يبرع فيه كثيرًا جعله صفقة رابحة لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا.
ظل الدون
في يوليو/ تموز من عام 2009، عقد ريال مدريد واحدة من أضخم الصفقات في تاريخ الكرة، وقع كريستيانو رونالدو للفريق الملكي منتقلًا من مانشستر يونايتد، لكن هذه الصفقة التي ضمنت للنادي عشرات الألقاب المحلية والقارية اللاحقة، لم يكن يكتب لها النجاح لولا وجود بنزيما.
يقول الإيطالي أنتونيو كاسانو الذي لعب للميرينجي بين عامي 2006 – 2008، إن "رونالدو يجب أن يصلي كل صباح، ويقول شكرًا بنزيما لأنك لعبت معي"، فالمهاجم الفرنسي الذي وصفه مدربه تهكمًا بالقط، لعب دورًا ضخمًا في مساعدة زملائه بالفريق وتفريغ المساحات للتسجيل وفي مقدمتهم المهاجم البرتغالي، الذي كان في صراع دائم على الألقاب الفردية والأرقام القياسية، مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، خلال 10 سنوات قضاها الثنائي معًا في الدوري الإسباني، وانتهت بتحقيق صاروخ ماديرا 4 كرات ذهبية وجائزتي ذا بيست.
أهداف ومساعدات بنزيما ورونالدو معًا
لعب كريم بنزيما جنبًا إلى جنب مع كريستيانو رونالدو 342 مباراة في العاصمة الإسبانية، منذ 2009 وحتى رحيل الأخير في 2018، وفازوا بـ 240 مباراة، وخسروا 45 مباراة، وتعادلوا 57 مباراة، وحصدوا رفقة المرينجي 15 لقبًا، من بينهما الدوري الإسباني مرتين، ودوري الأبطال 4 مرات، وكأس العالم للأندية ثلاث مرات، ويُعد كريم بنزيما هو أكثر من صنع أهدافُا إلى رونالدو خلال مسيرته الكروية بواقع 47 هدفُا وفقًا لما ذكرته صحيفة ماركا الإسبانية، من ضمن 153 تمريرة حاسمة صنعها نجم منتخب فرنسا في 585 مباراة لعبها للفريق الأبيض، وسجل الثنائي معًا 1037 هدفُا للعملاق الإسباني منذ عام 2009.
مثل النبيذ المعتق
هذا العام ثمة سؤال يراود الكثيرين، وبالأخص مشجعي الريال؛ لماذا توهج كريم بنزيما في سن الـ34؟
ربما يجيب أحدهم أن ذلك بالنسبة لكريم مجرد موسم، أو قد يعتبره شخص آخر "مسك الختام"، أو كمثل ما قد يعتقده مشجعو الغريم برشلونة الذي رفض ضم بنزيما قبل الريال لأنه "انطوائي ولديه صداقات غير جيدة خارج الملعب"، أن السبب في توهجه هو رحيل ميسي إلى باريس سان جيرمان، لكن الحقيقة التي تثبتها لغة الأرقام، وتظهر خلال المواسم الثلاثة الأخيرة هي رحيل كريستيانو.
رغم خروج ريال مدريد العام الماضي بموسم صفري من حيث الألقاب، كان تواجد كريم بنزيما في وصافة هدافي الدوري برصيد 23 هدفًا لأول مرة منذ انتقاله للمرينجي خلف ليونيل ميسي، منهيًا الموسم بأعلى معدل تهديفي إذ سجل 30 هدفًا وصنع تسعًا في 46 مشاركة بمختلف المسابقات، محتلًا المركز الرابع في تصويت الكرة الذهبية العام الماضي، ليقدم دليلًا قاطعُا على أن رحيل صاروخ ماديرا عن ريال مدريد موسم 2017-2018 هو كلمة السر في تحويل المهاجم الفرنسي إلى قائد للفريق.
خلال المواسم التسعة الأول لكريم بنزيما مع ريال مدريد سجل 192 هدفًا بمختلف المسابقات، وبعد رحيل الدون أي خلال آخر أربعة مواسم وحتى الآن أحرز 132 هدفًا، وهو دليل آخر على التأثير السلبي من الناحية الفردية الذي تعرض له المهاجم الفرنسي.
https://www.youtube.com/embed/XKz9NcBNpBUجميع أهداف كريم بنزيما هذا الموسم
رحيل رونالدو عن الريال منح بنزيما لقب الرجل الأول داخل الفريق، وهو ما أكده الإسباني إيتور كارانكا المدير الفني السابق لفريق ريال مدريد، خلال حواره مع صحيفة ميرور بعد هاتريك كريم بنزيما في شباك باريس سان جيرمان بدوري الأبطال على ملعب سنتياجو بيرنابيو مطلع شهر مارس/أذار الماضي، قائلًا "تسجيل الأهداف ليس الشيء الوحيد الذي جلبه بنزيما إلى تشكيلة بلانكوس مؤخرًا، يتواصل النجم الفرنسي باستمرار مع زملائه في الملعب، ويقود الوحدة الهجومية للفريق بالكامل، لقد تقدم في السن مثل النبيذ الجيد".
وعن الدور الذي لعبه رحيل رونالدو في أداء كريم بنزيما، وترشيحه لجائزة الكرة الذهبية هذا الموسم، أضاف إيتور كارانكا "اللحظة الحاسمة في تطوير أداء بنزيما كانت رحيل كريستيانو، كنت أعلم أنه سيحل محله كقائد للفريق، لقد تقدم في السن مثل النبيذ الجيد، أصبح مؤهلًا لحصد الجوائز الفردية، بعد ما حققه مع ريال مدريد، بالتأكيد يمكنه التتويج بالكرة الذهب".
لغة الأرقام تنحني أمام القط
عندما نتحدث بلغة الأرقام الفردية، فإن كريم بنزيما سجل هذا الموسم حتى الآن 44 هدفًا خلال 44 مباراة، وتمكن من صناعة 15 هدفًا لزملائه بالفريق في جميع المسابقات، ليصبح أعلى معدل تهديفي وصناعة للأهداف للمهاجم الفرنسي خلال موسم واحد بمسيرته الكروية التي بدأت من بوابة نادي ليون الفرنسي عام 2005.
على المستوى المحلي، تربع كريم بنزيما على عرش هدافي الدوري الإسباني هذا الموسم لأول مرة في تاريخه بقميص النادي الملكي برصيد 27 هدفًا، كما اعتلى صدارة ترتيب صناع الأهداف برصيد 12 أسيست، ليحصد جائزتي الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإسباني وأفضل صانع للأهداف.
وبالأمس على ستاد دو فرانس في سان دوني بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، توج بنزيما بدوري الأبطال على حساب ليفربول، وبالحديث عن ليالي الأبطال هذا الموسم من جانب النادي الإسباني، ربما سيكون لسان حال مشجعيه "لولا بنزيما ما كنا هنا"، فقد سجل الفرنسي 5 أهداف في دوري المجموعات، وبعد التأهل للأدوار الاقصائية، سجل 10 أهداف ضد أقوي الخصوم في العالم، حيث سجل ثلاثة ضد باريس سان جيرمان في ذهاب دور الـ16، ثم عاد ليسجل أربعة أمام تشيلسي في دور الـ8 ذهابًا إيابًا، كما أحرز ثلاثة أهداف جديدة في شباك مانشستر سيتي في مباراتي الذهاب والعودة بالدور قبل النهائي.
جميع أهداف بنزيما بدوري الأبطال هذا الموسم
توهج كريم بنزيما هذا الموسم مع ريال مدريد في مختلف المسابقات، ووصوله لقمة مستواه، جعله يحقق العديد من الأرقام القياسية ليصبح المرشح الأول للفوز بجائزة الكرة الذهبية، هذا الموسم.
انفوجراف
كما أن بنزيما هو أكثر من سجل في نسخة واحدة بدوري الأبطال بدور خروج المغلوب برصيد 10 أهداف بالتساوي مع كريستيانو رونالدو، ويمكنه الانفراد بالصادرة إذ سجل هدفًا واحدًا في مباراة النهائي ضد ليفربول، وهو أيضًا أكثر من ساهم في أهداف بدوري الأبطال هذا الموسم برصيد 17 مساهمة (15 هدف، 2 أسيست) متفوقًا على روبيرت ليفاندوفيسكي (13 هدف، 3 أسيست).
وكذلك أصبح اللاعب ذو الأصول الجزائرية ثاني هدافي ريال مدريد عبر التاريخ برصيد 323 هدفًا، في 603 مباراة، متفوقًا على راؤول جونزاليس صاحب نفس الرصيد من الأهداف في 741 مباراة، ويتصدر كريستيانو رونالدو الترتيب برصيد 450 هدفًا في 438 مباراة.
ساهم كريم بنزيما في 51.7 % من أهداف ريال مدريد هذا الموسم حتى الآن، حيث سجل الريال 114 هدفًا بمختلف المسابقات، ساهم بنزيما في 59 منهم، وكنتيجة لذلك الجهد صار هو أكبر لاعب فرنسي في التاريخ يسجل 40 هدفًا خلال موسم واحد في جميع البطولات مع ناديه والمنتخب الوطني، وصار كذلك ثالث الهدافين التاريخين لدوري الأبطال برصيد 86 هدفًا، خلف ليونيل ميسي 125 هدفًا، كريستيانو رونالدو 140 هدفًا، واصنفت ثنائيته ضد تشيلسي كأسرع ثنائية للاعب بالرأس في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حيث يفصل بين هدفيه 165 ثانية فقط.
وحقق المهاجم الفرنسي بعد فوزه أمس ببطولة دوري أبطال أوروبا، ثلاثة ألقاب رفقة ريال مدريد وهما فضلًا عن الكأس الأوروبيةى الدوري الذي حسمه المرينجي قبل نهايته بـ3 جولات، واللقب الثاني هو كأس السوبر الإسباني بمنتصف شهر يناير من العام الجاري، بعد تسجيله هدف وصناعة مثله في ثلاثية فريقه ضد برشلونة في نصف النهائي، ثم الفوز على اتلتيكو بلباو بهدفين دون رد،سجل خلالهم هدفًا وحيدًا، وينتظر بنزيما تحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة له مع المرينجي وهو ما يمنحه المنافسة على المزيد من الألقاب مثل السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
كذلك توج بنزيما مع منتخب فرنسا في مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بدوري الأمم الأوروبية في نسخته الثانية، بعد أن فاز على نظيره الإسباني بهدفين مقابل هدف، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب سان سيرو بالعاصمة الإيطالية ميلانو، تقدمت إسبانيا عن طريق اللاعب فيران توريس وسجل كريم بنزيما هدف التعادل قبل أن يحرز كيليان مبابي هدف الفوز.
https://www.youtube.com/embed/xl4iK7cciF4هدف بنزيما في نهائي دوري الأمم الأوروبية
تألق بنزيما الاستثنائي هذا الموسم، جعل مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، يحتفي بما قدمه لصالح الفريق، ويقول في تصريحات لصحيفة ماركا بعد التأهل لنهائي دوري الأبطال "بنزيما ساعدنا في حل الكثير من المباريات هذا الموسم، لقد كان حاسمًا، الآن هو أحد أفضل اللاعبين في العالم ويُحافظ على تواضعه الكبير، وأعتقد أن هذه هي قوته، أصبح قائدًا للفريق بعد رحيل كريستيانو رونالدو، لأنه منذ ذلك الحين باتت مسؤولياته أكبر، وفي رأيي سيكون الفائز بالكرة الذهبية ".
حلم الطفل
يقول بنزيما "منذ أن كنت صغيرا، حلمت بالفوز بالكرة الذهبية، وهو الحلم الذي يحلم به كل لاعبي كرة القدم, صحيح أن أهم شيء هو الفريق دائمًا، ولكن عندما تساعد فريقك على الفوز، عندما تشارك في مباريات مهمة وتسجل الكثير من الأهداف، الشيء التالي هو الفوز بالكرة الذهبية، بالطبع أتمنى أن أفوز بها يومًا ما وأن أحقق هذا الحلم الذي حلمت به منذ أن كنت طفلًا".
منذ عام 1998، لم يُلامس لاعبو منتخب فرنسا جائزة الكرة الذهبية، بعدما حصدها زين الدين زيدان، مع فريق يوفنتوس الإيطالي، وبعد ذلك اكتفى زيزو بالتواجد في المركز الثاني في نسخة 2000، وهو المركز نفسه الذي حققه تييري هنري في عام 2003 مع نادي أرسنال، فيما حل ثالثًا في نسخة 2006، أما فرانك ريبيري فحل بالمركز الثالث في نسخة 2013، وهو نفس المركز الذي حققه أنطونيو جريزمان مرتين في نسختي 2016، 2018.
تحقيق كريم بنزيما لجائزة الكرة الذهبية هذا العام في سن الـ34 سيجلعه يكتب تاريخًا جديدًا لنفسه وبلاده وناديه ريال مدريد، حيث سينال الجائزة لأول مرة في مسيرته الكروية، ويصبح خامس لاعب فرنسي يحصد الجائزة بعد ميشيل بلاتيني الأكثر حصدًا للكرة الذهبية من أبناء بلاده (3 كرات)، وكرة ذهبية واحدة لكل من زيدان وبيير بابان وريموند كوبا الملقب بـنابليون الصغير، وهو أول لاعب فرنسي حصد الجائزة عام 1958 عندما كان لاعبًا في صفوف ريال مدريد.
وفقًا للتعديلات الجديدة التي أدخلت على نظام الاختيار في الجائزة التي تعتبر بالإنجازات الفردية أكثر من الجماعية، يُعد كريم بنزيما هو أقرب المرشحين لحصدها، حيث إن أرقامه الفردية التي خدمت ريال مدريد على مدار الموسم سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، وألقابه الأربعة مع ناديه ومنتخب بلاده، توسع الفارق بينه وبين منافسيه إذ حقق الريال بطولة دوري الأبطال وهي أخر بطولة يُسدل بها ستار الموسم.
فهل يحصد بنزيما الكرة الذهبية؟
في المؤتمر الصحفي لأول مباراة بدور المجموعات لدوري الأبطال هذا الموسم، قال بنزيما ردًا على سؤال عن إمكانية فوزه بالجائزة إن "هذا شيء لا يسلب نومي، حلم كل اللاعبين لكن الشيء الأكثر أهمية هو ما أفعله مع فريقي، إذا كان بإمكاني المساعدة في الفوز بالألقاب سأفعل ذلك، أنا استحق ذلك واستحق التواجد في هذا المستوى".
تعكس تلك الإجابة بالفعل أن سنينًا كثيرة جرت بين الصورة القديمة لبنزيما المتهور صاحب الأزمات وصورته الحديثة كقائد للفريق، ومحارب، وكأن القط الذي كانه في الملعب، والذي يناقض أدائه المندفع خارجه، تبدل إلى محارب، صقلته الانتقادات فيما يبدو، ولكنه صم أذنيه عن التشكيك في قدراته، لم يمانع ارتداء زي المساعد لسنوات طويلة، ولكن من أجل مصلحة النادي الملكي، لم يُلق بأخطائه على أحد وظل يعمل في صمت حتى وصل لمجد مستواه الكروي في سن الـ34.