حفل "ميتال" بالقاهرة يجدد ذكريات قضية "عَبَدة الشيطان"

منشور الاثنين 22 فبراير 2016

مرة أخرى يتردد مصطلح "عبدة الشيطان" في الإعلام المصري، ومرة أخرى يرتبط المصطلح بمحبي موسيقى الهيفي ميتال في مصر. 

أسطورة عَبَدَة الشيطان: 19 عاما على مطاردة "المَتّيلة"

في مساء السبت، أعلنت نقابة المهن الموسيقية برئاسة المطرب هاني شاكر إلغاء عدة حفلات لعبدة الشيطان بالقاهرة، وذلك بمداهمة حفلة في يوم الجمعة، وصرّح شاكر لأكثر من قناة فضائية أن الفرق كانت من دول متعددة منها أمريكا وقطر وأنهم يرتدون ملابس غريبة، بالإضافة إلى أن منظمي الحفلة لم يكن لديهم تصريحات من نقابة الموسيقيين. 

كانت هناك حفلة هيفي ميتال مُعلَن عنها بالفعل من فترة طويلة، موعدها كان يوم السبت 20 فبراير/ شباط وتقام في فندق آمون بالمهندسين بتنظيم من نادر صادق. وتشارك فيها فرقة Inquisition الأمريكية و Perversion الإماراتية و Smouldering In Forgotten البحرينية، بالإضافة إلى فرقة العزيف المصرية. 

 

بوستر الحفل

ذكر هاني شاكر في تصريحاته أن مداهمة حفل يوم الجمعة ساعدت على إلغاء عدة حفلات لعبدة الشيطان، منها حفلة في اليوم الذي يليه، ولكن في المقابل صرّح نادر صادق للمنصة أن هناك حفل واحد في شهر فبراير/شباط، ولكنه قُدِّم ليقام يوم 19 بدلا من عشرين، وذلك في مطعم شهرزاد بوسط البلد بدلا من فندق آمون.

التصريحات الإعلامية للنقابة كان لها شقين، الأول هو عدم وجود تراخيص وتصريحات لمقيمي الحفل، والثاني أخذ أبعادا عديدة، منها أن مقيمي الحفل وفرقه من عبدة الشيطان، ومنها أنهم من دول مثل أمريكا وقطر. على الرغم من غياب أي فريق قطري من إعلان الحفل.

في محاولة لشرح موقف نقابة الموسيقيين، صرّح طارق مرتضى، المتحدث باسم النقابة، لموقع المنصة قائلا: "صانعو الحفل أقاموه في (بار)، هم يلعبون موسيقى ميتال ويرتدون ملابس سوداء ويتصرفون بطريقة غريبة، مما يجعلهم أقرب لعبدة الشيطان".

أضاف مرتضى أنه لا يستطيع الجزم إن كانوا عبدة شيطان أم لا: "كان يهمنا أن نعرف إن كانوا يملكون تصريحات أم لا، واكتشفنا أنهم لا يملكونها، التصاريح ضرورية طالما صعدوا على المسرح، وأيضا لوجود موسيقيين أجانب بالحفل، أما التأكد من مسألة عبادة الشيطان فهو أمر لا يخصنا، إنما يخص الشرطة". 

من جهته علّق نادر صادق منظم الحفل وأحد المشاركين فيه للمنصة أن الحفل تم بالفعل ولم يُلغ، وحضره حوالي 200 شخص، وخرجوا سعداء بالحفل، وإذا كانت هناك عبادة شيطان لأوقفت النقابة - التي تملك حق الضبطية القضائية - والشرطة الحفل. 

أضاف صادق: "حتى الفريق الأمريكي خرج إلى الشارع بالمكياج الذي كان يضعه على المسرح، واهتم الناس في الشارع بالتصوير معهم ببساطة".

أكّد صادق أنه حصل على تصريح من أحد أقسام الشرطة، وأن مسألة التصريحات برمتها المسؤول عنها هو صاحب المكان المستضيف وليس أفراد الفرق، وأنه صريح مع الأماكن التي تستضيف حفلاته في الإشارة إلى إنه سيلعب موسيقى "ميتال"، تلك التي نسبها الإعلام لفترة على أنها عبادة للشيطان.

أسطورة عَبَدَة الشيطان: لماذا أكتب الآن؟

إحدى الفرق التي شاركت بالحفل، وهي الفرقة الأمريكية Inquisition تحتوي كلمات أغانيها بالفعل عن مضمون فيه احتفاء بالشيطان، ولكن صادق ينفي أن يكون الأمر فيه شيء بعيد عن الموسيقى، يقول: "كان الأمر مجرد حفل موسيقي للميتال، لم تكن هناك طقوس عبادة مثلا، أنا محب للميتال، وإذا تحدث لي شخص على أنه يعبد الشيطان سأسخر منه".

وفي حين أعلنت نقابة الموسيقيين أنها ألغت بالتالي حفلات أخرى ستقام هذا الشهر، نفى صادق الأمر، وقال إن أقرب حفلة ستتم بعد شهور. 

ولا يستبعد صادق أن تكون هناك فرق أخرى قد أبلغت عن حفله بسبب الغيرة من نجاح حفلاته.

فرقة "العزيف" المصرية التي كانت ستشارك في الحفل مثار الجدل، كانت أصدرت بيانا تعترض فيه على طريقة صادق في إدارة الحفل هذا الذي أدى إلى انسحابها من المشاركة فيه، ولكنها بعد الجدل عادت وأكدت أن سبب الانسحاب هو عدم الاتفاق بينهم وبين إدارة صادق وأن الاختلاف لا ينبع من أي خلافات متعلقة بمضمون الحفل، وأنهم مستعدون للدفاع عن الاتهامات التي يطلقها الإعلام على موسيقيي الميتال ومحبيه. 

قبل 19 عاما داهمت الشرطة المصرية منازل العديد من الشباب المحبين لموسيقى الميتال في مصر، وقبضت على العشرات منهم واتهمتهم بعبادة الشيطان، ولقت القضية تغطية إعلامية كثيفة، في حين خرج كل هؤلاء الشباب بدون محاكمة وبدون أن يثبت الاتهام عليهم. ويعيد حادث يومي الجمعة والسبت ذكريات هذه القضية، وربط حفلات موسيقى الهيفي ميتال بعبادة الشيطان. 

أسطورة عَبَدَة الشيطان: شهادة "ميتالهيد" في السجن