بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد رئيس جهاز المخابرات النيجيري، السادة رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، السيدة الأمينة التنفيذية لسيسا، السادة مسؤولي الاتحاد الأفريقي، السادة ممثلي رؤساء الأجهزة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني أن أتوجه بالتحية إليكم اليوم في بلدكم الثاني مصر، والتي تسعد بتواجدكم فيها، وبصفتكم رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية المسؤولين عن الحفاظ على أمن واستقرار دول قارتنا الأفريقية الحبيبة، فإنني أؤكد أنه من دواعي سروري البالغ أن أتواجد اليوم معكم في مؤتمركم الـ17 بالقاهرة كأول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بالمشاركة في أعمال لجنتكم الموقرة.
السيدات والسادة،
لا يوجد أمامنا سبيل سوى الاستمرار في بذل أقصى الجهد للحفاظ على أمن ووحدة قارتنا، لتحقيق أحلام وتطلعات شعوب أفريقيا العظيمة، في أن تنعم بالاستقرار والازدهار المنشود لكل مواطنيها. وتأتي اجتماعاتكم اليوم في ظل تحديات تشهدها قارتنا وكافة مناطق العالم، وفي مقدتمها المخاطر المرتبطة بالإرهاب العابر للحدود، متعدد الأوجه والأذرع والذي يعمل على تفتيت المجتمعات، وهدم مفاهيم الدولة الوطنية لصالح ترويج أفكار متطرفة، تدعو لكراهية الآخر، وتعرقل كل ما من شأنه دفع الإنسانية إلى الأمام. كما تربك خطى دولنا الأفريقية تجاه تحقيق تنميتها ورخائها المستهدف.
ولمواجهة ذلك تتبلور أهمية دور لجنة سيسا بالتنسيق مع كافة الآليات الأخرى ذات الصلة، والتي تفرض عليها تلك المتغيرات أن تتكاتف وتكمل مسيرتها لمواجهة الإرهاب بشكل جاد وحازم، إسهاما في تجفيف منابعه ومحاصرة أنشطته، وحماية البشرية كلها من أخطاره المحدقة.
السيدات والسادة الحضور،
تواجه قارتنا خلال تلك المرحلة أزمة فيروس كورونا العميقة، التي حملت أعباء لم تكن متصورة، وأصبحت تمثل تهديدًا غير تقليدي للأمن والاستقرار في كل دولنا. ومن هذا المنظور، هناك دور هام لكل أجهزتنا الأمنية للتعاون والإسهام بدور فعال لمواجهة هذا التحدي.
ولعل تنظيم مؤتمر القاهرة الـ17 للجنة سيسا تحت شعار تكامل جهود أعضاء سيسا لمواجهة تداعيات استمرار فيروس كورونا، يعد أبرز دليل على إدراك لجنة سيسا الموقرة لحجم التحدي البالغ الذي يتنامى مع الوقت. ودفعنا لتنظيم هذا المؤتمر بصورة هجين لم نكن نتمناها.
السيدات والسادة،
إضافة للمخاطر المرتبطة بالإرهاب وفيروس كورونا، فإنني أشيد بالدور المحوري للجنة سيسا في متابعة ورصد التوصيات بشأن مجابهة باقي التحديات الأمنية التي تفرض نفسها على دول قارتنا العظيمة، ومنها مسائل الهجرة غير الشرعية والبطالة، والأمن السيبراني والجريمة المنظمة، وكذا تداعيات عدم الاستقرار السياسي في بعض دولنا وغيرها.
السادة رؤساء وممثلي الأجهزة،
في نهاية كلمتي أود أن أشير إلى أن نجاح منظومة العمل الأمني متعدد الأطراف تحت مظلة سيسا، سيسهم بشكل مباشر في خدمة أهداف الأمن الإقليمي والدولي. وفي هذا الصدد، ولخدمة هذا الهدف، فإنا علينا مداومة الجهد لتطوير أدوات عملنا، وصور تكاملنا بشكل يستجيب للتحديات العديدة الناشئة وغير التقليدية.
ضيوف مصر الكرام،
إنني على ثقة بأن لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، سيسا، لديها الإمكانات والخبرات التي تؤهلها للتغلب على التحديات الحالية متعددة العناصر، والمضي قدما في مسيرة التكامل الأمني، ومصر يسعدها أن تتولى رئاسة سيسا وتستكمل تنسيقها وإسهاماتها لأشقائها الأفارقة بما يسهم في رفع القدرات للحد المناسب الذي يساعد على التغلب على التحديات الأمنية التي تحيط بدولنا.
وختاما، أرجو الله تعالى أن تكلل أعمال اجتماعاتكم بكل التوفيق، وأن تكون نتائجها انطلاقة واستكمالا لتعاوننا المشترك لما فيه صالح قارتنا الأفريقية وشعوبنا ولجنتنا الموقرة سيسا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة في القاهرة، عبر الفيديو، بحضور رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط