بسم الله الرحمن الرحيم،
أصحاب الفخامة والسمو والسعادة،
السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي أن أعرب عن سروري للتواجد معكم اليوم في الاحتفالية الخاصة بمرور 75 عامًا على إنشاء منظمة اليونيسكو. وهي مناسبة تكتسب طابعًا خاصًا، كونها تمثل احتفاءً عالميًا بالدور الذي تضطلع به المنظمة منذ إنشاءها. فالحفاظ على التراث والثقافة والذاكرة الجمعية للإنسانية، فضلًا عن عملها في دعم التعليم وتعزيز العلوم والتكنولوجيا، ونشر المعرفة والقيم الأخلاقية في جميع أنحاء العالم.
وأود بهذه المناسبة أن أهنئ السيدة المديرة العامة على إعادة انتخابها لفترة ثانية، متمنيًا لها التوفيق في مهمتها.
السيدات والسادة،
تفخر مصر بكونها ضمن الدول المؤسسة لمنظمة اليونيسكو. ولقد تطورت علاقاتها بالمنظمة على مدار عقود، لتصبح نموذجًا للتعاون البناء على مختلف الأصعدة. ويعد مشروع التعاون مع المنظمة لإنقاذ معبدي أبو سمبل وجزيرة فيلة من الغرق، والذي استمر على مدار عقدين من القرن الماضي، أحد أبرز تجليات هذا التعاون وأهمها، لما يمثله من تجربة مهمة في تاريخ عمل المنظمة ومسيرتها في حماية التراث العالمي.
ومنذ ذلك الحين، تحرص مصر على التعاون المستمر مع المنظمة، بدأ في حماية المواقع المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمي. كما تولي مصر اهتمامًا دائمًا للمشاركة الفعالة في مختلف أجهزة المنظة وأنشطتها وبرامجها الفنية في مختلف المجالات. بما في ذلك صياغة ومتابعة الاتفاقيات الدولية في إطار المنظمة، كالاتفاقية الدولية لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية لعام 1970، والاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي لعام 1972.
وإننا إذ نحتفل بهذه المناسبة التاريخية في مسيرة المنظمة، فإننا نؤكد على أهمية تركيزها على الأهداف والمجالات التي أنشئت من أجلها في مجالات التربية، والعلوم، والثقافة، وعلى رأسها رفع مستوى التعليم وتطوير المؤسسات التعليمية، وحماية التراث الثقافي والتعريف به. والعمل على تناغم الثقافات والحضارات، وذلك في إطار احترام سيادة الدول، وخياراتها والابتعاد عن تأسيس عملها.
السيدات والسادة،
تتزامن هذه الاحتفالية مع الطفرة الهائلة التي شهدها قطاع الآثار في مصر خلال السنوات الأخيرة، والتي تجلت في العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة. مشروعات ترميم وتطوير وتأمين الآثار، مما يليق بعظمة التاريخ المصري بكافة مراحله، وافتتاح عدد من المتاحف الجديدة في مقدمتها المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي تابع العالم حفل افتتاحه، وموكب المومياوات الملكية الذي تضمنه.
كما ستقدم مصر إلى العالم قريبًا المتحف المصري الكبير الذي سيمثل أحد أكبر متاحف العالم، وأكثرها ثراء، ومتحف العواصم المصرية في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وغيرها، لتصبح هذه المتاحف مسارات لتقديم وعرض ثراء وتنوع الحضارة المصرية للعالم أجمع.
السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
مجددًا أتوجه بالتهنئة إلى منظمة اليونيسكو بمناسبة الاحتفال بمرور 75 عامًا على تأسيسها، متطلعًا إلى تعزيز علاقات التعاون المصري معها، وذلك امتدادًا للشراكة الطويلة بين مصر والمنظمة على مدى عقود، والتي نتطلع إلى مزيد من تطويرها وتعميقها، تنفيذًا لأهداف المنظمة النبيلة في خدمة الثقافة والعلوم والحضارة الإنسانية. وشكرًا.
ألقيت الكلمة في باريس عاصمة فرنسا، بحضور الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وعدد من رؤساء الدول الأعضاء في منظمة اليونيسكو.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط