تأسست مجموعة فيشجراد أو v4 في 15 فبراير/ شباط 1991 بين أربع دول من أوروبا الوسطى، وهي بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا، وأطلق اسم التجمع على اسم مدينة فيشجراد الواقعة فى شمال العاصمة المجرية بودابست، التي اجتمع فيها زعماء التحالف للمرة الأولى.
كلمة السيسي:
إن العلاقات التي تجمع بين مصر ودول الأعضاء في تجمع فيشجراد، هي تجمع صداقة تاريخية، نعتز بما تشهده من تعاون وثيق في مختلف المجالات. وبامستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائي والمتعدد. كما نؤكد تطلعنا لمواصلة تطوير مجمل هذه العلاقات، لنصل إلى شراكة استراتيجية بين الجانبين.
لقد واجه العالم في العامين الماضيين تحديات جمة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية كافة، نتيجة جائحة كورونا. وقد أثبتت.. وقد أثبت استمرار الجائحة منذ قرابة العامين، أن البشرية مثلما تتشارك فالأخوة الإنسانية، فإنها عرضة كذلك للتشارك فيما تواجهه من تحديات. مهما تفاوتت مستويات تقدمها، بما يفرض على المجتمع الدولي تضافر جهوده، وتعزيز التعاون بين شتى الدول.
وفي ظل إدراك مصر بخطورة التباين في مسارات التعافي الاقتصادي بين الدول، فقد حرصت مصر على السعي لتوطين صناعة اللقاحات، ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، ولكن أيضا للتصدير إلى القارة الأفريقية، في محاولة منا لرأب الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة في تلقي اللقاح.
ونتطلع في هذا الصدد بالتعاون مع دول التجمع لتحقيق هذا الهدف.
صحيح إحنا تحدثنا اليوم في موضوعات كثيرة، كالهجرة غير الشرعية، وأيضا الإرهاب، وموضوعات أخرى. وأنا أقدر وأثمن جدا مواقف صديقي فخامة رئيس الوزراء فيكتور، وأيضا أصدقاءنا من بولندا ومن، يعني، سلوفاكيا، فيما يخص دعم مصر.
وأنا اسمحولي أتكلم، وأخرج عن سياق حتى الكلام المكتوب، وأقول إن.. أنا عايز أقول إن في فرصة هنا من خلال هذا المؤتمر، وأكيد أصدقاءنا الأوروبيين بيسمعوا. أنا أتصور إن.. الهجرة غير الشرعية كعنوان، هي، هي تعكس شكل من أشكال حقوق الإنسان اللي مفقودة في منطقتنا، بس من منظور مختلف. مش منظور فقط التعبير عن الرأي والممارسة السياسية، لكن أيضا حقوق أخرى كثيرة جدا، لم تتوفر بعد في منطقتنا.
وهل الدول الأوروبية مستعدية أن تساهم وتشارك في.. مع هذه الدول، لتحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية، ويمكن الثقافية، حتى نصل إلى مقاربة مختلفة لفهم، فيما يخص حقوق الإنسان اللي إحنا دايما بيبقى موضوع، موضوع جدلي بيتم بينا، بين، أنا بتكلم على مصر على سبيل المثال، وبين أصدقاءنا الأوروبيين؟
أنا مش رافض إن إحنا نناقش هذا الموضوع ونتكلم فيه، ولكن من أنهي مقاربة؟ من مقاربة ل.. إنك توفر حياة كريمة لـ100 مليون مصري؟ طب وإنتوا مستعدين كأصدقاء أوروبيين ودول مهتمة بحقوق الإنسان أن توفر لنا ذلك؟ إنتوا مستعدين توفرولنا فرص إن إحنا يبقى في توأمة مع جامعاتكم الأوروبية المتقدمة، إنها تبقى موجودة مع جامعات مصرية، حتى تقدم نوع من التعليم الجيد الذي يناسب متطلبات العصر؟ هل إنتوا مستعدين إن إنتوا تنقلوا جزء من الصناعة في بلادكم لبلادنا، توطنوها، حتى نوفر فرص عمل لأكتر من 65% من شعبنا من الشباب؟
هل إنتوا مستعدين تعملوا ده؟ ولا إحنا بنطلب مطالب، هذه المطالب فقط القيادة السياسية اللي موجودة في الدول المطلوب إن هي توفر المعايير اللي إنتم متصورينها؟
أنا أتصور إن إحنا محتاجين يبقى في شكل أعمق في النقاش والحوار بينا فيما يخص هذا الأمر. صحيح في مصر لم تخرج مركب هجرة غير شرعية، بس أنا عايز أقول نقطة مهمة، كل الهجرة اللي جت لمصر من الدول الأفريقية، ومن الدول اللي كان فيها مشاكل، وصلت حتى الآن في مصر لـ6 مليون. 6 مليون مواطن ومواطنة من أفريقيا ومن دول أخرى حصل فيها عدم استقرار. بس مصر أبت من منظور حقوق الإنسان إنها تسمح بالمزايدة على، بالمزايدة ب، بهذه ال، إحنا بنسميهم في مصر ضيوف، مابنسميهومش لاجئين. وماعندناش معسكرات للاجئين في مصر. هم بيعيشوا زي كل المصريين ما بيعيشوا. بيتعلموا في مدارسنا، وبيتعالجوا في مستشفياتنا.. حتى اللقاحات لما عملناها، رغم إن إحنا ماكناش قدرنا إن إحنا نقدر نوصل بحجم، يعني، بسرعة زي ما حصل في الدول الأوروبية المتقدمة.
وأنا مش هانسى إن أنا أشكركم على الإهداء الـ240 ألف لقاح، ولا أيضا الدول الأوروبية اللي قدمت إهداء.. يعني.. هدت مصر بلقاحات في هذا الأمر.
لكن أرجع تاني أقول.. إذا كنا بنتكلم على الهجرة غير الشرعية، فمصر فيها 6 مليون هجرة مواطن غير شرعي. بيقيموا في مصر ليس في معسكرات لاجئين. ولن نقبل من منظور أخلاقي وإنساني إن إحنا نسيبهم يتحركوا في اتجاه أوروبا، ويلاقوا مصيرهم في البحر.. ويلاقوا مصيرهم في البحر.
لأ، إحنا قلنا، لأ إحنا مش هانسمح بده، حتى لا نصدر المشاكل لأوروبا. وأيضا حتى لا نلقي بهؤلاء الناس إلى المجهول في البحر، أو للمجهول، للضياع يعني.
فأنا عايز أقول بس لأصدقاءنا، ولكل من يسمعونا، إن مصر دولة تسعى بإصرار، وبعزيمة قوية جدا، من أجل التقدم والتحضر في كافة المجالات. والجهد اللي بذل في مصر خلال ال7 سنين اللي فاتوا، هو خير دليل على ذلك، حتى نوفر حياة كريمة.
إحنا في مصر أطلقنا مبادرة، تستهدف تحسين حياة 60 .. أنا بقول، هم 58 مليون.. 60 مليون إنسان في الريف المصري.. بكل ما تعنيه هذه الكلمة من.. وما تحمله.. الرقم ال.. المحطوط لهذا الأمر، يقارب 600 مليار جنيه مصري، في 3 سنوات، حتى نغير حياة الناس في كافة المجالات، في التعليم، في الصحة، في.. أنا آسف يعني، في الصرف الصحي، في محطات المعالجة، في الطرق، في مياه الري.. كل شيء.
أقصد أقول في ده إيه؟ أنتم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها، وتحترم شعبها بشكل كامل. والحقيقة يعني، يعني مش مناسب أبدا إن إنتوا تشعرونا.. أنا ماحصلش نقاش زي كدة هنا عشان بس ماحدش يتصور إن كلامي انعكاس لحاجة حصلت في اللقاء (يبتسم الرئيس).. لكن أنا بتكلم لأن تفهم أصدقاءنا في مجموعة فيشجراد لما يحدث في مصر، هو مهم، ولكنه لا يكفي.
أنا يهمني إن أصدقاءنا الأوروبيين أيضا يبقوا متفهمين ما يحدث في مصر. نحن، نحن قيادة تحترم شعبها، وتحبه، وتسعى من أجل تقدمه، مش محتاجين أبدا إن حد يقولنا إنتم معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز.. لا لا لا.. أنا مسؤول عن إحياء 100 مليون نفس، والحفاظ عليهم. ده أمر ليس باليسير. إنتوا بتتكلموا، وأخي في المجر عنده 10 مليون. وبولندا أهي 40 مليون تقريبا، والتشيك بردو يعني قارب ال، يعني 10، 10، 10، 40 تقريبا...
100 مليون.. عايزين.. وبعدين إيه.. دول 65% منهم شباب، عايز يعيش عنده أمل.
فأنا مش عايز أطول أكتر من كدة، لكن عايز أقول لأصدقاءنا في الفيشجراد: أنا بشكركم على مواقفكم الداعمة لمصر في كافة المجالات، وبطلب منكم المزيد. شكرا جزيلا.
ألقيت الكلمة في العاصمة المجرية بودابست، بحضور رؤساء كل من جمهورية المجر، والتشيك، وبولندا، وسلوفاكيا.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط