بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة،
السيدات والسادة،
أود بداية أن أتقدم بخالص الشكر للسيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة على مبادرته بالدعوة لهذه القمة المهمة، وحرصه على أن تعقد في مواعيدها بشكل افتراضي، دون تأجيل، بالرغم من كافة الصعاب والتحديات التي أصبحنا نواجهها بشكل يومي، ارتباطا بالتبعات السلبية لجائحة كورونا.
السيدات والسادة،
تعقد قمتنا اليوم في خضم لحظة محورية دقيقة يعيشها عالمنا، تتطلب منا بذل المزيد من الجهد للتصدي للتحديات المركبة التي يتعين علينا مواجهتها. ولعلكم تتفقون معي أن تأسيس نظم غذائية مستدامة تحقق الأمن الغذائي لمجتمعاتنا، لهي مسألة تأتي على رأس أولوياتنا جميعا، خاصة وإنه في ظل تفاقم ظاهرة تغير المناخ، وما تتسبب فيه من ارتفاع في معدلات درجات الحرارة، وندرة في المياه، وتدهور لجودة التربة، وتصحر لمساحات هائلة من الأراضي الزراعية، وتبعات ذلك الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك على الأمن الغذائي، فضلا عن الأوضاع السياسية المعقدة في بعض الأنحاء.
فإن خطر المجاعة بات يهدد الكثير من مناطق العالم، خاصة في أفريقيا، ويتطلب إيجاد حلول سريعة وفعالة لإنقاذ الملايين من البشر، غالبيتهم من النساء والأطفال، من هذا التهديد الوجودي، الذي يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بكافة مشتملاتها.
ومن هنا، فقد أدركت مصر منذ وقت مبكر ما تمثله هذه القمة من فرصة مواتية لطرح أفكار وحلول لتلك التحديات، فضلا عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به في تعزيز التعاون الدولي، وحشد التمويل اللازم في هذا الصدد.
وعليه، فقد سارعت مصر بالقيام بدورها في إطار العملية التحضيرية للقمة، وطنيا وإقليميا، فعلى المستوى الوطني دشنت مصر حوارا وطنيا شاملا منذ ديسمبر 2020، ضم كافة المؤسسات الحكومية المعنية، وممثلي القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، أسفر عن التوافق على وثيقة وطنية للتحول لنظام غذائي صحي ومستدام.
كما انضمت مصر إلى تحالف التغذية المدرسية، اقتناعا منها بأهمية توفير غذاء صحي للطالبات والطلاب، ومحورية مساهمة الشراكات الدولية في تحقيق هذا الهدف، حيث باتت مصر إحدى أكبر الدول تنفيذا لهذا البرنامج في المنطقة.
أما على المستوى الإقليمي، فانخرطت مصر في صياغة موقف أفريقي موحد خلال القمة، يعكس أولويات شعوب القارة، وخصوصية تحدياتها ذات الصلة بالأمن الغذائي، ونعتزم استمرار العمل مع أشقائنا الأفارقة لمواجهة هذه التحديات، سعيا للإسراع في تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.
السيدات والسادة،
إنني لعلى ثقة أن ما ستشهده قمتنا من مداولات ونقاشات ثرية، ستساهم في دعم عملنا تجاه تحقيق الأمن الغذائي لمواطنينا، وفي ترسيخ الحق في الغذاء كأحد الحقوق الأساسية للشعوب.
ومن ثم، في تقديري، أن نجاحنا اليوم مرهون بمدى قدرتنا على الخروج بنتائج تساهم في صياغة نظام غذائي مستدام وطموح، قابل للتنفيذ، يراعي خصوصيات كل دولة، وأولوياتها، دون فرض رؤية أو نماذج محددة.
وتوفير الدعم المطلوب عبر تطوير آليات تمويلية خلاقة، وتعاون دولي فعال، يجمع الدول بأطراف المنظومة الأممية، وشركاء التنمية، مع وضع آليات متابعة فعالة ومرنة وطنيا ودوليا، تساهم في تحقيق أهدافنا المنشودة، وتطلعاتنا المشروعة لتلبية احتياجات شعوبنا جميعا.. وشكرا.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط