صفحة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية على فيسبوك
الرئيس السيسي يلقي كلمة عبر الفيديو كونفرانس في اجتماع رؤساء الدول والحكومات حول المناخ، 20 سبتمبر 2021

نص كلمة السيسي خلال اجتماع رؤساء الدول والحكومات حول المناخ 20/9/2021

منشور الثلاثاء 21 سبتمبر 2021

بسم الله الرحمن الرحيم،

السيد بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا،

السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة،

السيدات والسادة،

أود بداية أن أعرب عن الشكر للدعوة عن هذا الاجتماع المهم.

سوف أركز حديثي اليوم حول ثلاث رسائل مهمة، كما يلي:

أولا: لقد جاء التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ ليؤكد أن تغير المناخ قد بات حقيقة مفزعة، إذا ما كنا ننشد تحقيق هدف الـ1.5 درجة مئوية الذي نص عليه اتفاق مارس. وعليه فإن مصر تؤكد على أهمية تحمل الدول المتقدمة لمسؤولياتها في خفض الانبعاثات. بما في ذلك من خلال تحديث مساهماتها المحددة وطنيا، تحت اتفاق باريس، وتنفيذ التزاماتها السابقة عن فترة ما قبل 2020 تحت الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ. ونتطلع إلى أن تخرج الدورة القادمة لمؤتمر الأطراف في المملكة المتحدة بنتائج إيجابية على تلك الأصعدة.

وبالتوازي مع ذلك نؤكد على قيامنا في الوقت الراهن بالدراسة المتأنية لأفضل سبل تحديث مساهماتنا المحددة وطنيا، والتوقيت المناسب لذلك اتساقا مع أولوياتنا التنموية. وتنفيذا لالتزامنا الدولي بأحكام اتفاق باريس. وبحيث تمثل مساهماتنا المحدثة محفزا وداعما لجهودنا التنموية. ولمساعينا للتعافي من تبعات جائحة كورونا لا عبئا عليها. وإعمالا لمبدأ المسؤولية المشتركة، متباينة الأعباء والقدرات المتفاوتة للدول.

ثانيا: يمثل التكيف مع تغير المناخ أولوية قصوى لدولنا النامية. خاصة في القارة الأفريقية التي تعاني من التبعات الأشد وطأة للظاهرة. لاسيما المتعلقة بندرة المياه والجفاف وتصحر الأراضي وتهديد الأمن الغذائي.

ومن هذا المنطلق فإن مصر تدعو إلى التعامل بجدية مع أي إجراءات أحادية تساهم في تفاقهم تبعات تغير المناخ، وفي مقدمتها إقامة السدود على الأنهار الدولية دون توافق مع دول المصب على قواعد ملئها أو تشغيلها.

كما تشدد مصر على أهمية التعامل مع قضايا التكيف على قدم وساق مع الجهود الرامية لخفض الانبعاثات. وإلى خروج الدولة القادمة لمؤتمر الأطراف برئاسة المملكة المتحدة بخطة تنفيذية واضحة لتفعيل الهدف العالمي للتكيف تحت اتفاق باريس. وإلى تعزيز الدول المتقدمة للأقسام الخاصة بالدعم المقدم لصالح جهود التكيف بمساهماتها المحددة وطنيا.

 فضلا عن ذلك، ندعو الجميع إلى الانضمام للشراكة المصرية البريطانية القائمة منذ 2019 في موضوعات التكيف، والتي أسفرت عن نتائج إيجابية في مقدمتها تأسيس تحالف عمل التكيف الذي نعول عليه كثيرا لتعزيز هذا الجانب شديد الأهمية من عمل المناخ الدولي.

ثالثا: إن قدرة دولنا النامية على تعزيز عمل المناخ ورفع طموحه، يتوقف على ما يتوفر لها من وسائل وآليات التنفيذ، وعلى رأسها تمويل المناخ. وإننا نشعر بالقلق إزاء الفجوة الراهنة في تمويل المناخ، بين ما تحتاجه الدول النامية لتنفيذ التزاماتها وفقا لاتفاق باريس، وبين ما هو متاح. فلا تزال الدول المتقدمة عاجزة عن الوفاء بتعهد الـ100 مليار دولار سنويا.

كما لا تزال الدول النامية تواجه صعوبات جمة في النفاذ إلى التمويل المتاح. وفي ذات السياق فإننا نرحب بدعوة السكرتير العام إلى توجيه  نصف حجم التمويل المتاح إلى جهود التكيف. ونتطلع لأن ينعكس صدى تلك الدعوة على عمل آليات تمويل المناخ بما في ذلك صندوق المناخ الأخضر. على نحو يساهم في تعزيز عمل المناخ بالدول النامية، ويرفع عن كاهلها الكثير من الأعباء الناجمة عن تداعيات جائحة كورونا.

ختاما، أود التأكيد على تطلع مصر إلى العمل مع المملكة المتحدة، سعيا لخروج الدورة القادمة لمؤتمر الأطراف بنتائج متوازنة، تصب في مصلحة الجميع. كما نتطلع أيضا إلى استضافة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف في 2022 بالإنابة عن القارة الأفريقية، والتي سنعمل على أن تكون نقطة تحول جذرية في عمل المناخ الدولي، بالشراكة مع كافة الأطراف لمصلحة قارتنا والعامل أجمع... وشكرا.


ألقيت الكلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بحضور  بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وعدد من رؤساء الدول والحكومات.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط