الحسيني: فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي معانا على التليفون، أهلا بسيادتك يا فندم.
السيسي: سلامو عليكو
الحسيني: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا فندم، إزي حضرتك يا فندم؟
السيسي: يعني، طبعًا ما، يعني، قلت أتكلم لما لقيت الـ.. بنتي بوسي بتتصل وكده.
الحسيني: إحنا نتشرف.
السيسي: أولًا عشان أشكرها على جديتها وعلى.. اللي هي الست بنت البلد، اللي مابتتخلاش أبدًا عن أسرتها وعن أهلها، وبتكافح في مهنة وقاسية وصعبة، يعني قلما ما يعمل فيها حد، فكان لما لقيتها إنها موجودة ع التليفون معاك، قلت ما يصحش إن أنا ما اتلمش يعني.
الحسيني: اتفضل
السيسي: أولًا أنا بشكرك على التقرير، وبشكرك على إن إنتوا بتجيبوا الحالات ديت، وأنا، يعني أنا ببقى بعمل ومولع التلفزيون، تيجي حاجة قدام مني، أقول دي فرصة جميلة إن أنا أشوف ولادي وأهل بلدي بيعملوا إيه، وبعدين لو في حاجة نقدر نعملها، طبعا بنبقى نتشرف إن إحنا نعملها.
فأنا بقول للست بوسي يعني ربنا يديكي الصحة ويكرمك ويوفقك، وكل اللي انتي عايزاه إن شاء الله نعمله، وربنا يعني يعينك على الـ.. يعني سامع ما شاء الله أولادك وأخواتك الولاد والبنات يعني 14، بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
فده حمل كبير قوي، حمل كبير قوي، وإحنا إن كنا نساهم أو نشارك يعني في تخفيف العبء عنك شوية، ده واجبنا. وده حقك علينا. أو حقك يعني، حق كل إنسانة، كل إنسان في مصر، إن إحنا لو في فرصة إن إحنا نساعد، نساعد يعني. أنا بس ده سبب الاتصال يعني.
الحسيني: والله يا فندم إحنا دايمًا بنتشرف بسماع صوت سيادتك، وهل وقت سيادتك يسمح بسؤال أو اتنين مثلًا؟
السيسي: 10 أسئلة.
الحسيني: الله يخليك يا فندم، ألف شكر لحضرتك يا فندم. أنا مش عايز طبعا أثقل على سيادتك، خصوصًا إن حضرتك أشرت إنه ببقى قاعد بشتغل وفاتح قدامي التلفزيون، فكدة الواحد لازم ياخد باله بقى في كل حاجة، عشان مانقولش حاجة نلخبط بيها الدنيا (يضحك)
السيسي: لا لا لا، اشتغلوا على راحتكوا
الحسيني: ربنا يخلي سيادتك.. يا فندم يعني أولا طبعا هو ربنا كمان يكون في عون سيادتك. الحمل اللي على بوسي وعلى مواطنين تانية كتير. حضرتك شايل أعباء ييجي 103-104 مواطن، بس أنا الحقيقة كان سؤالي متعلق بجملة سيادتك: أنا درست مشاكل مصر 50 سنة، قبل ما أبدأ أتكلم فيها... يمكن ده سؤال يبدو بعيد، لكن إيه اللي خلى السيد عبد الفتاح السيسي من قبل أن يكون رئيسًا للجمهورية بيدرس في مشاكل وطنه، بيدرس في مشاكل المصريين، بيحط إيده على همومهم وأوجاعهم؟
السيسي: شوف أنا عايز أقولك. أنا كإنسان يعني، كنت بدأت مبكر قوي القراءة يعني، وكان أول ما كنت أقرا كنت أقرا للـ يعني للكاتب والمفكر الكبير الأستاذ هيكل الله يرحمه يعني، فكنت طبعا في الوقت ده كنت أنا يعني يمكن سني مش كبير قوي ساعتها، كنت أقرأ له بصراحة كان عموده هو وموسى صبري وكل الكتاب الفاخرين اللي كانوا بيكتبوا في المرحلة ديت عن الدنيا في مصر.
ثم طبعا يعني كان في حصل أحداث كثيرة جدًا 62 و67، الأحداث دي كان ليها تأثير كبير جدًا على الواقع في مصر، تأثير كبير قوي، قوي. فيعني أنا ابتديت أدرس من ساعتها ليه إحنا أوضاعنا كده وظروفنا كده، في كل الاتجاهات يعني.
وابتديت من خلال هذه الدراسة اللي هي موضوعية وما فيش فيها انحياز وما فيش فيها تشنج أو تشدد أو تزيد، ابتديت أشكل فهم أعتقد إنه عميق وواسع عن واقعنا في مصر، في كل حتة، بدءًا من الإنسان، ونهاية بكل ما يعني يتصل بيه بقى من تعليم وصحة وعمل وقوانين وحاجات كتير، وثقافة يمكن، وحتى الإشكاليات المرتبطة بالدين، وكده يعني.
فـ.. يمكن الدراسة سببها حب لأهلي وبلدي، ونفسي أشوف بلدي أحسن حاجة في الدنيا، وده أمر ما يتحسبش على أي حد يعني، لا برة مصر ولا جوة مصر، يعني أي إنسان في الدنيا طبيعي إنه يحب بلده، يحب إنها تبقى أحسن حاجة.
بس المهم بقى.. أنت بتحبها بالكلام؟ ولا بتحبها وعايز مستعد إنك أنت تبذل عشانها؟ إحنا عايزين نتوقف قدام الجملة السيبطة ديه. أنت بتحبها بالكلام؟ كإنسان؟ كمصري كمصرية؟ ولا مستعدية.. يعني الأخت، مثال واضح ومثال صارخ، اللي إحنا بنتنكلم عنها في الحلقة بتاعتك، اللي هي الست بوسي. هي بتحب أخواتها بالكلام؟ ولا بتحب أخواتها بالشقى طول النهار عشان توفرلهم مطالبهم هي وولادها؟ خاصة أنت بتقول راجل وست.. يعني كمان هي بترعى ابنها، وهي مش، يعني، مش كبيرة قوي يعني عشان تبقى تقوم بالحمل ده كله. فيا ترى إحنا لو بنحب بلدنا، مستعدين نشقى عشانها؟
أنت بتتكلم في 100 مليون، في منهم 60-65 مليون تحت سن الـ.. يعني من 45 فما دون، يعني لو 10% منهم بيحبوا بلدهم بجد، ومستعدين يدوا العمل بجد لأجل خاطرها، يعني أنت بتتكلم في 6 مليون، تفتكر 6 مليون دول لما يشتغلوا بقسوة، بقسوة على نفسهم، بتجرد، تفتكر يبقى رد الفعل على البلد إيه؟ أنا جبت 10% من إيه؟ من تحت سن الـ45، قلت 10% يعني 6 مليون.
اللي أنا عايز أقصده، أنا ما بقللش من جهد المصريين ولا من عملهم ولا حاجة، أنا أقصد أقول إن كل ما نحب بلدنا تعالوا نحبها صح. تعالوا ندي.. يعني لو أنت ماشي في الشارع ولقيت ورقة وشيلتها، أنا بعتبر ده حب، مش عايز تشوفها شكلها وحش، لو لقيت قالب طوب موجود مرمي جنب الرصيف كده وشيلته حطيته، ده حب، مش حاجة تانية يعني، مش معناه.. بتحب بلدنا تبقى نضيفة وعايزها قوية، وعايزها راقية وعايزها متقدمة، وعايزها عفية.
فـ.. مش عايز أطول عليك في الإجابة.. لكن أتصور الإجابة دي يمكن تكون يعني، ردي يعني.
الحسيني: طيب يا فندم أنا هاستأذن في سؤال كمان، ولكن أستأذن إن بوسي عايزة تدخل يعني تشكر سيادتك.
السيسي: وماله؟ أنا مش عايزها تشكرني، أنا عايز أكلمها عشان أسمع منها وأسمع الناس.
الحسيني: بوسي مع سيادتك يا فندم.
بوسي: إزاي حضرتك يا سيادة الريس؟
السيسي: أهلا وسهلا، أهلا وسهلا بالستات الجدعان.
بوسي: ربنا يا رب يبارك في صحتك يا رب وما نتحرمش منك أبدا والله، ربنا يا رب يديك الصحة.
السيسي: ربنا يديكي إنتي الصحة ويكرمك ويعينك على يعني المهمة الكبيرة اللي إنتي بتقومي بيها.. مش عارف من حقي ولا يبقى قلة ذوق مني لو سألتك أقول يعني الظرف اللي إنتي موجودة فيه من عدد الأخوات والأخوة يعني إذا كان الرقم اللي قاله يعني الأستاذ يوسف يعني بنات وولاد تقريبًا ما شاء الله لا قوة إلا بالله طبعا. ربنا يخلي ويبارك.. 14؟
بوسي: آه ربنا يبالك في صحتك، آه 14.
السيسي: وإنتي الـ15؟ (يضحك الرئيس) ما شاء الله لا قوة إلا بالله. فأنتي، يعني إنتي بتقومي بمهمة عظيمة جدا. عايز أقولك بقى، برد ودي فرصة أتكلم معاكي في ده، تفتكري يعني لو حد قاعد يصلي في الجامع طول الوقت، يبقى اللي بيعمله ده مقارنة باللي إنتي بتعمليه، إنتي بتجري على ده كله، يا ترى الأجر الزيادة فين؟ أجرك كبير قوي.. يعني إنتي ممكن تتمني على الله سبحانه وتعالى، وتقوليله يا رب بحق شقايا على أهلي وناسي، ساعدني في الحكاية الفلانية. أقسمي على الله سبحانه وتعالى بشقاكي وعرقك على أهلك وعلى ولادك، ويلبيلك طلبك ربنا، لأنه سميع مجيب يعني.
فلأ طبعا ماتشكرينيش، أنا تحت أمرك وتحت أمر كل مصري. وده..
بوسي: ربنا يا رب، يعني بص حضرتك، أنا والله مش عارفة أقول لحضرتك إيه، أنا فخورة إن أنا بكلم حضرتك والله، ويارب يديك الصحة ويخليك لينا يا رب ومش عارفة أقول إيه الصراحة والله من فرحتي مش عارفة.
السيسي: تصدقي بالله؟
بوسي: لا إله إلا الله.
السيسي: والله العظيم أنا متشرف إني بكلمك.
بوسي: والله أنا اللي متشرفة بحضرتك جدًا جدًا والله ومش مصدقة، والله ما مصدقة إني بكلم حضرتك.
السيسي: لا لا، ده انا، المهم طبعا شوفي اللي إنتي عايزاه كله نعمله، وإحنا تحت أمرك.
بوسي: ربنا يباركلك يا رب ويديك الصحة ويخليك لينا ويخليك لمصر.
السيسي: ربنا يديكي الصحة والعافية، والصورة اللي جاية في التلفزيون، ده نموذج ومثل، مثل نفخر ونفتخر بيه في بلدنا مصر إن في عندنا يعني أهلنا من المرأة المصرية، مرأة عظيمة ومخلصة وشريفة وشقيانة على أهلها وناسها.. ربنا يكرمك.
بوسي: ربنا يبارك في صحتك يا رب ويخليك، ما نتحرمش منك أبدًا.
السيسي: لا، تحت أمرك، تحت أمرك.
بوسي: ربنا يخليك.
السيسي: لو عايزة حاجة قوليلي، ماتتكسفيش يا بابا.
بوسي: ربنا يخليك يا رب والله ده كده كتير عليا والله اللي هم قالوهولي كتير عليا والله أنا ماكنتش مصدقة.
السيسي: لا لا، ماهو ربنا اللي بيعمل.
بوسي: الحمد لله.
السيسي: ربنا اللي بيعمل مش إحنا.
بوسي: ربنا يا رب يبارك فيك ويديك الصحة ويخليك لينا ويخليك لمصر ولشعب مصر كله يا رب.
السيسي: ربنا يبارك فيكي، ربنا يبارك فيكي ويبارك في أولادك ويبارك في جهدك، وإحنا تحت أمرك، كل حاجة اللي إنتي عايزاها نعملها، بحيث إن إنتي يعني نحاول نساعدك يعني في الـ.. في مهمتك الكبيرة دي. إذا كان البيت والمكان اللي بتشتغلي فيه.. اللي إنتي عايزاه كله إن شاء الله، تحت أمرك.
بوسي: ربنا يا رب يديك الصحة ويبارك فيك، يبارك في حضرتك يا رب.
السيسي: كتر خيرك، كتير خيرك.
بوسي: مانتحرمش منك أبدا، مانتحرمش منك، ربنا يديك الصحة.
السيسي: متشكرين.
الحسيني: شكرًا يا بوسي.. يا فندم أسأل السؤال التاني ولا؟
السيسي: لا لا خد راحتك.
الحسيني: يا بختي.. طيب يمكن حضرتك مهتم جدًا في خلال الـ7 سنين اللي فاتوا في أكتر من مرة بمسألة تجديد الخطاب الديني يا فندم، ومؤخرًا حضرتك اتكلمت كتير جدًا على معركة الوعي لدى المصريين، ومحاولة تغيير ثقافة المصريين للأفضل بعد ما تم صكها لأكتر من 90 سنة بطريقة معينة.
أنا هاخد ده وأستأذن سيادة الرئيس في إن أنا عايز أفهم من وجهة نظر فخامة الرئيس، إلى أي مدى تجديد الخطاب الديني، وخوض معركة وعي، يقدر يوصلنا إلى إنه مثلا ما يبقاش في عندي زيادة سكانية؟ مثلا يبقى في عندي تقدير لقيمة العمل؟ مثلًا يبقى في عندي قبول للآخر دون أن نحكم على الناس بألوانهم وأديانهم وطوايفهم؟
السيسي: شوف أنا هاقولك على حاجة... أولا أنت، يعني، عشان نكون منصفين، أوعى تعتقد إن لتحقيق أهدافك في تجديد أو تصويب الخطاب الديني أو بناء الوعي، أمر ممكن يتحقق في خلال سنة أو2 أو 3، بغض النظر عن الأدوات اللي هاتستخدمها، ومدى كفاءة هذه الأدوات.. ليه؟ أنت بتتعامل مع البشر، والبشر في فرق كبير قوي إنك أنت تتعامل مع طفل صغير، وإنك أنت تتعامل مع شاب أو راجل كبير، أو شابة، أو ست كبيرة يعني، لأن الإنسان لما بيكبر، بيبقى فرص التغيير بتبقى صعبة، لأن، يعني، هنا مش الموضوعية والمنطق فقط اللي بيحكموا المسار في تغيير أو في بناء الوعي.
لكن النقطة المضيئة في الموضوع إيه؟ إن المصريين خلال الـ7 سنين اللي فاتوا دول، مش الـ7 سنين.. الـ10 سنين.، كان في فرصة عملية، كان في تجربة عملية، كان في خاضوا تجربة يعني شئنا أو أبينا إحنا دخلنا فيها، وبالتالي هم طلعوا منها بدروس لم، لم يتم وضعها من قبل مخططين، يعني ما نقولش إن إحنا كمسئولين عن الدولة حطينا استراتيجيات وكلام من هذا الموضوع لبناء هذا الحجم من الفهم، وعدم الانقياد الأعمى للدين.
أنا بتكلم مش بس ع المسلمين، أنا بتكلم ع المسلمين والمسيحيين في مصر، النقطة دي جات منين؟ جات من الحالة اللي اتشكلت بعد 2011، وحجم التطرف والإرهاب، والتمن اللي مصر دفعته سواء من مواردها أو من ولادها، ولادها وبناتها، الناس اللي استشهدت. الناس اللي أصيبت، الأسر اللي فقدت أولادها، فكل الكلام ده الإعلام كان بيقدمه بتجرد يعني، دون انحياز ضد اللي بيعملوه حتى، لكن بيقدموا للناس، شوفوا.
فده في حد ذاته شكل حالة، أتصور إنها يمكن موجودة في مصر يمكن بالذات بنسبة كبير قوي، هي فكرة، فكرة الميل للدين بشكل، يعني، مطلق بدون تفكير، أتصور إنها تراجعت في مصر، وده هدف ممكن ما قدرش أي رئيس قبل كده يعمله، وأنا ماعملتوش، ده عملته الحالة المصرية.
فنرجع بقى، الخطاب الديني الهدف منه إيه؟ أنا عايز أقولهالك، وأرجو إن الناس كلها تسمعها مني بشكل مبسط جدًا، يا جماعة اللي عمل الدين ربنا، واللي عمل اللي موجود ده بتطوره بردو ربنا، هل تفتكروا ربنا هاينزل دين، الدين ده ممكن يصطدم مع التطور الحضاري والإنساني؟ لو ده حصل أنت كده بتسيء إساءة كبيرة جدا للخالق العظيم، لا أبدًا، ربنا عمل الدين، والدين ده قابل إن هو يعني يتشكل، يتطور، يتطور إيه؟ إحنا بنتكلم في عقائد؟ هو لا إله إلا الله مش ها تتغير، محمد رسول الله مش هاتتغير، الصلاة مش هاتتغير، الصيام مش هايتغير.. ثوابت الدين لا يمكن أبدا حد يناقش فيها، ولكن فهمك لأوضاع التحضر الإنساني.. جيل بعد جيل بعد جيل بعد جيل.. أنت عايز تعمل معالجة وفهم لأمورك الفقهية في إطار التطور الإنساني اللي حصل، بس كده، عشان ما تصطدمش. لأنك أنت الأوائل تصدوا لهذا الموضوع، ولما اتحركوا فيه، اتحركوا فيه عشان يناقشوا قضايا عصرهم، وجندوا فهمهم وحطوا، يعني، يعني، يعني، الفقه استخدموه لحل مسائل عصرهم.
إحنا للأسف مارضيناش نعمل كده؟ فجبنا ثوابت أو ثقافة موجودة بتاعة 500 و100 و1200 يمكن، وخدناها وبنتعامل بيها مع قضايا دلوقتي. فأحنا مش، إحنا بنظلم الدين، وبنظلم الفهم، وبنظلم من غير قصد حكمة الحكيم، حكمة ربنا، ربنا عمل الدين يا جماعة، عمل الدين المسيحي والدين اليهودي وكل الأديان اللي نزلت على الأنبياء والرسل، وعمل الـ.. والحضارة اللي إحنا فيها دي بتاعة ربنا. وإحنا كبشر أدوات فيها، بس إحنا من كتر ما ألفناها تصورنا إن إحنا اللي عملناها، لا لا، ده هو اللي إداك العقل، وهو اللي عارف بفضل الله سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي إن الإنسان ها يعمل إيه جيل بعد جيل بعد جيل.. لو اصطدموا الاتنين مع بعض، ده مش عيب الدين، ده عيبنا إحنا في فهمنا للدين، فيما يخص الخطاب الديني.
طب الـ.. أنت خايف من إيه، يعني أهل الشرائع، واللي هم العلماء.. خايفين من إيه؟ الدين مش هايضيع.. الدين مش هايضيع أبدًا.. لأن ده ربنا سبحانه وتعالى ده، رسل وكتب ربنا نزلها، وحافظها لغاية يوم القيامة.
اللي أنا بس عايز أقوله، لو إحنا ما خوفناش، وتصدينا لهذه القضايا، وزي مابنقول كده: إن أصبنا فلينا أجرين، وإن أخطأنا فلينا أجر واحد، يا ترى إحنا كعلماء دين مستعدين لكده؟ ولا لأ؟ دي نقطة.
النقطة التانية، إن الـ.. في الـ.. كانوا بردو الأوائل بيدرسوا الدين ضمن مناهج الحياة، يعني ضمن العلوم الأخرى، فكان قدرتهم لفهم الدين جاي في إطار رؤية شاملة للواقع والدنيا اللي هم بيعيشوا فيها، فقدرتهم على الاستنباط وعلى إن هم يصدروا أحكام، كانت متسقة مع الواقع اللي هم فيه.
إحنا هنا بيبقى الدين فقط أحكام فقط بنمارسها، دون أن تكون الأمور الحياتية والإنسانية اللي موجودة داخلة في بناءنا الفكري، وبالتالي قد نصطدم من غير ما نقصد يعني. ده فيما يخص الخطاب الديني.
النقطة التانية اللي أنت اتكلمت عليها بناء الوعي؛ بناء الوعي، يعني، يعني عايز أقولك إيه، بردو إحنا في جزء إحنا ما بذلناش جهد فيه قوي، وده كان بردو نتيجة الحالة المصرية، المصريين بقم أكثر خوفًا على بلدهم، وبقوا أكثر يقظة على بلدهم، وبقوا أكثر توجسا على بلدهم، لأن الواقع اللي حوالين مننا، الواقع اللي حوالين مننا في بلاد أخرى جنب مننا، نموذج حي، نموذج حي على إن إحنا المسار ده كنا ممكن يبقى كان قدرنا، أو يكون حظنا كده.
لكن أنا بقولكوا يا مصريين، إن الخالق العظيم قال مصر لأ. صدقوني أنا بقى، إذا كنتوا بتثقوا في كلامي، أنا أعلم بفضل الله سبحانه وتعالى إن ربنا قال مصر لأ، إنتوا تخططوا إنتوا تفكروا، إنتوا تعملوا كل العفاريت اللي في الدنيا، لكن مصر لأ، فخلاص، نجاها، لكن مصر كانت رايحة تنزل من فوق الجبل، ربنا مد إيده سبحانه، جابها من تحت كده وحطها تاني، وقالكوا خلوا بالكوا بقى منها إنتوا يا مصريين.
الوعي بقى اللي إحنا بنتكلم عليه، اتشكل جزء منه دلوقتي، لكن إحنا مع ثورة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، ومواقع التواصل، وكل الكلام ده، بيساهم في إن هو مش يبني وعي.. يبني نقاش.. دردشة.. في منها الطيب وفي منها اللي مش طيب.
إمتى نقدر نقول إن إحنا بنينا وعي كويس؟ عندما نستطيع أن نجد، نعمل بناء علمي في مدارسنا وفي جامعتنا، تطلع عقلية نقدية. عقلية نقدية. يعني لما يسمع الكلام، يفكر، يفكر بموضوعية. لو إحنا قدرنا نعمل كده، يبقى إحنا عملنا حاجز، عملنا سياج مابين المخاطر اللي إحنا خايفين على بلدنا منها، وده اللي هايحميه مين؟ وعي المواطن والمواطنة. دي النقطة التانية.
طب هل الدراما ممكن تعمل ده والإعلام؟ طبعا.. لما تجيب النهاردة تعمل مسلسل زي الاختيار أو غيره.. ده جهد إعلامي تقعد تتكلم فيه 3-4 شهور مايحققش النتيجة اللي يحققها المسلسل أو.. نتفق على ذلك؟
الحسيني: صح.
السيسي: نتفق. إذن الدراما ممكن تقوم بدور لبناء الوعي. والمدرسة أيضًا. ودي العناصر اللي بتقوم في بناء الوعي. المدرسة والجامع والإعلام وأيضا الأسرة.. الأسرة.. فلو إحنا عرفنا نعمل التعليم كويس.. والتعليم الكويس مش إنك تنجح وتجيب 90، لأ، التعليم يعلمك إزاي تفكر، وحجم المعرفة اللي موجود عندك يبقى حجم معرفة مناسب لبكرة بتاعك.
فاللي إحنا بنعمله ده بنيجي نصلح النهارده في التعليم، سواء في المدارس أو في الجامعات، الهدف منه، الهدف منه في النهاية إن أنا أقول للإنسان اللي بيتعلم ده، اعرف من أنت، اعرف من أنت. ده فيما يخص بناء الوعي.
فالخطاب الديني وبناء الوعي هو ده النقطتين اللي أنت اتكلمت فيهم، مش كده ولا في حاجة تالتة؟
الحسيني: مظبوط. أنا كنت هاسأل سؤال تالت، بس مش عارف ينفع ولا ماينفعش؟ أكمل؟
السيسي: لا لا أبدا.
الحسيني: أشكرك. طيب، بالمنطلقات اللي سيادتك ذكرتها في مسألة تجديد الخطاب الديني وبناء والوعي، وإن حضرتك قلت لازم علماء الدين يبذلوا هذا الجهد... هل الإعلام + العلماء، علماء الفقه والشريعة وفلسفة الأديان.. ويمكن أنا هاخد من كلام سيادتك وأقول المسألة مش بس على الدين الإسلامي، ولكن أيضًا على الدين المسيحي، هل من الممكن إطلاق مبادرات لفتح مجال للنقاش؟ مش عايز أسميها فتح باب الاجتهاد حتى لا تفهم خطأ...
السيسي: ليه.. هو الاجتهاد.. هو الاجتهاد.. أنت ليه قلقت إنك تقول الاجتهاد؟
الحسيني: عشان الناس بتفهمنا دايما غلط يا فندم، لما بنقولهم كده..
السيسي: لا أبدًا، بالراحة، أنا عايز أقولك على حاجة.. لا طبعا، لأ طبعا.. الاجتهاد عمر ما حد أبدا يقدر يناقش فيه.. هي الفكرة الأول إيه.. يا ترى في قناعة بالتصويب ولا ما فيش؟ يا ترى في قناعة بإن إحنا محتاجين ندرس ونبحث ونبحث المسألة دي ولا لأ؟ أنا بتكلم ع القناعة الأول. لأن القناعة هاتتحول إلى إرادة. لو أنت النهاردة عندك قناعات في موضوع ما، هايشكل عندك إرادة للعمل لمعالجة هذا الموضوع.
فانا أتصور إن إحنا، يعني، يعني وبقول إن ربنا هايحاسبنا على ده.. شوفوا شكل، شكل الدنيا في العالم، عاملة إزاي، نتيجة نصوص معينة تم، يعني اجتزاءها، واستخدامها بشكل معين، وعملت إيه في الدنيا؟ عملت إيه في العالم؟ خراب حصل قد إيه؟ قد إيه قُتل؟ قد إيه تراجعنا نتيجة الموضوع دوت؟
ده مايديناش تحفيز على إن إحنا نقول نفكر ونعيد بناء فهمنا، ونعيد بناء.. وبالمناسبة خلي بالك، تصويب الخطاب الديني، عشان بس تبقى الأمور واضحة، دي عملية مستمرة، مش عملية مؤقتة تنتهي بعد.. يعني نقعدلها قاعدة والناس تبذل جهد لمدة شهر اتنين تلاة سنة، وتنتهي، لأ. إذا كنا بنتكلم على تصويب الخطا الديني فدي عملية ديناميكية ومستمرة، مستمرة ليه؟ لأن الإنسانية، الإنسانية في عالمنا بتتطور، شكل الدنيا أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وثقافة الناس وممارساتها كانت ليها شكل، ودلوقتي بقت ليها شكل تاني. وبكرة كمان 100 سنة و200 سنة هايبقى ليها شكل تالت وبالتالي عملية تصويب الخطاب الديني وتطوير هذا الخطاب هي عملية مستمرة.
ده اللي أنا عايز أقوله فيما يخص النقطة ديت، فهي ندوة أو مبادرة أو كلام من هذا القبيل، مهم. لكن يا ترى إحنا حاسين كمسؤولين عن ده، بإن إحنا فعلا محتاجين نتوقف، ونتأمل، وندرس، ونشوف؟ ولا إحنا مصرين على مواقفنا؟ لو مصرين على مواقفنا خلاص مش هانقدر نقول إن إحنا، يعني نقدر ننجز المهمة بشكل كويس. القناعة الأول إن إحنا محتاجين نتوقف، إن إحنا ندرس ما نحن فيه، عشان نغيره، لو القناعة دي موجودة، هاتبتدي إرادة العمل في الدراسة والاجتهاد اللي أنت بتتكلم عليه، هاتتحول إلى بقى إيه، إلى.. إلى مسار علمي واجتهادي.
وبالمناسبة، ممكن ننجح في مسألة ونخطئ في مسألة تانية، لا بأس، مافيش حاجة يعني، خايفين من إيه؟ ده الدنيا قاعدة تخبط وبتـ.. الناس بتعمل فيها أمور كتير جدًا، وربنا شايف ومطلع وساكت.. صبور علينا يعني.. ده خالقنا، هو ربنا، هو اللي خالقنا، عارف إن إحنا بشر وبساط وضعاف، وكده يعني.
الحسيني: طيب، سيادتك يا فندم سبق واتكلمت أكتر من مرة على إنه لازم العالم يستوعب حجم التحديات قدام مصر وهو بيتكلم عن الملفات المتعلقة بمصر أو بحقوق الإنسان إلى آخره.
ويمكن مؤخرا كان في بعض القرارات، أنا ما استقبلتهاش بشكل جيد كمواطن كمصري يعني، لكن في رأي الرئيس، لماذا لا يريد العالم أن يستوعب حجم التحدي، وحجم الأثقال اللي موجودة على مصر، وحجم الدور اللي بتلعبه مصر في المنطقة؟
السيسي: شوف، أنا عايز أقولك على حاجة... يعني أنا يهمني الأول إن المصريين يبقوا مقدرين، وما يكونش عندهم إحساس بإن في انتهاك لحقوق الإنسان في مصر. بجد أنا بتكلم.
بس أنا عايز أقولك، حتى النقطة ديت، حتى النقطة ديت مسارنا فيها، لا شك، لا شك، إن إحنا مظاهر الفقر، والجهل، وثقافتنا والأمور اللي حصلت خلال السنين الطويلة اللي فاتت في بلدنا، أدت إلى يعني ممارسات، لا شك، لا شك إنها تبقى مش ، يعني ما تقدرش تقول فيها إنك أنت الحقوق، من منظور حتى الغربي في مصر، بتتنفذ بالشكل اللي إحنا بنتمناه، كنسب في الدولة.. أنا بعترف بكده، أنا بعترف بكدة.. بس قولي أغيرها إزاي؟ ليه بقى؟
هو النهاردة اللي بيقوم.. هو مش إحنا.. هي مؤسسات الدولة هي اللي بتعمل لضبط حركة المجتمع في مؤسسات الـ في الدولة؟ ولا حد تاني؟ يعني في ححد تاني بييجي بيحكم ويمارس عمل في مصر غير مؤسسات الدولة المصرية؟ يعني مننا إحنا... يعني ظابط الجيش وظابط الشرطة، فرد الجيش وفرد الشرطة، كل دول ولادنا. المجتمع قدمه، قدمه ليهم، وهم ده اللي بيقوموا بالممارسات بالمختلفة، لو هم حجم المعرفة وحجم البناء العلمي والإنساني والأخلاقي يمكن، والديني كمان، كان معقول.. صدقني، كانت ممارساتنا هاتبقى أفضل من كده.
أنا بتكلم على الشارع.. ما أنا بتكلم لما حد ييجي يضايق بنت ماشية، ولا ست ماشية، يعني مش من حقك، مش من حقك إنك تعمل كده خالص.. وده أنا بعتبره جزء من انتهاك حقوق الإنسان في مصر، إنك أنت تسيء لناس وتخليهم ماشيين مفزوعين أو خايفين إنك أنت تتحرش بيها أو تتنمر بيها أو حتى تبص عليها.
ده هايتغير إمتى؟ يتغير بالثقافة بس؟ لأ. أولا بالقانون، ليه؟ الدول، الدول لازم يكون في عندها ممارسات قانونية مظبوطة لضبط حركة المجتمع، حقوق وواجبات، حقوق وواجبات، وعقاب لمن يتجاوز يعني.. إحنا رايحين لده.
فأرجع تاني أقول، أنا هاممني في الأول إن إنتوا كمصريين تبقوا متطمنين لده. طب أنا حابب إن إحنا مايبقاش في عندنا أي شكل من أشكال الإساءة اللي بتحسب علينا، أو التجاوز علينا؟ والله أنا.. ربنا اللي يعلم.. ربنا اللي يعلم.
بس بردو أنا عايز أقولك، دولة فيها 100 مليون، وجابهت اللي جابهته خلال الـ10 سنين اللي فاتوا دول، صدقني مش سهل. حافظ على حالة الاستقرار، والناس في وسطينا يا أستاذ يوسف، الناس في وسطينا اللي إحنا بنتكلم عليهم. هم قاعدين ليل ونهار بيتكلموا عكس الاتجاه، وتحويل كل شيء إلى إساءة والتشكيك في كل شيء. مانتهتش الـ.. يعني هم ما استوعبوش الدرس، إن هم يحاولوا ينخرطوا مع المجتمع وإن إحنا نتابع شغله، ونشوف بموضوعية، لأ مافيش كده.. هم بيعتبرونا عدو.. تشكيك وتخريب لو أمكن، وقتل لو أمكن.. كده بيتم.
اللي أنا عايز أقوله في النقطة اللي أنت بتتكلم عليها ديت.. إحنا إن شاء الله يمكن خلال أيام قليلة، أسابيع قليلة يمكن، أنا مش بقول خبر، إحنا هانفتتح أكبر مجمع سجون، واحد من 7 أو 8، هانعمله في مصر. إن شاء الله هاتشوفوه. إحنا جايبين نسخة، نسخة كاملة، كل ما تعمله.. نسخة أمريكية.
الحسيني: أنا شوفت واحد منهم من برة كده، على الطريق وأنا معدي.
السيسي: في وادي النطرون.. ده فيه كل شيء. إحنا عشان نقول إيه.. عايز تظبط وتضمن إن حقوق الإنسان، حتى لو كان إنسان أذنب وهانعاقبه؟ إحنا مش هانعاقبه مرتين، هانعاقبه مرة واحدة بإن هو يؤدي عقوبة في السجن. لكن غير كده لأ، هو قاعد بشكل آدمي إنساني، وده اللي هاتشوفوه في الـ.. في الـ.. في المجمع اللي إحنا بنتكلم عليه.. بنقول حركة محترمة جدًا، إعاشة محترمة جدًا، رعاية طبية محترمة جدًا.. رعاية إنسانية وثقافية وإصلاحية عالية جدًا.. مافيش حركة كتير بقى ياخدوا في عربية التراحيل ويوديه برة.. لا القضا موجود هناك، القضا موجود فين؟ هناك، كل حاجة هناك.
الحسيني: في هناك مجمع محاكم.. منا بشوف أصلي من برة، حتى في.. أنا آسف على المقاطعة..
السيسي: كل حاجة.. هو النهارده اللي أنا عايز أقوله إيه.. عملية إنك أنت تقول أنا عايز أعمل إصلاح في مجالات مختلفة، حقوق الإنسان، أنت عايز، عايز تعمل منظومة، هي، أنا ماعنديش، وماحدش عنده في بلادنا، مفتاح يحطه، يعمل كده، يحل المسألة.. لأ.
الحسيني: والله يا فندم أنا مش عايز أثقل على حضرتك، وإن كنت بطبيعة الحال أكيد ها بقى طماع وأقول يا سلام لو نقدر نطمع في لقاء تلفزيوني في يوم قريب.. يعني أبقى، يعني، خلاص كده أبقى أنا كده عملت كل حاجة أنا عايز أعملها في الشغلانة، قبل ما أطلع معاش. (يضحك)
السيسي: أنا يشرفني والله، إن شاء الله.
الحسيني: يا فندم شرف ليا يا فندم. شكرًا لسيادتك يا فندم، وأثقلنا على حضرتك.
السيسي: أبدًا، أبدًا.
الحسيني: ألف ألف ألف شكر يا فخامة الرئيس. ألف ألف شكر. اتشرفنا يا فندم.
السيسي: متشكر.. متشكر.الحسيني: شكرا سيادتك يا فندم. اتفضل سيادتك.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط