لا يكاد الأب متى المسكين يُذكر دون أن يستدعي معه البابا الراحل شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 117، وأحد تلاميذ الأول، قبل أن يدب الخلاف بينهما، إثر اعتبار الأنبا شنودة بعض كتابات المسكين بمثابة "هرطقة" أو خروجًا عن الإيمان، وهو العداء الذي استمر بعد رحيل الاثنين، ليبقى بين تلاميذهما وأتباع منهجيهما، وما زال يشعل جذوة أزمات متلاحقة في الكنيسة، تشكل اختبارات حقيقية للبابا تواضروس الثاني، الذي ورث تركة ثقيلة دون أن يحظى بدعم كبير داخل المجمع المقدس (الهيئة التي تجمع الأساقفة)، على النقيض من سلفه الذي كان له الكلمة الأولى والأخيرة في الكنيسة.
ثلاث أزمات عصفت مؤخرًا بالكنيسة، تعود جذورها إلى تلك الحقبة الزمنية، وهي أزمات دير وادي الريان، ومقتل الأنبا إبيفانيوس، ودير الأنبا كاراس غير المعترف به من الكنيسة.
عندما نتتبع جذور تلك الأزمات نجد بينها عاملًا مشتركًا، وهو احتضان البابا شنودة لأحد الخارجين عن طوع الأب متى المسكين. تجلى ذلك في أزمة دير وادي الريان، التي تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحداثها منذ نهاية مايو/ أيار الماضي، حيث حاولت وزارة البيئة استرداد مساحة ألف فدان حصل عليها رهبان دير الأنبا مكاريوس الأثري، غير المعترف به من الكنيسة، بعد توقيع عقد في 1 أغسطس/ آب 2017، يدفع بموجبه الرهبان أربعة ملايين جنيه سنويًا نظير الانتفاع بتلك المزرعة، في اتفاق لتقنين أوضاع المكان بعد أزمة وقعت عام 2014 عند شق طريق يمر بالمساحة التي وضع الرهبان يدهم عليها وبنوا حولها سورًا يرسم حدود ديرهم.
تعود جذور الأزمة إلى سنة 1994 عندما طلب الراهب إليشع المقاري من الأب متى المسكين أن يذهب إلى منطقة وادي الريان لإحياء الرهبنة هناك، ورفض الأب متى بناء على خبرة التسع سنوات التي عاشها هناك بين 1960 و1969، نظرًا لصعوبة الحياة هناك، وعدم توفر الحد الأدنى لسبل المعيشة، فذهب الأب إليشع المقاري إلى البابا شنودة الثالث، وحصل على إذن منه بالذهاب إلى وادي الريان.
ورغم أن البابا شنودة استقبل الراهب إليشع المقاري أكثر من مرة، في مقابلات طالما نشرت أخبارها في مجلة الكرازة التي تصدرها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت عنوان "البابا يلتقي القمص إليشع الذي يقود رهبنة في وادي الريان"، إلا أنه وطوال 18 سنة منذ التصريح عام 1994 للراهب إليشع بالذهاب لوادي الريان، وحتى رحيل البابا شنودة في 2012، لم ينل الدير اعتراف مجمع الأساقفة كما هو دارج، إلى أن وقعت أزمة الطريق الذي قررت الدولة أن تشقه عام 2014، ويدخل ضمن نطاق الدير الذي وقتها كان يحوي مساحة 13 ألف و500 فدان، ورفض حينها الرهبان التخلي عن الأرض، بينما كان موقف البابا تواضروس واضح أن الدير غير معترف به رسميًا، وأوضح ان الكنيسة لن تقف أمام المشروعات القومية.
نتيجة لذلك، أعفي الأب إليشع المقاري من الإشراف على المنطقة وشكلت الكنيسة لجنة من ثلاثة أساقفة للإشراف على المنطقة، وفي 2017 توصل الأنبا مكاريوس لاتفاق مع وزارة البيئة بتقنين مساحة 3500 فدان محاطة بسور هي مساحة الدير، و1000 فدان مزرعة يتم الانتفاع بها مقابل 4 مليون جنيه سنويًا، لم يدفع منهم الرهبان شيئا طوال أربعة سنوات.
يعقوب المقاري ومشكلة دير كاراس
على غرار مشكلة وادي الريان التي ظهرت للعلن عام 2014 وكان أبطالها رهبان خارجين من دير الأنبا مقار، لإقامة دير بعكس رغبة رئيس رهبنتهم الأب متى المسكين، ظهرت مشكلة جديدة تخص مكان يسمى "دير السيدة العذراء والأنبا كاراس" في وادي النطرون، بالتزامن مع وقوع جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس، وكان بطل هذه القصة الراهب يعقوب المقاري الذي تم تجريده من الرهبنة مع الراهب إشعياء يوم 5 أغسطس/ آب 2018.
وتعتبر مشكلة الراهب المجرَّد يعقوب المقاري ودير الأنبا كاراس الذي بناه ولم تعترف به الكنيسة، أحد المشكلات التي تركها البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث للبابا تواضروس الثاني، حيث نشر الراهب المجرَّد ورقة بتوقيع البابا الراحل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2010 يشهد فيها بأنه فوض الراهب القس يعقوب المقاري في إنشاء دير على اسم السيدة العذراء والأنبا كاراس السائح، على أن يكون مسؤولًا ومشرفًا عامًا روحيًا وإداريًا وماليًا.
بناءً على هذه الورقة تحرك يعقوب لإنشاء الدير وانقطعت علاقته بدير الأنبا مقار، إلى أن أصدر الراحل الأنبا إبيفانيوس في 30 مارس/ آذار 2015 بيانا أعلن فيه "إخلاء سبيل" (خروج) الراهب القس يعقوب المقاري واسمه بالميلاد شنودة وهبة عطا الله جورجيوس، وأن الدير لا يرتبط به وغير مسؤول عن أية مشكلات مالية أو قانونية قام أو يقوم بها، ولم يمنحه الدير أي توكيل أو إيصالات للقيام بأي أعمال تخص الدير.
وخلال هذه السنوات منذ خروجه من دير أنبا مقار وحتى تجريده من الرهبنة عام 2018، حاولت الكنيسة بشكل مؤسسي أن تتسلم منه الدير، إلا أنه رفض وكان مصرًا على أن يرسم أسقفًا عليه بصفته مؤسِّس الدير ولديه تفويض من البابا شنودة لإنشائه، ورفض قرار البابا تواضروس بتجريده، ولا زال يعيش بالدير خارج سلطة الكنيسة، ورسم مجموعة من الرهبان بمعرفته هناك، أما الكنيسة فلم تعترف بهذا الدير، وتحذر من زيارته أو التبرع له.
شهادة الراهب الراحل باسليوس المقاري
عقب خروج الراهب المجرد يعقوب المقاري من دير الأنبا مقار عام 2015، أرسلت بريدًا إلكترونيًا بمجموعة من الأسئلة، إلى الراهب مسؤول النشر والمطبعة في الدير وأحد تلاميذ الأب متى، باسليوس المقاري، الذي رحل عن عالمنا في 1 يناير/ كانون الثاني الماضي، للاستفسار عن قرار إخلاء سبيل الراهب يعقوب المقاري وعن أزمة وادي الريان وهذه هي شهادته كما كتبها، دون تدخل إلا للتصحيح اللغوي:
"بعد رسامة نيافة الأنبا إبيفانيوس يوم الأحد 10 مارس 2013 أسقفًا ورئيسًا لدير القديس الأنبا مقار الكبير بوادي النطرون، وبعد بدئه دراسة شؤون الدير، اكتشف أن الراهب يعقوب المقاري قد هرَّب ونقل من الدير ورشة النجارة بالدير إلى ما يسمَّى دير الأنبا كاراس دون إذن من المسؤولين. ولما طلب منه نيافة الأسقف إعادتها للدير وعد بذلك ولكنه لم يوفِ بوعده، ثم طلبوا منه التوقف عما كان قد شرع في إنشاء دير باسم الأنبا كاراس بدون إذن من الكنيسة، وعَد وظل يماطل إلى أن اختفى من الدير الأسبوع الماضي. علمًا بأن الكثيرين ممن أخذ منهم هذا الراهب تبرعات باسم دير القديس أنبا مقار هددوا بالاعتصام أمام الدير مُطالبين باسترجاع تبرعاتهم. ولذلك أعلن نيافة الأنبا إبيفانيوس رسميًا إخلاء طرفه من وجوده بالدير وتجريده من الرهبنة، بعد أن أبلغ قداسة البابا تواضروس الثاني ووافق على ذلك، باعتباره الرئيس العام للرهبنة والأديرة".
وعن دير وادي الريان قال:
"نفس الأمر السابق حدث في موضوع دير وادي الريان، فقد قام الراهب إليشع المقاري ، دون استشارة أبيه الروحي في دير القديس أنبا مقار الأب القمص متى المسكين ودون علمه بإنشاء هذا الدير منذ أكثر من 20 سنة، وكان ذلك في عهد قداسة البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث الذي كان يشجع كل من ينقلب على الأب متى المسكين أو ينفصل عنه، ولذلك فلم يتخذ ضده أي إجراء تأديبي، بل بالعكس كان قداسته يقابل هذا الراهب وينشر صورة المقابلة بينه وبين هذا الراهب في مجلة الكرازة".
مقتل الأنبا إبيفانيوس
كانت حادثة قتل الأنبا إبيفانيوس في 29 يوليو/ تموز 2018 بمثابة صدمة هائلة للكنيسة وللمسيحيين، خاصة أن دير الأنبا مقار، الذي أسسه الأب متى المسكين، عُرف عنه التزامه بنظام رهبنة صارم، يشبه رهبنة القرون الأولى، فلم يكن يقبل أي طالب رهبنة إلا بعد فترة اختبار طويلة، ويدعم رهبان الدير في الدراسة والحصول على درجات علمية في تخصصاتهم الدراسية، وكثير من الطلبة رشحهم الدير للدراسة في جامعات وكليات اللاهوت خارج مصر، وكان الأنبا إبيفانيوس واحدًا من تلاميذ الأب متى المسكين، يتحدث خمس لغات من بينها الإنجليزية واليونانية.
في الوقت نفسه، ومع اتباع الدير منهجية خاصة، كان يُنظر له باعتباره خارج عن الكنيسة ولا يخضع لسيطرة البابا شنودة.
بعد رحيل الأب متى المسكين عام 2006، حاول البابا شنودة كسر ارتباط رهبان الدير القدامى بأبيهم الروحي، فأدخل البابا مجموعة جديدة من الرهبان إلى الدير رسمهم بنفسه في 28 يونيو/ حزيران عام 2011، من بينهم الراهب المجرَّد من الرهبنة إشعياء (وائل سعد) الذي أدين بقتل الأنبا إبيفانيوس وصدر بحقه حكم بالإعدام، تم تنفيذه في 9 مايو/ آيار الماضي، وكذلك الراهب فلتاؤس شريك إشعياء في الجريمة، الذي خففت محكمة النقض إعدامه إلى السجن المؤبد، بعدما كان حكم أول درجة هو الإعدام أيضًا، ولكن لم تجرده الكنيسة من الرهبنة حتى الآن.
وفي يوم الرسامة طلب البابا شنودة أن يلتقي بالرهبان الجدد، وأن لا يفعلوا مثل الذين رسمهم سابقا، ولم يعودوا يزورنه، موصيهم بألا يقلدوا الرهبان القدامى.
وكان الراهب المجرد إشعياء دائم افتعال المشاكل مع الأنبا إبيفانيوس، وفي 14 فبراير/ شباط 2018 أي قبل واقعة القتل بخمسة أشهر، أصدرت لجنة الرهبنة نتيجة تحقيقاتها مع الراهب إشعياء في بيان وقع عليه الأنبا متاؤس رئيس دير السريان، والأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا جاء فيه "هذا الراهب له ذات كبيرة، ويكسر قوانين نظام الرهبنة في الطاعة والتجرد، ويفتخر أنه يحصل على أموال ومأكولات، ويقوم باستضافة الرهبان في القلاية، ولا يتعامل مع الأب الأسقف أو أمين الدير نهائيًا، ويقترب من عمل جبهة مضادة في الدير ولا يمسك أي عمل في الدير رغم أنه شاب في الثلاثينيات، ورئيس الدير يطلب إبعاده إلى دير آخر"، وصدَّق البابا تواضروس على الطلب بتوقيعه بنقله إلى دير الزيتونة لثلاث سنوات ومتابعة سلوكه، وفي حالة كسر السلوك الرهباني يطرد من الرهبنة.
وفي 20 فبراير/ شباط 2018 طالب مجموعة من الرهبان البابا أن يظل الراهب إشعياء معهم في الدير وأن ينال فرصة أخرى، فأوقف البابا قرار النقل بعد موافقة الأنبا إبيفانيوس، واستمر إشعياء في الدير إلى أن وقعت الجريمة التي أدين فيها بقتل أحد أبرز تلاميذ الأب متى المسكين، وهو الأنبا إبيفانيوس، الذي عينه البابا تواضروس مراقبًا بابويًا على الحوار اللاهوتي بين الكنيسة القبطية والكنائس الأخرى، مثل الكاثوليكية والروم الأرثوذكس، الذي كان يتولاه الراحل الأنبا بيشوي مطران دمياط، المعروف بمنهجه المتشدد.
توريث الصراع
الكاتب المهتم بشؤون الكنسية، كمال زاخر ، يرى أن البابا تواضروس يدرك المشكلات التي ورثها عن سَلفه، وأنه لا يستطيع الاقتراب من مربع مملوء بـ"الألغام"، لأن المسألة لم تعد بين شخصين، بل امتدت إلى مجموعات داخل المجتمع الكنسي، موضحًا أن هذا الخلاف تحول إلى صراع مكتوم داخل مجمع الأساقفة، وأنه يرى أن "البابا يخشى رفع الغطاء عنها فتنتقل آثار الخلافات من مجمع الأساقفة إلى الرعية".
زاخر يعتقد أن كثير من الأطراف يفتقدون حسن التقدير أو ما يسميه "الحس الكنسي والرعوي"، ولا يقدرون خطورة تصعيد الصراع، بشكل غير مباشر عبر تشكيل لجان إلكترونية، وتجنيد البعض للكتابة باسماء مستعارة، مشيرًا إلى مجموعات وحسابات على فيسبوك تنشر انتقادات متواصلة للبابا تواضروس في مقارنة بسابقه الأنبا شنودة، مضيفًا أن البابا لم يتخذ خطوات حاسمة للمواجهة، لكنه يكتفي بإرسال رسائل مبطنة من خلال العظات وكلماته في اللقاءات المختلفة أو المناسبات.
ويرى صاحب كتاب قراءة في واقعنا الكنسي، والذي رصد فيه جانب من هذه المشكلات مثل الإدارة والرهبنة، أن الكنيسة كمؤسسة برئاسة البابا يمكن أن تتعامل مع هذه المشكلات بتشكيل حائط صد من المستنيرين خاصة الشباب، في ظل ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن "الجبهة المعادية للبابا والكنيسة" أكثر تنظيمًا وتستخدم مواقع التواصل، وتصعد وتعمق الخلافات ومنها رموز تظهر بوضوح عبر بياناتها مثل أسقف مغاغة والعدوة، الأنبا أغاثون، وآخرين، ويعلنون مواقفهم بكثير من الاندفاع وغياب المعلومات.
وطالب زاخر البابا بأن يثق في العلمانيين واقترح أن يكون للبابا مكتب إعلامي أكثر مهنية واحترافية يقوده أسقف أو مطران، ليكون لديه الحيثية الكافية للمواجهة، مقترحًا رسامة أسقف يتولى مسؤولية الإعلام والثقافة كما حدث في عهد البابا كيرلس برسامة أسقف للتعليم وآخر للبحث العلمي، حتى يتحرر المركز الإعلامي من رقابة بعض الأساقفة، وأن تحل مشكلة المركز الثقافي الذي تحول من رئاسة البابا إلى أحد الأساقفة دون سند.
والعلمانيون في الكنيسة هم أفرادها من غير رجال الدين، ويُطلق عليهم أحيانًا "أفندية"، وكان لهم دورًا مهمًا في إدارة الشؤون الكنسية غير الدينية، من خلال المجلس الملِّي قبل أن يقوِّض البابا شنوده دوره.
إعادة النظر في منظومة الرهبنة والتوقف عن رسامة أساقفة للأديرة، يجب أن تكون على رأس أولويات البابا، بحسب زاخر، مطالبًا بالعودة للتقليد القديم أن يقود الدير راهب برتبة قمص "مدبِّر"، حيث يمكن تبديله من وقت لآخر حسب عمره وكفاءته.
وحتى لا تتكرر أزمات مثل وادي الريان ودير كاراس الذي أسسه الراهب المجرَّد يعقوب المقاري، اقترح زاخر فصل إدارة مشروعات الأديرة عن الرهبنة وأن تكون لها لجنة إدارة مركزية من الكنيسة تتولى الإنفاق على الأديرة، لكل دير حسب احتياجه وكذلك الفقراء، وحتى لا يكون هناك دير غني وآخر فقير، ولسد الطريق أمام من يدخلون الرهبنة لمآرب غير روحية.
موروثات روحية.. وغيرها
لم يكن الأب متى المسكين من أنصار أن تمارس الكنيسة دورًا سياسيًا، على النقيض من البابا شنودة الثالث الذي كان لاعبًا سياسيًا باقتدار كما عُرف عنه، وعبر المسكين عن موقفه هذا في كتاب الدولة والكنيسة، الذي أوضح فيه موقفه.
في المقابل، كان اهتمامه الأكبر ينصب على اللاهوت، الذي وضع فيه أكثر من 180 كتابًا، وأكثر من 300 مقالة في مجلات وصحف دورية، وفي عام 1988 بدأ كتابة شروح لبعض أسفار العهد الجديد صدرت في 16 مجلدًا، تتسم بالشرح الأكاديمي والتفسير الروحي واللاهوتي، ويتراوح حجم هذه التفسيرات ما بين 500 إلى 800 صفحة.
تستمر مؤلفات الأب متى في الوصول إلى القراء، رغم منعها في عدة كنائس باعتبارها تحوي "هرطقات" أو خروجًا عن الإيمان الأرثوذكسي السليم، بناء على تعليم الراحل البابا شنودة الثالث، الذي قدم هو الآخر للمكتبة المسيحية الكثير من المؤلفات والعظات الروحية، ومع استمرار تعاليم الاثنين ووجود أنصار لهما بين مجمع الأساقفة وجموع المسيحيين، تبقى الخلافات القديمة تطل برأسها بين الحين والآخر.