قبل عشرات الأعوام، وقفت الطالبة دلال وديد وزميلها في فريق مسرح كلية الهندسة بجامعة عين شمس معتز الحفناوي يؤديان دور البطولة في مسرحية عالمية تعبر عن أيديولجيتهما اليسارية المنحازة للعُمّال والكادحين.
انتهت المسرحية وانفض الفريق الجامعي، ولم تنته علاقة الزميلين معتز ودلال، بل توطدت. فمن الأنشطة الطلابية إلى المجتمعية والسياسية، وصل الأمر إلى زواج وحياة عائلية كانت ثمرة حبهما في أواخر ستينيات القرن الماضي.
خمسة عقود وأكثر من العطاء على مستويات عدّة، هو عُمر الرحلة التي قطعتها الناشطة بصمت وصلابة ودون انتظار مقابل، لم تنته إلاّ بوفاتها مطلع الأسبوع الجاري بمستشفى هيلوبوليس بعد صراع مع السرطان، تاركة للعائلة والأصدقاء والزملاء في العمل السياسي والمجتمعي والنسوي إرثًا ملهمًا ارتبط باسمها، وحكى عنه للمنصّة بعض من أصدقائها ومُحبيها.
بداية الرحلة
في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1948، وُلِدَت دلال وديد بولس في حي حدائق القُبّة بالقاهرة، ابنة كُبرى لعائلة لم تنجب بعدها سوى فتاة ثانية. وفي عام 1967، حين كانت في التاسعة عشر من عمرها التحقت بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، لتبدأ رحلتها مع الحياة الطلابية والسياسية والعامة.
"لما دلال دخلت الجامعة، كنت أنا بقالي سنتين فيها. واتعرفنا على بعض من خلال الأنشطة الجامعية، وهي كانت نشيطة جدًا وتحب تشارك دايمًا"، يقول الزوج المهندس معتز الحفناوي للمنصّة عن تعارفهما الذي بدأ من خلال الأنشطة الطلابية.
تلك الأنشطة هي ما أذاع صيت الطالبة إلى خارج الجامعة، حسبما يشير للمنصّة الدكتور مهندس محمد منير مجاهد، الذي شاركها بعد سنوات كثيرة في تأسيس مجموعة مصريون في وطن واحد "كنت أسمع عن دلال واحنا في الجامعة رغم إني كنت في هندسة القاهرة مش عين شمس. بس هي كانت من قادة الحركة الطُلابية؛ فسمعت عنها بسبب نشاطها، رغم إننا ماتقبلناش وقتها".
ما قاله مجاهد عن دلال يتطابق مع وصف زوجها لها "كانت أحد القيادات البارزة للحركة الطلابية"، ويدلل على ذلك بما واجهته في أوائل السبعينيات "دلال بسبب نشاطها الطلابي اتعرضت، زيي أنا كمان، للاعتقال مرتين الأولى في 1973 والتانية في 1975، وكانت مدتين السجن 4 شهور و3 شهور تقريبًا".
وفقًا للزوج لم تخل أنشطة دلال الطلابية من بُعد سياسي "أنشطتها كانت كتيرة جدًا، مش بس سياسية أو اجتماعية. في مرّة أنا وهي كنا أبطال مسرحية عالمية دخلت مسابقة على مستوى الجامعة، كان اسمها في انتظار ليفتي، وأخرجها صديقنا وزميلنا في الكلية، الراحل محمد كامل القليوبي"،.
وفي تلك المسرحية يظهر النضال العُمالي والنقابي من وجهة نظر مؤلفها كليفورد أوديتس الذي اعتنق في فترة ما الأيديولوجية الشيوعية، وهي الأيدلوجية نفسها التي اتبعها الطالبان دلال ومعتز، حسبما يتذكر الأخير "عيلتها كان فيها نماذج مؤمنة بالشيوعية، زي المهندس فوزي حبشي، أحد قيادات اليسار الشيوعي، ده كان ابن عمتها".
ويُعقب "لكن اختيارنا للشيوعية كان عن اقتناع من وقت الجامعة، هي انحازت لها وأنا شجعتها وبنينا فكر بعض مع بعض، كنا بنشتري الكتب مع بعض ونقراها ونناقشها بيننا وبين روحنا أو مع أصدقائنا، وده اللي ولّد القناعة عندنا إن ده فكر وطني وإنساني محترم بيدافع عن حقوق الغلابة".
عقب سنوات الدراسة، تطور فكر ومسيرة دلال وانضمت للعمل الحزبي عبر حزب التجمع اليساري، وصارت عضو مؤسس للاتحاد النسائي التابع له، فيما صار للحفناوي رحلة موازية مع حزب آخر يحمل أيدولوجيات متشابهة وهو الشيوعي المصري، وذلك بعد أن صارا زوجين نجحا في التغلب بحبهما على العراقيل.
زوجتك نفسي
بعد التعارف والتشارك في الأنشطة، لم يمرّ وقت طويل حتى تحولت العلاقة بين الطالبين من الزمالة إلى الحب الذي ما زال في قلب الزوج حتى اليوم "بعد مرور 3 أو 4 شهور كنا اتعرّفنا على بعض بشكل جيد، وفي 15 مارس 1967، اتعاهدنا على الحب رغم المشاكل، لأن هي مسيحية وأنا مسلم، ومنذ ذلك التاريخ ماسيبناش بعض لغاية لحظة وفاتها يوم 24 يناير".
فرض اختلاف الديانة عراقيل أمام الحبيبين، وتطلب إشهار زواجهما اللجوء إلى توثيق عقده في الشهر العقاري، لكن حتى في ذلك المكان الحكومي لم يسلما من فكر المجتمع الذي أوقعمها في موقف ما يزال الزوج يتذكره حتى اليوم؛ ويحكيه بصوت لم يخلو من نبرة ساخرة "وقتها موظف الشهر العقاري، أصر إن دلال تردد ورّاه عبارة (زوجتك نفسي على مذهب الإمام أبي حنيفة)، رغم إنها مسيحية. بس هي تفهّمت إن ده كليشيه عندهم؛ فبصّينا لبعض وضحكنا وقولنا ماشي، أبو حنيفة أبو حنيفة، المهم نتجوز".
تم الزواج رغم صراعات لم ينسها الزوج "كان فيه جزء كبير من المجتمع المتخلف اللي حوالينا، سواء في الجامعة أو العائلات وبعد كده في مجال العمل، كان رافض علاقتنا باعتبارها خروج عن المألوف وإنه مايصحش".
ويستدرك بقوله "لكن أغلب أفراد عيلتها، ونتيجة للتعامل بشكل جيد وصادق معاهم، كانوا متقبليني، وعلى رأسهم أختها ووالدتها ووالدها الله يرحمهم. مكانوش رافضين، بس كانوا متخوفين من ردّ فعل المجتمع اللي فعلاً حاربنا بحاجات كتير قوي، شائعات وصراعات وكلام سيئ".
صراعات الحبيبين
لم يقتصر ما خاضه الزوجان على محاربة الشائعات، فالترصد على أساس الدين كما يحكي الحفناوي طال دلال حتى في عملها الذي بدأ في إحدى الشركات التابعة لوزارة الإسكان وانتهى بها إلى مقرّ الوزارة نفسها "هي في الحياة العملية كانت بتقابل شخصيات بتاخد منها موقف بمجرد ما يعرفوا إن جوزها مسلم. يعني الصراع بيتنقل من المستوى الشخصي للمهني نتيجة لتخلف بعض العقول".
لكن كما نجح الحبيبان في الارتباط، نجحا في التغلب على الصراعات المجتمعية "إصرارنا على إعطاء المثل، واستمرار وجدية علاقة الحب والجواز والإنجاب وتربية الأولاد بشكل جيد، واحنا الحمد لله عندنا ابن وبنت ناجحين في شغلهم، ده كله كان بيخلي المجتمع مايقدرش يمسك عليك إنك بتهزر أو فاشل أو أضريت مستقبلها؛ فالحروب والصراعات كانت بتنتهي بنقاط إيجابية لصالحها، سواء في شغلها أو علاقتها".
الزوجة والأم
ما يحكيه الزوج عن علاقة زوجته الطيبة بمن حولها هو ما لمسه على مدار سنوات "أنا شوفت حب الناس ده في حياة دلال، يعني احنا ساكنين في برج فيه 120 شقة، منهم 30 أو 40 بس مسيحيين، لكن كل الشقق علاقتها جيدة معانا ويعرفونا بالاسم. وشوفته أثناء مرضها في حزن الناس وتضامنهم، ثم في مظاهر الحب في عزائها. كل ده أكد لي إن المجتمع لما حس بجدية العلاقة وإنها بحب حقيقي؛ احترمها وقدرها".
وما زال الاحترام قائمًا حتى اليوم للعلاقة ولدلال، لما تميزت به السيدة من صفات إنسانية ظهرت في "قدرتها الفطرية على المزج بين أمرين، الصلابة والهدوء، ولهذا مَن يعرفها ويتعامل معاها كان يشعر بأمومة وطاقة حنان ومحبّة"، حسبما يحكي صديقها المهندس مجاهد.
ويدلل على قوله بأحد مواقفها "المشاعر دي ظهرت مثلًا لما أختها توفت وكان عندها ولد صغير. دلال أخدته وربّته في بيت جوزها المسلم ووسط أولادها، وعمرها ما حاولت تخليه يعتنق الإسلام، بل بالعكس كانت بتحرص على زياراته للكنيسة وممارسته لطقوس دينه".
عقود النضال
لم تفلح الصراعات والشائعات في عرقلة الحياة السعيدة للزوجين، بل نجحت دلال في فرض أمر واقع على مجتمع يرفض أي شيء خارج أُطره.
لكن هذه لم تكن الرحلة كلها أو الصراع الوحيد. فما حدث على المستوى الشخصي لم يكن سوى جزء صغير من كل، وما كان في المستوى السياسي والعام أكبر بكثير. فدلال وفقًا لزوجها هي "المعطاءة في كل اتجاه، بتربي عيالها كويس، بتدير شؤون بيتها، متفوقة في عملها، ونشاطها السياسي ناضج وحيوي. كل ده كانت متواجدة فيه، وعظمتها وجمالها كانوا في إنها بتتعامل فيهم بحب وإيجابية".
وتلك الإيجابية بدت منذ شاركت مع أسماء أخرى مثل "عفاف مرعي، وسوزان فياض، وحياة الشيمي، وأروى صالح" في اعتصام الطلاب 1972، واستمرت في العقد التالي، الثمانينيات، مع آخرين كان منهم الناشط النقابي والحزبي المهندس عماد عطية، حين كانت نقابتهم تحت إدارة الإخوان، وحتى في الألفينات حين تكثّف نشاطهما من خلال تأسيسهما والمهندس منير مجاهد وآخرين مجموعتي "المهندسون المستقلون" ثم "مهندسون ضد الحراسة"، بهدف رفع الحراسة التي ظلت مفروضة على النقابة لأكثر من عقدين، بدءً من 1995 وحتى تحررت مع ثورة يناير.
ولم يتوقف الأمر عند النشاط النقابي، فالعمل على تحقيق المساواة ومبادئ المواطنة كان على رأس أجندتها، حسبما شهدت إلهام عيداروس، وكيلة مؤسسي حزب العيش والحرية وإحدى تلميذاتها "دلال كانت قضية المواطنة رقم واحد بالنسبة لها، والأساس لأي حاجة تانية، سياسية أو مجتمعية، وده كان سبب حرصها على التواجد في مؤسسة مصريون ضد التمييز الديني، لآخر لحظة".
ضد التمييز
ما حكته عيداروس من اهتمام السيدة بالمواطنة أكده صديقها من خلال ما شهده أثناء تأسيس مصريون ضد التمييز الديني عام 2006.
تستحضر ذاكرة عطية موقفًا لدلال في بدايات تأسيس ذلك الكيان، ويقول "أول اجتماعات المجموعة كان مفترض ينعقد في نقابة الصحفيين، لكن الإخوان وأنصار نظام مبارك هاجمونا وضربونا ومنعونا من الدخول، ووقتها وقفت دلال بمنتهى الشجاعة والثبات والصلابة. وده بالمناسبة كان طبعها حتى فيما بعد خلال عضويتها في مجلس أمناء المجموعة، اللي كانت هي من أهم محركيها".
جاء تأسيس المجموعة كتطور لبيان صدر بعد حادث طائفي، حسبما يشير مجاهد، أحد المؤسسين "حصل حادث قتل سنة 2006 في 3 كنايس في الإسكندرية؛ والمسألة أثارت استياء عام، فاتفقنا كأصدقاء كنا نشطين زمان في الحركة الطلابية إننا نصدر بيان بتوقيعاتنا، وكان عنوانه مصريون ضد التمييز".
استعاد الأصدقاء الأربعة "الدكتور مهندس محمد منير مجاهد، والدكتور محمد أبو الغار، والدكتور حسام عبدالله، والمهندس ناجي أرتين"، ومعهم دلال وديد، حماس السبعينيات من جديد "واتفقنا نستمر ومايبقاش الموضوع مجرد بيان لتفريغ شحنة غضب؛ فقررنا نجمع آخرين مسلمين ومسيحيين ويهود وبهائيين، ونأسس مجموعة مصريين ضد التمييز الديني".
لكن لم تخرج المجموعة للنور بسهولة، فبعد الاعتداء البدني أمام النقابة في 2006، حاول النظام عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية في 2007 و2008 عرقلة إشهار الجمعية، وكانت الحيثيات أنها "توافرت فيها مقومات المادة 11 من القانون 84 لسنة 2002".
وهذه المادة تنص على حظر تكوين جمعية يكون من بين أغراضها"تكوين تشكيلات عسكرية، أو تهديد الوحدة الوطنية أو مخالفة النظام والآداب العامة أو الدعوة للتمييز بين المواطنين، أو ممارسة نشاط سياسي أو نقابي".
هكذا كانت العبارات الرسمية رغم تغيير الاسم من "مصريون ضد التمييز" إلى "مصريون في وطن واحد"، الذي كان السبب الرئيس وراء تلك العراقيل بحسب إلهام عيداروس، التي انضمت للمؤسسة عام 2015 وصارت الأمين العام الحالي لها " الرفض كان بسبب اسم المؤسسة اللي اعتبرته السلطات بيعني ضمنيًا إن مصر فيها تمييز، وكمان بسبب عدد غير المسلمين في مجلس أمنائها".
"بعد صراع طويل قدرنا نشهرها بشكل مؤسسي كجمعية باسم مصريون في وطن واحد" يقول مجاهد عما خاضوه من إجراءات تقاضٍ انتهت في مايو/ أيار 2010، بقبول دعواهم ضد الحكومة.
كلمة النهاية
تبدو الرحلة طويلة وعسيرة مع النضال المدني والنقابي، لكن هذا الأمر لم يحرم النساء من التواجد في أجندة وديد، فالسيدة وعبر اتحاد النساء التقدمي التابع لحزب التجمع حرصت على الانتصار لهن، كما وثّق زوجها "كانت رئيسته حتى وفاتها، وطول عمرها منذ تأسيسه بتبذل فيه مجهود مع زميلاتها، لإيمانها الشديد بقضية المرأة وتحررها".
على الرغم من تعدد أنشطتها، لكن المرض فرض كلمته عليها قبل أعوام، وحرم المجال العام من نشاطها، كما يشير الزوج "هي الحقيقة في الفترة الأخيرة تعذبت كثيرًا وكان السرطان اتمكن منها، بدأ بالعظام وبعدين انتشر في جسمها، وده كان بيسبب لها آلام مبرحة لدرجة إني أنا، ورغم إني أكبر محبينها، كنت بتمنالها الرحمة، لأني ماكنتش مستحمل أشوف دلال وهي بتتعذب قدامي وأنا مش قادر اعمل حاجة".
رحلت دلال بعد أن تركت رسالة، ينقلها عنها الزوج "هي بتقول للناس إن الحب انتصر، وإنه ممكن دايمًا للحب إنه ينتصر، بس أهم شيئ إننا نكون مخلصين لقيمة الحب ده لأي شخص أو جهة أو قضية كانت".
إرث نضالي
ليست رسالة فحسب، فالمهندسة والناشطة الحزبية والنقابية والنسوية، تركت إرثًا أثار إعجاب بين بنات وأبناء جيل تسلم منها وزميلاتها الراية، ومنهم إلهام عيداروس التي تقول عن أستاذتها في فخر "أنا من زمان عندي افتتان بالجيل ده من اليساريات والشيوعيات المصريات رغم أي اختلافات بيننا، لأنهم ناضلوا على أكتر من مستوى، وسابوا لنا تراث مهم اتمنى نكمل معاه".
وعن دلال تحديدًا تقول القيادية الحزبية "يكفيها شجاعة جوازها من مُسلم رغم تحديات المجتمع، وكمان هي كانت محددة وجهتها الفكرية، حتى في ظل تحولات السبعينيات اللي أحبطت ناشطات ودفعت بعضهم لترك العمل العام، لكن هي استمرت في عملها وانحيازاتها ونشاطتها كما هي على كافة المستويات".
.. وإنساني أيضًا
مع هذا النشاط، كان منطقيًا أن تتعدد منشورات نعي دلال وديد بمجرد نشر خبر وفاتها، وذلك من نشطاء وجهات مثل مؤسسة مصريون في وطن واحد، والحزب الشيوعي المصري لكن ما لم يكن منطقيًا هو أن هذه السيدة لم تحظ في حياتها بقدر من الشُهرة يتناسب مع تعدد الجبهات التي ناضلت من خلالها، وهو ما كان له تفسير عند أصدقائها.
تحكي إلهام عيداروس عن هذا الأمر وتقول "لما اتعاملت معاها؛ لقيتها مش شبه الشكل التقليدي للمناضلات والناشطات اللي بيتعاملوا بقوة وحماس، بالعكس كانت قليلة الكلام وهادية بطبيعتها، إنسانة بسيطة تحسي معاها بالقرب، خاصة وإن اهتمامتها كانت بالناس كبير".
وتضيف الشابة التي صارت واحدة من خلفائها "دلال ماكنتش بتحب تتصدر الصورة أو حتى تكون حريصة على الظهور فيها، ولمّا كنتي تتعاملي معاها، عمرها ما كنت تديلك انطباع إنها الشخصية اللي بقالها 50 سنة بتناضل. كانت بتعتبر كل السنين دي مراحل في حياتها".
وهذا الانطباع عنها لم يقف عند أبناء الجيل الجديد، بل لمسه قبلهم أبناء جيلها، إذ يقول عنها عطية "التعامل معاها أظهر للي حواليها أمور كتيرة ميّزتها أكتر من العمل العام. دلال كان لها معدن إنساني نادر تقابله، سواء في دعمها للناس أو مساعدة الشباب على الصعود والظهور".
والمزايا شهد لها بها أيضًا مجاهد، سواء عمليًا أو إنسانيًا، بقوله في ختام حديثه عنها "دلال من الشخصيات اللي كان يُعتمد عليها جدًا، وده شوفته لما اشتغلت معاها عن قرب في ملف مناهضة التمييز الديني. أما على المستوى الشخصي، فأنا حاسس دلوقتي إني مُفتقد أخت عزيزة، كانت ضهر وسند".