في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة عمليات ما يسمى بتنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خلال الأيام الماضية مستهدفة مدنيين، تمضي الحكومة قدمًا في عدة مشروعات مختلفة خاصة في مناطق العريش والشيخ زويد ورفح.
فخلال الأسبوع الحالي، تكبد الأهالي وكذلك اتحاد قبائل سيناء، وهو مجموعة مسلحة من المدنيين تعمل بالتنسيق مع الجيش المصري في سيناء، خسائر بشرية فادحة جراء غارات نفذها عناصر ولاية سيناء شملت قريتي الجورة وأبو طويلة.
وبالتزامن، تباشر الحكومة الإعداد لمشروعات إنشائية ضخمة بدأ بالفعل تنفيذ بعضها ويجري التحضير لبعضها الآخر. حيث كشف عضو مجلس النواب عن الشيخ زويد ورفح إبراهيم أبو شعيرة عبر صفحته على فيسبوك الشهر الماضي عن جملة مشروعات منها طريق من الحفن إلى الشيخ زويد، ومنطقة حرة ومصانع واستثمارات في رفح الجديدة، مبشرًا بما وصفه "انفراجة كبرى".
وعلى الأرض، تعمل إحدى الشركات المدنية على إنشاء خط ناقل للغاز الطبيعي من محطة الشلاق بساحل الشيخ زويد حتى مدينة العريش، موازٍ للطريق الدولي بين المدينتين، وذلك تحت حراسة أمنية. يشار إلى أن محطة الشلاق تحولت من محطة ضخ باتجاه إسرائيل إلى محطة استقبال للغاز الإسرائيلي.
وفي منحىً مختلف، عاينت لجنة من شركة الكهرباء موقعًا محتملًا لمحطة محولات كهربائية جديدة بمنطقة الشلاق أشارت مصادر أهلية إلى أنها ستكون معنيةً بتوزيع التيار الكهربائي إلى الشيخ زويد ورفح الجديدة وقطاع غزة.
كما تشمل الإنشاءات أعمالًا متعددة فى منطقة حرم مطار العريش، وبدء العمل في طريق مطور جديد يربط منطقة الحفن جنوب العريش بالشيخ زويد، ما يعني تحقيق شبكة طرق لوجستية تربط وسط سيناء بمطار العريش وميناء العريش ومنفذ العوجة البري ومنفذ رفح البري، مع استمرار العمل عل إنجاز الأعمال في إنشاءات مدينة رفح الجديدة وكذلك التحضير لإنشاءات غير محددة في المنطقة العازلة برفح، والتخطيط لإنشاء شبكة صرف صحي في مدينة الشيخ زويد، وجميع تلك المناطق تعتبر جيوبًا نشطة لعناصر تنظيم ولاية سيناء.
هجمات متصاعدة لـ "ولاية سيناء"
بينما تتأهب عجلة العمل للدوران في شبه الجزيرة، تعرضت قرية الجورة التابعة لمركز الشيخ زويد لهجومين أولهما فجر السبت الماضي والثاني صباح الاثنين، تبناهما تنظيم ولاية سيناء.
وبحسب الروايات الأهلية والمصادر الطبية، فإن 12 عنصرًا مسلحًا على الأقل تسللوا إلى القرية حوالي الساعة السادسة صباحًا، مستهدفين منزل القاضي العرفي سلامة أبو معيوف قرب مدرسة التجارة. وبعد محاولة القاضي المسن مقاومتهم تدخل جيرانه للدفاع عنه فأطلق المسلحون الرصاص ما أسفر عن مصرع القاضي وأحد جيرانه ويعمل محاسبًا واسمه محمد خضر على الفور بينما أصيب نجل الأخير محمود وتوفي لاحقًا أثناء نقله إلى المستشفى.
وتعتبر قرية الجورة آخر القرى التابعة للشيخ زويد بعد قرية الظهير في الامتداد الجنوبي للمدينة، وترتكز في الجورة والظهير غالبية من أبناء قبيلة السواركة.
وترجح مصادر أهلية أن هذا الهجوم استهدف بالأساس اختطاف نجل القاضي العرفي بدعوى أنه من المتعاونين مع أجهزة الأمن. واستطاع أفراد التنظيم التسلل إلى القرية رغم الكمائن المتعددة التي تحيط بها استفادة من حالة الشبورة التي حدت من الرؤية في ذلك التوقيت.
وفي هجوم متزامن، تسللت عناصر يرجح انتماؤها إلى تنظيم ولاية سيناء إلى أطراف قرية أبو طويلة التابعة لمركز الشيخ زويد، مستهدفين منزلًا يتحصن فيه مدنيون يحاربون ضمن صفوف اتحاد قبائل سيناء، بينهم شقيق رجل الأعمال إبراهيم العرجاني الذي يمول العديد من العمليات التي يساند فيها اتحاد قبائل سيناء الجيش ضد عناصر التنظيم المتطرف.
وذكرت المصادر الأهلية أن عناصر الاتحاد قاوموا العناصر بالأسلحة الرشاشة ما أسفر عن مصرع شخص وإصابة اثنين، ورجحت المصادر إصابة عدد من عناصر ولاية سيناء خلال الهجوم إلا أن مستشفى الشيخ زويد العام لم يستقبل سوى عناصر الاتحاد الثلاثة، الذين نقلوا لاحقًا إلى مستشفى العريش العام ثم إلى بورسعيد حيث يوجد الطبيب الشرعي للحصول على تصاريح الدفن بعد موافقة جهات التحقيق المعنية.
الهجوم الثالث والأكثر عنفا وقع بعد يومين فقط في نفس موقع الهجوم الثاني وسط تجمع عائلة العرجاني بقرية أبو طويلة، مستهدفا مجموعة من عناصر اتحاد قبائل سيناء مكلفين بالحراسة والرصد، وذلك أثناء تواجدهم بديوان رجل الأعمال إبراهيم العرجاني الذي يقع بجوار منزله المدمر.
وبدأ الهجوم عندما باغتت مجموعة مسلحة بالقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة أفراد الحراسة أثناء تناولهم وجبة الإفطار نحو التاسعة والنصف صباح يوم الاثنين الماضي، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى ومصاب واحد.
وخلال تلك الجولة القتالية اختطفت عناصر تنظيم ولاية سيناء عيد جمعة العرجاني أحد أشقاء إبراهيم ثم ذبحته، بينما نجح عناصر الاتحاد في قتل عنصر من ولاية سيناء ونقلت جثته إلى مستشفى الشيخ زويد العام.
تم تعديل هذا التقرير لحذف عبارة غير دقيقة (التعايش مع داعش) والتي وردت في عنوان ومقدمة نسخته الأولى، وتعتذر المنصة لقرائها عن هذا الخطأ غير المقصود.