أعلى متجره المُتواضع المُكون من طابق واحد، علّق تسيجاب جيتاشيو، مواطن إثيوبي، صورة تجمع سد النهضة من جانب، والذهب والدولارات، على الجانب الآخر، كتعبير عن الإيرادات المتوقعة، أو حلم الإثيوبيين الكبير.
يأمل جيتاشيو، 29 عامًا، ويعيش في مدينة أسَوسا، على بعد 300 كم فقط من موقع سد النهضة، أن تساعد الكهرباء المولّدة من السد في التخلص من الفقر، قائلًا "إثيوبيا تحتاج إلى السد لتوليد الكهرباء، لزيادة الصناعة وتشجيع الاستثمار، وبدون الكهرباء لن يكون ذلك ممكنًا". وتبلغ قدرة توليد الكهرباء في إثيوبيا نحو 2060 ميجاوات، أي مايكفي لحوالي 30% فقط من احتياجات مواطنيها.
على الجانب الآخر، في أقصى شمال الدلتا المصرية، على مسافة 3 آلاف كم، وتحديدًا في مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، يخشى عبده البرعي من الجفاف، وعدم قدرته على ري أرضه، خاصة بعد قرار وزارة الري بحظر زراعة محصول الأرز، وخفض الحصة المائية لقريته.
ويُشير البرعي بيده للترعة قائلًا "مفيهاش مية كفاية، بنسقي بالدور، والحكومة حظرت زراعة الأرز، عشان سد النهضة". مضيفًا، أن الأرز هو المحصول الرئيسي الذي يعتمد عليه لسد مديونيات البنك الزراعي ومصروفات المعيشة.
بحسب وزير الزراعة السابق، الدكتور عز الدين أبو ستيت، تقبع مصر تحت خط الفقر المائي بعد وصول نصيب الفرد المصري من المياه إلى أقل من 600 م3 سنويًا. وتعتمد مصر بشكل رئيسي على حصتها من مياه النيل البالغة 55.5 مليار م3 في تلبية احتياجاتها؛ ومع ذلك تُعاني البلاد من فجوة مائية تصل إلى 20 مليار م3 سنويًا.
في تحقيق من جزأين، تكشف المنصة، التفاصيل الرئيسية لسد النهضة الإثيوبي، من خلال وثائق أصلية لتصميم السد، تظهر لأول مرة في الصحافة المصرية. ونوضح تهتك موقع سد النهضة من الناحية الجيولوجية، وسبب كذب إثيوبيا على شعبها بأن كهرباء سد النهضة أكبر 4 مرات من السد العالي؛ كل هذا مدعوم بآراء خبراء عالميين مستقلين من جامعات مختلفة.
كما نكشف احتمال ارتفاع ملوحة مياه النيل، بعد إجراء تحليل مختبري، كشف عن ارتفاع ملوحة مياه النيل في منطقة شمال الدلتا، مقارنة بمياه النيل خلف سد أسوان، واحتمالية تأثر المحاصيل الزراعية المصرية.
ونوضح أيضًا بالوثائق والمعلومات تأثير التغيرات المناخية على معدلات هطول الأمطار على الهضبة الأثيوبية، وتوقعات انخفاض حجم حصة مصر المائية، ونحسب معدلات التبخر من خزان سد النهضة الأثيوبي، ومن يتحمل هذا الانخفاض الجاري من الدول الثلاث.
حلم قديم
"نحن نُحقق حلمًا قديمًا بأن النيل الأزرق يُمكن بطريقة ما أن يُحكم"، هكذا كانت التدوينة الافتتاحية للشركة الإيطالية، ستوديو بترانجلي للاستشارات الهندسية، صاحبة تصميم سد النهضة، على وثيقة مشروع التصميم الرئيسي للسد.
وتُضيف في نسخة التصميم "سد النهضة عبارة عن محطة كهرومائية عملاقة، ولدت في الستينيات من خيال جورجيو بيترانجلي مؤسس الشركة".
نسخة التصميم شارك في كتابتها كلٌ من المهندس الهيدروليكي المدني، جورجيو بترانجلي، وهو المؤسس والعضو المنتدب لشركة ستوديو بترانجلي، وألبرتو بيززي منسق مشروع سد النهضة، وكلاوديو روسيني مهندس مدني مختص في ميكانيكا الصخور، وأليساندرو ماسكوتا المهندس المختص بالتصميم الهيدروليكي، ودافيد دي ألبيرتي المهندس الجيوتقني.
يتكون المشروع من سدَّين رئيسيين؛ الأول، السد الرئيسي، وعُرِف اختصارًا باسم RCC، ويرجع ذلك لطريقة بناءه المعروفة بـ Roller-Compacted Concrete أو الخرسانة المضغوطة، بارتفاع 175 مترًا على شكل قوس، في حين وصل طوله لنحو 1800 متر، وقُدِر حجمه بأكثر من 10.2 مليون طن/ م3 من الخرسانة.
بينما يُعرف السد الثاني بـ"الركامي" نسبة لطريقة بناءه من الخرسانة المضغوطة والركام الصخري أو Concrete Faced Rockfill Saddle Dam، واختصارًا بـ CFRD، ويصل ارتفاعه 60 مترًا بطول 5 كيلو متر، في حين وصل حجمه إلى 17 مليون م3.
تُشير نسخة التصميم إلى اعتماد بترانجلي على النموذج الأمريكي في إنشاء سد النهضة، وخاصة سد ستيلووتر في ولاية يوتا الأمريكية. وكانت وحدات المهندسين في الجيش الأمريكي واختصارها USACE طورت إنشاءات السدود ووضعت لها عددًا من المواصفات الإنشائية، اطلعت المنصة عليها.
الجيولوجيا لاتخدم إثيوبيا
وضعت المواصفة الأمريكية الخاصة بإنشاءات السدود، رقم EM 1110-2-2200، عددًا من المحاور لاختيار موقع إقامة السدود الخرسانية، أن يكون على منحدر ضيق، وقوة الصخور، لذا تُوصي بضرورة إجراء عدد من الاختبارات لقياس التركيب الجيولوجي للموقع المُختار.
وتُضيف المواصفة الصادرة عام 1995، أنه يُمكن تحديد التحقق من الأرض بإجراء "اختبار قوة" للتعرف على خصائص الصخور، لتحديد عوامل التحمل والضعف.
وتُحدد المواصفة 9 نقاط لتحليل عوامل الثبات والإجهاد التي تؤثر على تصميم السد وهي "الحمل الميت" وهو الوزن الحقيقي دون الضغوط، وضغط المياه المرتفع والمنخفض، والارتفاع، ودرجة الحرارة، وضغط الترسيب والطمي، وقوة الزلزال، وضغط الرياح، والضغط الجوي، ورد فعل الأساسات".
لكن موقع سد النهضة، يفتقد إلى أغلب هذه النقاط، بسبب ضعف بنية الصخور، حسب دراسة أجراها معهد فورنتير لتقييم استدامة سد النهضة الإثيوبي. وترى الدراسة، التي أُجريت وفقًا لمعايير اللجنة العالمية للسدود WCD، أن الهضبة الأثيوبية واحدة من أكثر الأماكن عرضة للتآكل على سطح الأرض.
وتُضيف الدراسة الصادرة في 2014، أن التضاريس الجبلية الإثيوبية "هشة جدًا" بسبب هطول الأمطار، إضافة لأن ترسبات الطمي ستُشكل خطرًا كبيرًا على جسد السد باعتباره "حملًا مضافًا"، محذرةً من إمكانية انهيار السد.
كما تُحلل دراسة جيولوجية صخور موقع السد النهضة قائلةً "أغلب صخور سد النهضة قابلة للتآكل بسهولة، فضلًا عن فشلها في توفير أساس مُستقر وثابت".
وتُحدد الدراسة التي أعدها الأستاذ بقسم الهندسة المدنية والبيئية، بجامعة الإمارات العربية، الدكتور محمد مصطفى، والأستاذ بقسم الري والهيدروليكا بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، الدكتور سامي إسماعيل المهدي، الصادرة في 2017، أنواع صخور موقع السد بأكثر من 10 أنواع، لافتةً إلى انتماء المنطقة للكتلة النوبية التي تتكون من الصخور المتحولة من الكوارتز والأمفيبوليت، والصخور الرسوبية "الحجر الرملي".
وتتوقع الدراسة، أن إقامة السد سيؤدي لتسرب كبير للمياه، مما يعني زيادة وقت ملء بحيرة خزان السد، محذرةً من تسبب بحيرة خزان السد في ضعف القشرة الأرضية بالمنطقة.
وتُدلل على ذلك، بأن المنطقة التي تقع طول حافة الكتلة النوبية والأخدود الإفريقي شهدت تاريخيًا نشاط زلزالي، بعد مراجعة أجرتها للبيانات الإحصائية للنشاط الزلزالي من 1965 إلى 1997.
سيطرة إثيوبية
بحسب نسخة التصميم، يتكون المشروع من سدَّين، رئيسي وركامي، يبلغ ارتفاع الأول 175 مترًا، والثاني 60 مترًا، في حين حددت أقصى ارتفاع لمستوى المياه في بحيرة التخزين بـ645 مترًا. لكن لماذا سدَّين؟
يشرح الأستاذ بقسم التطبيقات الجيولوجية بالهيئة الوطنية للاستشعار عن بعد، الدكتور محمد البسطويسي، سبب وجود سدَّين "رئيسي - ركامي"، بأن طبيعة موقع سد النهضة المُتباينة ما بين الارتفاع والانخفاض، لاتُتيح سوى قدرة تخزين بحجم 17.5 مليار م3.
ويُضيف في اتصال هاتفي للمنصة، أن أقصى ارتفاع للسد الرئيسي في هذه الحالة سيبلغ 100 متر، ولن يتعدّى منسوب المياه في بحيرة التخزين 606 مترًا، لأنه في حال تخطت المياه هذا المستوى، ستتدفق المياه وتسييل فوق السد، وستمتد عبر وادي رافد نحو خزان الروصيرص، خارج مجرى النيل الأزرق.
ويقول البسطويسي إن لهذا لجأت إثيوبيا لإنشاء السد الركامي إلى الغرب من سد النهضة الرئيسي، للتحكم في فائض المياه، وزيادة ارتفاع السد الرئيسي، ورفع السعة التخزينية للمياه، مضيفًا أنه كلما ارتفع طول السد الركامي، سمح بزيادة ارتفاع السد الرئيسي.
ويرى أستاذ التطبيقات الجيولوجية أنه "رغم النص على أن سعة بحيرة التخزين 74 مليار م3، لكن من أجل السلامة الفنية واستدامة السد، لن يتم ملء السعة القصوى له، كما يحدث في تشغيل السد العالي، الذي يمكن أن يستوعب من مستويات المياه حتى 183 مترًا، لكن مصر تسمح بالحد التشغيلي 173 مترًا، حفاظًا عليه".
ويُقدّر البسطويسي، حجم القدرة التخزينية لسد النهضة بنحو 63 مليار م3، وعند ذلك سيكون عمق المياه 146 مترًا، ومساحة البحيرة تقترب من 1950 كم2. ويعتقد، أن السد الركامي، يمنح إثيوبيا سيطرة كاملة على حوض النيل الشرقي، لافتًا إلى أنه في حال تخطي حجم السد الركامي 80 مترًا، ستبلغ القدرة التخزينية نحو 173 مليار م3.
لماذا أسمنت البوزلان؟
تُوضح شركة بترانجلي في التصميم، أن الإسمنت المُستخدم في جسم السد نوعين؛ هما البورتلاندي ويصل حجمه إلى 300 ألف م3 من إجمالي حجم السد البالغ 10 ملايين طن، والبوزلان الذي تصل نسبة استخدامه لنحو 80% أو ما يُقارب 7 ملايين م3 من السد.
ووفقًا للمواصفة الأمريكية الخاصة بإنشاءات السدود المضغوطة، فإن نوعية الإسمنت هي المحور والعامل الرئيسي في صلابة واستدامة السدود الخرسانية.
وخاطبت المنصّة جمعية الخرسانة البريطانية Britpave، وهي مجموعة استشارية من المهندسيين والفنيين المستقلين، لتفسير أنواع الإسمنت المُستخدم في سد النهضة، وأرسلنا لهم نسخة من تصميم السد.
وتقول الجمعية البريطانية على لسان عضوها الدكتور ريتشارد بارنز، إن التصميم يُظهر استخدام الشركة أنواعًا كثيرة من الإسمنت، في مناطق مختلفة من جسد السد نفسه، مرجعًا ذلك إلى أن الشركة تستهدف من كل نوع أداء وظيفة مختلفة.
ويُوضح بارنز "عند أساسات السد، استُخدِمت نوعية من الأسمنت مقاومة للكبريتات، تفاديًا للكبريتات الموجودة في المياه الجوفية، وفي الجزء العلوي استخدم نوعًا آخر مقاومًا لضغط المياه، وفي منتصف جسم السد استُخدِم نوع من الإسمنت منخفض الحرارة حتى لاتتشقق الخرسانة، وعند اتجاه مجرى النهر استُعمل نوع مختلف جديد من الخرسانة".
إلى ذلك، يُعرَّف الأستاذ متفرغ بقسم الهندسة المدنية، بكلية الهندسة، جامعة أسيوط، الدكتور عبد الرحمن مجاهد، إسمنت البوزلان بأنه لايختلف في شكله عن الإسمنت العادي، لكن يتميز بعدة خصائص، هي المقاومة للضغط، والمتانة وزيادة الصلابة بمرور الزمن.
ويُضيف في حديث هاتفي للمنصّة، أن قوة أسمنت البوزلان تتوقف على المعادلة الكيميائية للتركيب، مرجعًا سبب انخفاض تكلفته، كما تدّعي ساليني وبترانجلي، نتيجة لتوافر خاماته الأساسية في البيئية الإثيوبية.
ويُفسر استخدام الصخور من نوعية الجرانيت والكوارتز في خرسانة السد، كونها من الصخور النارية المتحولة التي تمتاز بـ حُبيباتها الدائرية، وارتفاع عامل مقاومتها للقوى الخارجية مثل الرياح والمياه والأمطار، وانخفاض امتصاص المياه.
ويُحدد مجاهد، أبرز النقاط المعمول بها في منشآت السدود بعدمالنفاذية للمياه، انخفاض درجة امتصاص المياه، ازدياد مقاومة جسم السد مع الزمن، والأخيرة تعني تحمّله للعوامل الهدَّامة مثل الرياح، والأمطار، والفرق في درجات الحرارة وغيره.
وتعترف شركة بترانجلي في ورقة التصميم، بمعاناة سد النهضة من مشكلة نفاذية المياه أو التسريب، لأنه مع ارتفاع السد عن 130 مترًا، ستزداد نفاذية الكتلة الصخرية بالسد. وتُقدر، أنه أسوأ سيناريوهات تسرب المياه، ستبلغ في الضفة اليسرى للسد أكثر من 50% بمعدلات تتراوح بين 45 إلى 65 لترًا في الثانية، في حين سيصل حجم التسرب في الضفة اليمنى لـ 140% بمعدلات تتراوح بين 40 إلى 95 لترًا في الثانية.
من جهة أخرى، حاولت المنصة التواصل مع شركة ساليني 4 مرات عبر البريد الإلكتروني والهاتف، للتعليق وبعد مماطلة لأكثر من شهر، تهربت الشركة من الرد.
لماذا تكذب إثيوبيا؟
حددت شركة بترانجلي في نسخة التصميم، أن سد النهضة قادر على توليد ستة آلاف ميجاوات من الكهرباء سنويًا، حيث إنها ستضع 17 توربينًا مولدًا للكهرباء، منها 10 توربينات على الضفة اليمنى للسد، و7 على اليسرى.
وكانت شركة الكهرباء الإثيوبية تعاقدت على شراء التوربينات من شركتي فويث الألمانية وألستوم الفرنسية، بأكثر من نصف مليار دولار، حسبما نشرت الشركة على موقعها الإلكتروني.
لكن كبير الاستشاريين في شركة سنواي ماونتين الهندسية الاسترالية، والأستاذ بجامعة لاتروب الأسترالية، الدكتور يوهانس يهادجو، يكشف عدم دقة هذه المعلومات، موضحًا أن سرعة تصريف المياه المُتاح في النيل الأزرق "مُتباين"، فأحيانًا يُسجل 700 متر مكعب/ الثانية، أو 5 آلاف م3/ ث فقط.
ويُضيف يوهانس للمنصة، إن المتوسط الذي اعتمدته الشركة "مجرد افتراض"، موضحًا أن اعتماد بترانجلي وساليني على هذه المُعدلات أعلى بكثير من المتوسط السنوي للنيل الأزرق. ويُتابع، أنه لتوليد 6 آلاف ميجاوات سنوي، فإن ذلك يتطلب تصريف دائم للنيل الأزرق بحجم يقترب من 6 آلاف م3/ الثانية، وهذا غير ممكن.
ويُقدر، أن أقصى متوسطات تصريف النيل الأزرق، أو حتى ما تستطيع إثيوبيا تصريفه، لضمان استدامة توليد الطاقة يتراوح بين 2400 م3/ الثانية وبين 1500 م3/ الثانية، متوقعًا أن إجمالي ما يمكن أن يولده سد النهضة من الكهرباء سيبلغ 2800 ميجاوات فقط.
ويُتابع كبير الاستشاريين، أنه حتى بعد سنوات من تخزين المياه، لن تُوفر بحيرة التخزين تصريفًا مائيًا يُعادل وقت الذروة لفترات طويلة، متوقعًا أنه في حال تصريف متوسط مائي بنحو 2350 م3/ ثانية، ستُتيِح توليد نحو 3 آلاف ميجاوات من الكهرباء، أي نصف الطاقة المصمم لها السد.
ويرى أن السيناريو الوحيد لضمان إمدادات ثابتة من الكهرباء، يجب إعادة تصميم سد النهضة على متوسط سرعة تصريف للمياه بنحو 1456 م3/ ثانية، وهذه الكمية تستطيع تشغيل 7 توربينات فقط.
ويُكمل يوهانس، "وبذلك يُمكن تقليص نفقات إنشاء السد من 4.8 مليار دولار إلى نحو 2.3 مليار دولار فقط، وهذا سيجعل مصر سعيدة، بل يُمكن أن تُقرض الإثيوبيين المال. "في النهاية، فإن نصف توربينات سد النهضة، نادرًا ما سيتم تشغيلها".
تهرب ثم اعتذار
بعد مماطلة طويلة، ردت شركة بترانجلي على أسئلة المنصة، في الرد الأول عبر البريد الإلكتروني، شككت الشركة في مصداقيتنا؛ وقالت نصًا بالإيطالية "كونك صحفيًا مصريًا، من الواضح أنه لا يُمكن أن تكون مهنيًا، وأنه يُمكنك استخدام المعلومات ضد إثيوبيا وضد المشروع".
ورغم هذا الاتهام، كررنا طرح الأسئلة مرة أخرى عبر البريد الإلكتروني، وفي هذه المرة، رد المسؤول الإعلامي بشركة بترانجلي بالأسف والاعتذار، وأنه يرغب في تنحية ما كُتب باللغة الإيطالية.
وتقول الشركة للمنصّة، إن حجم الستة آلاف ميجاوات المذكور في تصميم سد النهضة هو "القوة الاسمية" أو أقصى قدرة يمكن أن تولدها محطة سد النهضة. وتعترف، أنها بالفعل اعتمدت في التصميم، على أقصى تصريف للمياه في النيل الأزرق، والذي يحدث خلال أشهر الفيضان.
وتُبرر الشركة، ذلك بأنها كل تصميمات محطات التوليد الكهرومائية تعتمد على الحد الأقصى لتصريف المياه، وليس المتوسط، لكن هذا لا يعني أن المحطة مستمرة في إنتاج أقصى قدرة طول الوقت لعوامل كثيرة أبرزها "سرعة وحجم تصريف المياه"، ناهيك عن الفاقد من التوربينات.
ومن وجهة نظرها أيضًا، بشأن الهدَّر المالي بسبب حجم السد الكبير، ترد بترانجلي "هذا التعليق لا قيمة له من الناحية الفنية أو الاقتصادية".
في النهاية يتضح من آراء الخبراء أن سد النهضة يكلّف أموالًا ضخمة، لكنه لن يُنتج هذا القدر المُعلَن من الطاقة الكهربائية، فضلًا عن وجود خلل في البنية الجيولوجية للهضبة الإثيوبية، وبالتالي فعلى إثيوبيا إتباع مبادئ الشفافية والوضوح مع شعبها ودولتي مصر والسودان.