تشير عقارب الساعة إلى الثانية ظهرًا، وعلى شاشة الهاتف يُظهر تطبيق الطقس درجة الحرارة 17 مئوية، وينذر من أنها مع انتصاف الليل ستنخفض لتصبح 7 درجات. منذ أعلن الشتاء قدومه رسميًا ببرودة وصقيع وأمطار؛ بدأت خطط مواجهته، طبقات من الملابس الصوفية ومشروبات دافئة، والجلوس في الشمس نهارًا وبجوار المدفئة ليلًا.
هذه الخطط على بساطتها تعدّ رفاهية ليست متاحة لهؤلاء، مَن يتسابقون لدخول مرحاض ضيق أملًا في اللحاق ببعض المياه الساخنة داخل سجون فرضت عليهم خططًا بديلة يحتالون بها على البرد باستخدام أبسط المواد: كراتين وجرادل مياه ساخنة إن توفّرت، وربما سخانات عبارة عن أسلاك كهربائية مكشوفة يضعونها داخل جرادل المياه الباردة مع احتمالات التعرض للصعق الكهربائي، مع بعض الملابس الثقيلة لو سمحت لهم السلطات ﻷسرهم بإدخالها لتحميهم من برد الزنازين، هذا الذي كان "هاشتاجًا" أطلقه مستخدمو إنترنت وحقوقيون، وتحدثوا من خلاله عن معاناة برد الشتاء في السجون.
المنصّة تحدثت مع عدد من سجناء الرأي السابقين، لمعرفة كيف تعايشوا مع درجات الحرارة المنخفضة في ظل أوضاع معيشية صعبة من نوم على أرضٍ أسمنتية أو بلاط، وكيف تركت آثارها على أجسادهم.
طرة تحقيق: التكدير بالحرمان من الملابس
عمر سمير*، واحد ممن قضوا فترة حبسهم احتياطيًا على ذمة قضية سياسية في ليمان طرة تحقيق، الذي أودع فيه صيفًا وحلّ عليه الشتاء خلال فترة حبسه، قبل أن يغادره بإخلاء سبيل في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019.
في ذلك السجن، حُرم سمير من أشياء رغم بساطتها إلاّ أنها تُشكل فارقًا مع السجين، كان منها اﻷغطية "وقت ما اتسجنت ماتصرفش أي بطاطين ليا، بس قدرت أتصرف وآخد بطاطين من سجناء تانيين. أما الملابس، فكانت عبارة عن بنطلون وقميص خفيف جدًا".
حين يحاول الأهل التدخل لمساعدة الابن السجين، كان الأمر يخضع لقرار السلطات، وفقًا لما يذكره سمير للمنصّة "طبعًا المفروض يجي لبس مع الأهالي في الزيارات، وإدارة السجن هي اللي بتقبل تدخله أو ﻷ. عن نفسي؛ اتسمح يدخل لي ترنج أبيض مبطّن، وبطانية وكوفرتة، لكن لو بطانية طبقتين كانت بتترفض. غالبًا خوفًا من إن يكون متهرّب فيها حاجة".
كان سمير واحدًا من سجناء أربعة يتشاركون زنزانة صغيرة، مسموح لهم بأمور تعينهم ضد برد الشتاء، إلى أن حرمهم منها غضب السلطات "كنا بنتريّض، وعندنا حمامات بسخان في العنبر، لكن حصلت حادثة هروب في الليمان، فحرمونا من الحاجات دي وسمحوا لنا بالتريض لساعتين في ملعب كرة عبارة عن قفص حديدي، مع إنه رسميًا المفروض التريض من الساعة 10 صباحًا لـ 5 مساءً".
التكدير لسمير ورفاقه لم يقتصر على وقت غضب السلطات من حادثة هروب، لا ذنب لهم فيه، أو منع دخول ملابس بعينها، لكنه كان يتم بصورة روتينية في أوقات أخرى يذكرها ككابوس "طبعًا الأعياد بمختلف أشكالها ويوم الجمعة، ماكنش فيهم تريض، وبيتقفل علينا الزنزانة، وكانت بتبقى أيام جحيم لو صادف إن أيام العيد والجمعة جايين ورا بعض. بنقضيها كلها في الزنزانة من غير ما نشوف الشمس في عز البرد".
أبو زعبل: الرش بالمياه الباردة في فبراير
بالنسبة لنادر إبراهيم*، لم يكن اﻷمر أقل سوءًا، خاصة وأنه قضى بعض فترات حبسه احتياطيًا في شتاء 2014 بين سجنين هما طرة وأبو زعبل، في قضية تتعلق بمظاهرات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
"كانت الظروف بتبقى مختلفة بين السيئ والأسوأ"، بتلك العبارة قارن إبراهيم للمنصّة بين سجنين بقوله "روحت لهم في أبو زعبل في آخر يناير 2014، بترنج وكالسون حراري لونه أبيض زي ما قواعد السجن بتقول. لكن خدوا مني الهدوم كلها وأدوني سترة خفيفة وكلها بالمناسبة بتبقى مقاس واحد، لدرجة إن زميلنا اتقطعت عليه ﻷن المقاس أصغر منه".
لم يُحرم إبراهيم من ملابسه فقط عند ترحيله من القسم إلى سجن أبو زعبل، بل من وسائل أخرى للتدفئة "أخدوا مني البطانيات اللي أهلي دخلوها لي في القسم، وصرفوا لي بطانية رمادي ريحتها جاز وخفيفة وقصيرة، وكنت مخير بسبب حجمها بين إني أغطي رجلي أو وشي".
يصف إبراهيم نفسه بـ"سيئ الحظ"، وذلك لأسباب تتعلق بموقع سجن أبو زعبل "كنت في عنبر بيطل على أرض فضاء، الشباك كان بيدّخل هوا شديد؛ وعند نقلي من أبو زعبل لطرة كان حاجة كويسة، ﻷن أبو زعبل ده برّه الدنيا. يعني مثلًا أرضية زنزانة طرة كانت بلاط، إنما في أبو زعبل أسمنت، ودي بتحتاج عزل بمواد كتير مش متوفرة، ده غير إننا كنا بنبقى نايمين على اﻷرض".
يتابع السجين السابق وصفه لشهور قضاها خلف أسوار السجنين، مقارنًا بينهما "في أبو زعبل المياه كانت طول الوقت مقطوعة، ولما بتيجي بنستحمى بيها ساقعة في الشتاء، ده غير إننا كنا لما بنتضرب بيترش علينا ميه ساقعة. ولما اتنقلت لطرة في آخر فبراير، كانت تجربتي فيه كانت أفضل نسبيًا مقارنة بأبو زعبل. يعني طرة فيه تريض، فكنت بشوف الشمس، وفيه ميّه سخنة في الانفرادي".
برج العرب: التأثيث البدائي
على مدار 3 سنوات و3 أشهر في الفترة الممتدة ما بين ديسمبر 2013 ومارس 2017، كان الناشط السياسي لؤي القهوجي واحدًا من بين أكثر من 20 شخصًا في واحدة من زنازين سجن برج العرب بالأسكندرية، بسبب مشاركته في وقفة لإحياء ذكرى خالد سعيد، وحكم عليه بالسجن سنتين، زاد عليهما سنة و3 أشهر بموجب حكم آخر صدر ضده أثناء حبسه، بقضية أخرى هي "اقتحام قسم شرطة الرمل".
يحكي قهوجي للمنصّة كيف كان تعداد زنزانة برج العرب سببًا في مشكلات يومية "عملية تسخين الميّه بتبقى بطيئة، فمش كل الناس بتلجأ لها في الشتا. بالنسبة لي أنا كنت بستسهل استعمال الميه الساقعة. وبالنسبة للملابس التقيلة، فاﻷمر بيبقى على حسب مدى استقرار الأوضاع في السجن، أحيانًا بيكون فيه مشاكل مع المباحث أو الإدارة، فبيكون فيه تشديد في كل حاجة".
مرّ الناشط الشاب بالحالتين، رضا السلطات وسخطها "لما كان مفيش مشاكل؛ الملابس كانت بتدخل عادي. لكن في فترة التشديد، كان ممنوع دخول الملابس التقيلة، وبنكتفي بلبس السجن الخفيف".
جمصة: طقم وحيد
أثناء سجنه، انتقل قهوجي من برج العرب إلى سجنين آخرين، هما الحضرة وجمصة، لكن لوقت قصير تصادف أن يكون في فصل الشتاء. يحكي عن هذه التجربة "ظروف ترحيلي لسجن جمصة كانت تغريبة (ترحيل عقابي)، بسبب أحداث في السجن أخدوا فيها مجموعة ناس وكنت من ضمنهم، ده كان في نوفمبر 2016".
وﻷنها تغريبة عقابية؛ فكان لها تأثير على لؤي ورفاقه في سجنهم الثاني "الفترة دي كان ضمنها تشديد تام، فماكنش فيه ملابس تقيلة خالص، وكنا بلبس السجن، اللي هو طقم واحد خفيف جدًا".
القناطر: طابور المياه الساخنة
في سجن النساء؛ لا يختلف اﻷمر كثيرًا عما يتعرّض له الرجال وفقًا لما لآية حجازي، التي كانت إحدى نزيلات سجن القناطر على مدار ثلاثة أعوام من 2014 إلى 2017، قضتها في الحبس الاحتياطي على ذمة القضية 4252 لسنة 2014، المعروفة باسم قضية بلادي.
ترى حجازي نفسها ممن تعاملن بصورة جيدة في السجن، لكنها تستدرك بقولها للمنصّة "لكن ده لا يعني إننا ماواجهناش مصاعب. البطانيات مثلًا، كان ممكن يتقال للأهالي مش هتدخل دلوقتي، هاتوها الأسبوع الجاي".
تضيف السيدة التي كانت واحدة من الناشطات في مجال العمل الخيري، وسجلت شهادتها عن برد الزنزانة في فيديو على فيسبوك "فاكرة في مرّة كانوا بيدخلوا البطاطين الميري لينا، وده كان بعد ما البرد بدأ بشهر أو أكتر. وفيه ناس عايزة تاخد بطانية قالوا لهم ﻷ، ده للناس اللي مالهاش زيارات. هذا بخلاف الشبايبك الكبيرة في العنبر وكانت مش متقفلة، لا بخشب ولا أي حاجة".
تصف آية العنبر الذي كانت فيه بـ"عنبر الأغنياء"، ومن دواعي هذا الوصف هو وجود سخانين بداخله، ولكن حتى هذه الميزة صاحبتها العراقيل "علشان نستحمى كان بيبقى فيه خناقات، ﻷن الميه السخنة بتخلص بسرعة، وطبعًا كان فيه محاباة للناس اللي معاها فلوس أكتر. يعني كله ليه حق السخان، بس اللي يدخل الأول يلحق الميه السخنة، وباقي الطابور ما يلحقش".
طرة شديد: رعشة البرد
"كنت مكسوفة إننا رايحين لابسين صوف ومتكلفتين، وولادنا جوه لابسين هدوم قطن" تلك العبارة وصفت بها الكاتبة إكرام يوسف مشاعرها عقب عودتها من زيارة ابنها زياد العليمي، المحامي الذي صار منذ 25 يونيو/ حزيران 2019 واحدًا من نزلاء ليمان طرة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"تحالف الأمل".
"علاء بردان، لما بنشوفه في الزيارة بيبقى بيترعش من البرد وبيننا حاجز زجاجي مش قادرين نحضنه ولا ندفيه". البرد الذي تشفق منه إكرام على ابنها، هو ما يؤلم أمًا ثانية هي الدكتورة ليلى سويف، التي وثّقت بتلك العبارات ألمها من البرد الذي يعانيها ابنها المبرمج علاء عبد الفتاح، المحبوس منذ 29 سبتمبر/ أيلول 2019، وفقًا لما لاحظته عليه في زيارتها اﻷخيرة له بمحبسه في السجن نفسه، طرة، لكن في سجن شديد الحراسة 2.
ما يعانيه زياد وعلاء وتشكو منه والدتيهما ليس باﻷمر الاستثنائي، فهو معاناة السجناء على اختلاف محل احتجازهم، والتي حاولوا خلق حيل للتغلب عليها أمام درجات حرارة كثيرًا ما تنخفض ليلًا إلى أقل من 10 درجات مئوية. لكن حتى هذه الحيل غير مضمون نجاحها، فاﻷمر دائمًا في يد مسؤولي السجون، والتي طالما لاقت انتقادات حقوقية جرّاء تردّي أوضاعها.
حيل التعايش: السوستة وكمبيوتر السجن
أمام كل ما مروا به؛ لجأ للسجناء لحيّل على بساطتها كانت بمثابة منقذ لهم من برد الشتاء وذلك في حال ابتعدت عنهم "التجريدة (التفتيش)" للبحث عن الأدوات البدائية داخل الزنازين من جرادل أو سخانات أو كراتين.
من بين الحيل، ما تحكي عنه آية حجازي فيما يخصّ تدفئة المياه بعيدًا عن خناقات السخان "فيه طبعًا ناس كانت بتغلي ميه وتحطها في جردل".
لكن حتى هذا الحل لم يخل من مشاكل تبدو في تساؤلات آية "لكن مين عنده غلاية ومين عنده جردل؟ ﻷن الحصول على الحاجات دي كمان بيحتاج تصريح، فده كان بيبقى للناس اللي عندها مميزات. وده بالمناسبة كان أحسن عصور القناطر".
في زنزانة طرة تحقيق كانت للسجناء الأربعة وسائل للتدفئة يحكي عنها عمر سمير "كنّا بنفرش تحتنا كراتين وبطاطين ونتغطى، وكان فيه ناس بتشغل سخانات يدوية بنسميها "كمبيوتر السجن"، هذا الكمبيوتر عبارة عن سلك نيكل كروم متوصل بطريقة معينة مع حاجات تانية زي رمل وملح ووعاء فخار؛ فبيبقى شبه سخان أو دفاية. لكن طبعًا لو جت تجريدة بتاخد الحاجات دي كلها".
ينطوي أمر استخدام هذا السخان، وفقًا لسمير "المشكلة في السخان ده إن الأسلاك بتكون عريانة؛ فكان ممكن تعمل كوارث وتكهرب اللي بيستخدمها".
لكن هذه الخطورة لم تمنع لؤي القهوجي ورفاقه من اللجوء إلى "السوستة" في سجن برج العرب، وهي الوسيلة الثانية للتحايل من أجل الحصول على مياه دافئة للاستحمام "كنا بنستخدم السوستة، وهي عبارة عن سلك معدني على شكل سوستة، بيتغطس في الميّه ويتوصل بالكهرباء لحد ما الميّه تسخن".
هذه واحدة من أمور بسيطة جيدة نسبيًا مقابل مشكلات أخرى واجهها القهوجي "تأسيس الزنزانة بدائي تمامًا، مفيش سراير أو مصاطب. هي مجموعة بطاطين بتتفرش على الأرض مش أكتر. وحتى كهربة الزنزانة بدائية مبرومة جاية من خارج الزنزانة، وبتبقى بفلوس هي واللمبات".
لكن هذه الحيل كانت بالنسبة لإبراهيم نادر "بلا طائل" أمام قسوة الظروف المعيشية داخل الزنزانة "مفيش أي طريقة كان ممكن نتحايل بيها على ظروف السجن والبرد. وأي توصيات محامين أو نيابة مالهاش أي قوة إلزامية للسجن اللي بيمشي وفقًا لقرارات المأمور. مفيش حاجة ممكن تساعد السجين على إنه يتدفى، ﻷن الشبابيك كانت بتبقى مفتوحة، وبتدخل هوا شديد جدًا".
الالتهاب الرئوي كأثر جانبي
الهواء الشديد والنوم على الأرض والمياه الباردة في الشتاء وغيرها، لا مفر من أن يكون لها آثار جانبية على السجناء، ومنهم نادر إبراهيم "الشتاء في السجون سيئ جدًا، مفيش سراير ولا وسائل تدفئة وكنا بننام على الأسمنت والرطوبة عالية. وأنا تاريخي مع السجون كله مرض. ولما خرجت من السجن اتعالجت لمدة شهرين من الالتهاب الرئوي".
عمر سمير غادر محبسه بمشكلات صحية ومنها ارتجاع في المرئ، مشيرًا إلى أن سوء الأحوال الجوية لا تقتصر على فصل بعينه "الصيف مش أقل سوءً من الشتا، لأني لما اتسجنت في الصيف، ودرجة حرارتي ارتفعت فاضطروا يدلقوا عليا ميه علشان درجة حرارتي تنخفض. في الصيف مفيش تهوية وفي الشتاء مفيش تدفئة".
غياب التدفئة عن الزنازين، كان له أثره أيضًا على آية حجازي "قضيت السجن تعب. كان عندي وجع في الأسنان، وفي مرّة تانية أخدت نزلات برد مستمرة لمدة 6 شهور. كنت بقدر أجيب علاج من برّه، ﻷن مستشفى السجن ماكنش فيها غير مضادات حيوية، وبتتصرف بالعافية. لكن كنت بشوف معاناة زميلاتي في إنهم يتكشف عليهم أو يتصرف لهم علاج".
ماذا عن التعويض؟
ما حدث مع آية ولؤي وعمر ونادر وغيرهم من السجناء، يعد مخالفات صريحة للدستور المصري، تحديدًا المادتين 55 و56، اللتين تنصان على حقوق السجين في الرعاية الصحية والمعاملة بصورة "تحفظ الكرامة، ولا تعرّضه للخطر"، وتحظران تمامًا "تعذيبه أو ترهيبه أو إكراهه، أو إيذائه معنويًا أو بدنيًا"، كما شددت على ألا يكون حبسه "إلاّ في أماكن مخصصة لذلك، ولائقة إنسانيًا وصحيًا".
يقول المحامي أحمد راغب، إن "القانون يفرّق بين المحبوسين احتياطيًا والسجناء المحكومين، إذ يمنح الفئة الأولى مزيدًا من المزايا سواء فيما يتعلق بتأثيث الزنازين أو تناول طعام معين وارتداء ملابس من خارج السجن".
راغب واحد من محامين يقدمون مطالب بشأن رعاية موكليهم، وهو ما يشير إلى أن "النيابة تستجيب في كثير من الأحيان لهم، خاصة لو تعلّق اﻷمر بحالة مرضية".
يضيف راغب للمنصّة "اﻷساس في التعامل مع أي محتجز هو الحفاظ على سلامته الصحية والجسدية والنفسية إذ أن السجن ليس هدفه التنكيل، بل هو عقوبة بتقييد الحرية".
يستدرك الحقوقي "لكن هذا لا يحدث على أرض الواقع، بسبب عدم دراية المحتجز بحقوقه أو ﻷن السلطات قررت حرمانه منها كأحد طرق التكدير، ويتنوع هذا الحرمان بين تأثيث الزنزانة أو المنع من الحصول على الكتب والصحف والراديو، بالمخالفة للائحة السجون وما وقّعت عليه مصر من اتفاقيات دولية".
يتفق مع الدستور المصري، فيما يتعلق بحقوق المحتجزين، نصوص قانونية محليّة ودولية، من بينها القانون 396 لسنة 1956 بشأن تنظيم السجون، وكذلك لائحة السجون الصادرة بقرار وزير الداخلية برقم 79 لسنة 1961، وقرار وزير الداخلية رقم 691 لسنة 1998 بشأن معاملة السجناء، بالإضافة لمواثيق دولية أبرزها اتفاقية مناهضة التعذيب الأممية التي صدّقت عليها مصر عام 1986، الأمر الذي يُلزم السلطات المصرية بتطبيقها.
بموجب هذه الالتزامات؛ "يحق للسجين رفع دعوى قضائية ضد إدارة السجن، للحصول على تعويض عما لحق به من أضرار"، بحسب المحامي أحمد راغب.
* أسماء مستعارة بناءً على طلب المصادر