بسم الله الرحمن الرحيم،
خليني أرحب بكل المتحدثين اللي موجودين اللي أثروا بشكل كبير ومتنوع الموضوع اللي تم تناوله النهاردة.
وأنا ماكنتش بكتب ملاحظات الحقيقة، أنا كنت بكتب بقول لشباب العالم اللي موجود معانا هنا، وحتى اللي هايسمعنا، المنتدى ده اتعمل كان الهدف منه إن إحنا نسمع بعضنا البعض، ونسمع التنوع في الفكر والتناول للموضوع الواحد. وزي ما إنتوا سمعتوا كده، يعني، القضية اللي إحنا بنتكلم فيها بنتكلم عن التحديات، وأنا هاقول موضوعات، وهاحاول أدي أمثلة عشان شبابنا اللي موجود هنا، شبابنا أقصد بيه شباب العالم، اللي هم شرفونا وموجودين معانا.
إنتوا سمعتوا عن الإرهاب، وأنا هاقلكوا إن الإرهاب باختصار شديد، صناعة شيطانية، صناعة شيطانية، بتُستخدم أدواتها في الإنسان وتقدمه لتحقيق الأهداف. والجريمة المنظمة، وأي شيء بيتعمل النهاردة، هو الساتر بتاعه هو الإرهاب، يعني تحت، ماحدش يقدر يوجه اتهام لحد نتيجة إن خلاص، الإرهاب النهاردة بقى غطاء لكتير من الأهداف اللي الدول بتسعى إنها تحققها.
وأنا اتكلمت في الموضوع ده قبل كدة وقلت إن أخطر ما في الموضوع وأخطر ما في الإرهاب إن هو تم استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية، وبالتالي هو ده النقطة اللي إحنا كشباب العالم محتاجين نبقى عارفين بس، نبقى شايفين ده. طب هايتغير أو مايتغيرش؟ طول ما في مصالح وطول ما في أهداف للدول، هاتجدوا إن هم لا يعدموا الوسيلة في استخدام أدوات وابتكار أدوات جديدة.
يعني القضية اللي إحنا بنتكلم فيها مش إن إحنا هانتغلب عليه إزاي، لأ، إن إنتوا تبقوا عارفين إن ده أداة جديدة، أو أداة استُخدمت عبر سنوات طويلة، لتحقيق أهداف سياسية. وأنا هاتكلم عن مصر عشان يعني لا أُسيئ لحد.
في مصر بدأ الموضوع ده من سنوات طويلة جدا، من الخمسينات يمكن، لكن ابتدا يؤثر تأثير كبير، وأنا بقول الكلام ده لكل شباب العالم ولشباب مصر وللشباب العربي اللي هو أتصور أكتر يعني، يعني هو الأكثر تأثرا أو ضررا من الموضوع اللي إحنا بنتعلم عليه.
لو أنا النهارده عايز أخلي دولة زي مصر دي ماتبقاش مستقرة. طب إزاي؟ عملية إرهابية أو عمليتين، يوقفوا كل أنشطة السياحة في مصر. لما وقفوا أنشطة السياحة في مصر، نخسر 14، 15 مليار دولار، وإحنا دولة مش غنية، إحنا مش دولة صناعية كبيرة، وإحنا دولة مواردنا محدودة، وبالتالي يدخل الدولة في أزمة كبيرة جدا جدا لمدة سنة اتنين تلاتة، حتى يتم التعافي المرحلي، كل سنة أحسن من اللي بعدها، يعني اللي بعدها أحسن منها.
اللي أنا أقصده بده إيه؟ اللي أقصده بده إن هم، يعني، شوفوا إزاي أقدر أدمر دولة زي مصر فيها 100 مليون، أقدر أطوحها وأخليها تنفذ الأوامر والتعليمات. ماحدش أبدًا كان هايتصور إن العمل الإرهابي اللي بيتم في مصر ورا منه، ورا منه، مطالب. ماحدش يتصور كده أبدًا. لكن السياسيين اللي قاعدين وأجهزة المخابرات بتفهم الرسالة وتقدرها.
إذن الإرهاب زي ما قلتلكم كده، ليكوا كلكوا، بغض النظر عن هو نشأ إزاي وتطور إزاي، لأن إحنا مش عايزين نخلط في الأوراق، إحنا لما بنيجي نتكلم عالإرهاب كظاهرة وإزاي نتعامل معاها، بنتكلم كتير، وبنتكلم على ال، يعني، المقاربة الشاملة، والثقافة والفكر، وحتى الخطاب الديني، تصويب الخطاب الديني، حتى، حتى يعني نقلل من استخدام الوعاء اللي هم بيستخدموا فيه لدعم وتطوير فكرة الإرهاب في العالم كله.
أنا عايز أقول بس ليكو كلكوا، إن المنتدى فرصة إنكوا تسمعوا بشكل متنوع من شخصيات مختلفة لموضوع واحد، لموضوع واحد، تناول من هنا وتناول من هنا.
دي نقطة بس أنا حبيت أتكلم فيها، أنا ماتكلمتش خالص عن الإرهاب نجابهه إزاي، الإرهاب مجابهته محتاجة جهد دولي، محتاجة جهد دولي، وأنا قلت قبل كده، يعني لما نيجي نجد إرهاب في دول الساحل والصحراء، 5 دول، آخرها من 3، 4 أيام بس، ويُقتل 70 جندي موجودين في معسكرهم، أكتر من 70 حتى، ويُصاب أكتر من كده، في عملية واحدة. طب إحنا لو سيبنا دول الساحل والصحراء في إفريقيا لوحدها تجابه ده، بقدرات أمنية مش مستعدية تجابه ده، بقدرات اقتصادية لا تستطيع أن تجابه ده، فيبقى إيه اللي ممكن يحصل؟
يحصل النزوح اللي بيتقال عليه، ممكن. التنمية تُدَمَّر، وهي تنمية محدودة جدا في دولنا الأفريقية، ممكن. إن الجماعات دي تسيطر وتبقى بدل ما مابنتكلم على جماعة إرهابية بنتكلم على دولة إرهاب. دولة إرهاب يعني إيه؟ يعني الدولة كلها زي داعش كده، زي سوريا والعراق ماحصل فيها، زي ما سوريا والعراق حصل فيها، تُقام دولة اسمها دولة إرهاب.
فإذن العمل الجماعي لينا كلنا حتى اللي مالوش ضرر مباشر، اللي ماعندوش ضرر مباشر، لأ، لابد إن إحنا كلنا نتكاتف مع الدول التي تقاتل الإرهاب، أو بتواجه الإرهاب، ونساعدها عشان الظاهرة بتنمو، بتنمو، وأنا بقولها لشباب العالم، بتنمو ولا تقل، وأتصور إن إحنا محتاجين ننتبه قوي للنقطة ديت، وانتبهوا من فضلكم أنا اتكلمت في الموضوع بتاع سوريا وليبيا والعراق من 6 سنين، وقلت أرجو إن إحنا لأوروبا ستتضرر كثيرا من العناصر التي ستعود بعد انتهاء مهمتها في سوريا، انتو دلوقتي بتشوفوا الكلام ده، حاليا بتشوفوه، وشايفين إن أوروبا عندها مشكلة بين قوانينها ومبادئها، ومابين مصالحها. مصالحها إنها ماتستقبلهمش، وقوانينها ومبادئها إنها تستقبلهم.
فاللي أنا عايز أقوله، أرجع بقى تاني هنا للإرهاب اللي يهمنا دلوقتي فيه، إن إحنا محتاجين كلنا، كلنا، نتكاتف في دعم الدول التي تواجه الإرهاب، ونسمي الأسماء بمسمياتها، نسمي الأسماء بمسمياتها. دي نقطة.
النقطة التانية، كمان الدول اللي بتدعم الإرهاب، لابد يكون لينا موقف واحد تجاهها، حاسم، مش معقول تبقى المصالح، وده أمر مانقدرش نغفله، مصالح الدول هي في الغالب الحاكمة لمسار سياساتها، لكن المخاطر اللي هاتترتب عن إن الظاهرة دي تكبر في منطقتنا وفي إفريقيا، هاتخرج للعالم كله، والحقيقة هاتئذيه أذيّة، وأنا بقولها النهارده أهو عشان بردو بسجلها تاني، عشان ننتبه إن إحنا لو ماعملناش ده، ووقفنا قدام الدول، وكان لينا موقف حاسم للدول اللي بتدعم الإرهاب وبتستخدمه كأداة لتحقيق أهدافها أو مصالحها.. ده فيما يخص الإرهاب.
النقطة التانية اللي أنا عايز أكلمكم فيها، هي إصلاح الأمم المتحدة، إصلاح الأمم المتحدة. الأمم المتحدة أُنشئت منذ أكتر من 70 سنة، في ظل ظروف دولية وإفراز الحرب العالمية الأولى والتانية، وكانت البشرية في الوقت ده يعني اتحركت عشان تبقى في مؤسسة بالقدرة دي لتواجه وتنظم السلام في العالم.
أتصور إن إحنا بعد أكتر من 70 سنة، محتاجين نطور. أنا بقول نطور، هم بيقولوا إصلاح. نطور المنظومة حتى تستطيع أن تجابه التحديات التي تجابهنا أو اللي هي نشأت وتطورت نتيجة التطور الإنساني اللي حصل في العالم اللي إحنا موجودين فيه.
لو ماعملناش كدة هايبقى دايمًا هي الأمم المتحدة بتواجه بقوانين، بقواعد، بأدبيات، يعني مش عصرية. مش عصرية بمنتهى منتهى التواضع في الكلمة. ده كلام كان معمول من، حتى 70، 80 سنة، والدنيا اتغيرت خالص، والتحديات اللي موجودة بقت مختلفة كثيرا، وبالتالي إحنا محتاجين كمان إن الأمن المتحدة تطور من نفسها في مواجهة هذه التحديات.
النقطة المهمة كمان اللي أنا عايز أقولهالكم، إن أنا عايز أقول في فرق كبير قوي بين القيم والمُثُل في تناول الموضوعات، القيم والمثل الإنسانية في تناول الموضوعات، وبين المصالح وأدبيات السياسة الدولية. إوعوا تخلطوا، أو اوعوا وانتوا بتسمعوا الكلام يُخلط في فهمكم الفرق بين الاتنين. إحنا ممكن لما نيجي نتكلم عن القيم والمبادئ الإنسانية، نتكلم كتير قوي، لكن عندما تُستدعى المصالح، نغير كلامنا، أو على الأقل مايبانش إن إحنا بنتغير وبنتجاوز ال، ما نتحدث عنه.
وأنا، يعني، هاشكر الشاب الدكتور عادل الحقيقة، إن هو كان يعني، أنا بطبيعتي ميال وده كلام مش مجاملة، ميال للشباب والشابات كثيرًا جدًا جدًا (تصفيق) صحيح... فـ.. تناوله للمسألة، واتكلم عن إن يعني التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى، فأنا الحقيقة هاقوله مثل جميل قوي، سمعته من أشقائنا في إفريقيا، قالوا إيه؟ قالوا عندما تتصارع الأفيال، فلا تسأل عن العشب الأخضر والأشجار الصغيرة.. عندما تتصارع الأفيال، فلا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة.. (تصفيق).
بمعنى، يعني إحنا لازم ننتبه إن الدول الكبرى والمتقدمة بقدراتها، عندما، يعني، يعني، وده طبيعة الدنيا، طبيعة الحياة، طبيعة التدافع، يعني ده أمر مش، مش، أمر مش غريب ولا شاذ، ده أمر طبيعي في العالم الإنساني اللي إحنا فيه، إن مافيش حاجة اسمها بالمطلق كده يعني عشان كدة قلت قبل العبارة ديت نفرق بين القيم والمثل الإنسانية ومابين المصالح والسياسات، ده أمر وده أمر. ولكن هاتظل المصالح هي الأداة والمحرك الرئيسي لحركة الدول في العالم. فأنا بس عايز أقوله إن عندما تصارع الدول الكبرى فالدول الصغيرة بتدفع التمن، ولازم تبقى الدول الصغيرة منتبهة لنفسها في هذا الأمر.
أنا يهمني إن أنا أقول إن أنا استقبلت صديقي ديميتريس في مصر بعد الثورة في 2013، وكان جاي برسالة عشان عايز يطمئن على إن الأوضاع في مصر وإن مافيش شكل من الأشكال المختلفة، وأنا شرحتله كل حاجة ساعتها. والحقيقة بيبقى، بقوله يا ترى كل اللي إحنا قلنا عليه لبلدنا مصر، أنا بقولها بقى لشبابنا اللي جاي النهارده بيشوف مصر اللي كادت، مصر كانت ستكون أكثر دمارًا من الدول اللي إحنا بنتكلم عنها، أكثر دمارًا من الدول اللي إحنا بنتكلم عنها، لأن إحنا عددنا عدد كبير جدًا، يعني أي دولة من اللي إحنا بنتكلم عنها مصر قدها من 3 ل 4 مرة، فتصوروا شبابها اللي فوق ال60 مليون يتقاتل أو يعني يتنازع مع بعضه البعض، يبقى الدولة دي هاتبقى عاملة إزاي؟ هاتبقى عاملة إزاي؟
أختم كلامي بإن إحنا في مصر هنا، كان نواجه الإرهاب فقط، أو التنمية.. إحنا لأ، إحنا كنا عارفين إن الإرهاب جاي عشان يوقف التنمية في مصر، وحتى كتير من مفكرينا ومثقفينا والإعلاميين كان بيقول إن المسارين يعني، يعني، خلوه اقتصاد حرب، وخشوا في حرب مع، خلصوا العملية بتاع الإرهاب في مصر، وبعدين نبقى نتكلم بعد كدة في التنمية.
أنا هاقلكوا على نموذج تشوفوه وتخلوا بالكوا منه، لأن إنتوا معنيين بالعالم ومستقبله. العراق حاربت وأنا آسف إن أنا ذكت الاسم يعني، داعش، خلال ال3، 4 سنين اللي فاتوا. لكن، يعني، ياترى كانت مهتمة بالتنمية أو مشيت في مسار التنمية، زي ما مشيت في مسار الحرب ضد الإرهاب؟ أتصور ده ماحصلش، وبالتالي لما انتصروا على داعش. شباب العراق بيقول فين إحنا؟ فين مستقبلنا؟ فين التنمية؟ فين ده وفين ده؟ ماستحملش. فاتحرك. فلما اتحرك، يعني، طبيعي عايز يغير من، يغير من وضعه يعني، لكن في مصر إحنا لما اتحركنا قلنا لأ، إحنا حتى لو كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة، إحنا سنعمل بكل طاقتنا وكأننا التنمية بنفس مستوى قتال الإرهاب، وكانت بنفس مستوى قتال الإرهاب (تصفيق).
ماهو أنا لازم أكون عارف الفرق بين حاجات الدولة وحاجات الفرد. حاجات الدولة استقرار، وحاجات الفرد إنه يعيش ويشتغل، ويبقى ليه بيت، ويبقى ليه أسرة. طب لو أنا ماعملتلوش كده؟ يبقى فهمنا لحاجات الأفراد منقوص وبالتالي لما يتحركوا هاتبقى في مشكلة كبيرة.
أنا مش عايز أطول عليكوا أكتر من كدة لكن أنا قلت إن وجودكم معانا هنا وسماعكم للكلام دوت والكلام الي هايتقال بعد كدة يمكن مش هايبقى في فرصة إن إنتوا تسمعوا من متخصصين ومسؤولين بصدق كبير وبموضوعية كبيرة زي كده، على شبكات التواصل الاجتماعي في كلام كتير موجود، ولكن الحقيقة مابيبقاش يعني زي ما قالوا كده أخبار بتبقى محتاجة إنها تتدقق يعني، فأنا بشكركم إن إنتم الحقيقة أثريتوا الموضوع اللي إنتوا اتكلمتوا فيه، شكرا جزيلا. (تصفيق).
ألقيت الكلمة بمدينة شرم الشيخ، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة، بحضور عدد من الشخصيات المحلية والعربية والدولية، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب من حول العالم.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط