أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس افتتاح الممر الملاحي الجديد لقناة السويس في كلمة ألقاها أثناء حفل أقيم بهذه المناسبة حضره مسؤولون كبار في مصر وعدد من قادة دول العالم، وذلك بالتزامن مع عبور أول سفينتين في اتجاهين معاكسين الممر الملاحي للقناة.
وقال السيسي في كلمة متلفزة بثها التلفزيون المصري "نأذن نحن عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بافتتاح قناة السويس الجديدة وتحيا مصر وتحيا شعوب العالم المحبة للسلام" وذلك فيما كانت السفينتان تعبران القناة وتطلقان أبواقهما.
وقال السيسي إن افتتاح مشروع قناة السويس يمثل "انطلاقة لمشروعات جديدة من بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس وتوسعة ميناء شرق بورسعيد".
وأضاف السيسي خلال افتتاح "القناة الجديدة": "وما افتتاح قناتنا اليوم إلا انطلاقة لمشروعات جديدة ولعل أكثرها اقتصادا بإنجاز اليوم هو مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس حيث تم اعتماد المخطط العام للمشروع."
واستقل السيسي الذي ارتدى بزة التشريفات العسكرية التي تحمل رتبته العسكرية [مشير] يخت المحروسة مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ورئيس هيئة قناة السويس الجديدة مهاب مميش وقادة الجيش و"عدد من ممثلي مختلف فئات ومحافظات الشعب المصري"، حسبما قال بيان عن رئاسة الجمهورية.
وبعد أن ترجّل السيسي من المحروسة بدأت مراسم الاحتفال الذي ألقى فيه السيسي كلمة أعلن فيها افتتاح الممر الملاحي الجديد، وقد بدّل ملابسه وارتدى بزة مدنية رمادية وربطة عنق حمراء داكنة.
ووجه السيسي التحية إلى الشركات المشاركة في إنجاز هذا المشروع على ما بذلوه لإنهاء المشروع في الوقت المحدد له، وخص بالذكر "التحالف" نسبة إلى تحالف الشركات الإمارتية العاملة بالمشروع، وأضاف "نهدي للعالم شريانا حضاريا للرخاء، وشعب مصر العظيم الذي أنجز هذا المشروع بسواعد أبناءه..".
وفي بداية الاحتفالات، مر يخت المحروسة الذي كان مملوكًا للعائلة المالكة المصرية في العهد الملكي ثم انتقلت ملكيته إلى رئاسة الجمهورية بعد ذلك في القناة الجديدة فيما عزف أربعة أشخاص يرتدون زيًا فرعونيًا وقفوا على ضفة القناة، ألحانًا عسكرية أثناء مرور اليخت.
وظهر إلى جوار السيسي في اليخت طفل صغير يرتدي زيًا عسكريًا ويلوح بعلم مصر.
وشاركت في الاحتفال طائرات الرافال وإف 16 التابعة لسلاح الجو المصري والتي حصلت عليها مصر خلال الأسابيع الماضية من كل من فرنسا والولايات المتحدة.
وشهد الاحتفال بالقناة الجديدة التي استغرق حفرها سنةً كاملة إجراءات أمنية مشددة إذ نشرت وزارة الداخلية عشرة آلاف شرطي في محيط الاحتفال.
وشن السيسي في كلمته هجومًا على جماعة الإخوان المسلمين إذ قال إن مصر حاربت خلال السنتين الماضيتين "مصر واجهت خلال السنتين الأخيرتين أخطر فكر إرهابي، لو تمكّن من الأرض لحرق الأرض (..) ولن يستطيع أحد النيل من إرادة الشعب المصري".
ستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين، ما سيقلص الفترة الزمنية لانتظار السفن دورها للعبور من 18 إلى 11 ساعة.
ويبلغ طول القناة الأصلية الواصلة بين البحر الأبيض المتوسط شمالًا إلى البحر الأحمر جنوبًا، 193 كيلومترًا.
وبدأ حفر القناة الأصلية عام 1859 في عهد سعيد باشا والي مصر، وتم الانتهاء من الحفر عام 1869 في عهد خلفه الخديوي إسماعيل الذي افتتحها بحضور عدد من ملوك وأمراك أوروبا.
وكان الحفر في قناة السويس بنظام السخرة، إذ اقتيد المصريون عنوة للقيام بأعمال الحفر وقتل الآلاف منهم طوال السنوات العشر.
وخلال الأسبوع الماضي قامت مصر بعدة تجارب لمرور السفن عبر القناة وقالت هيئة قناة السويس إن "التجارب كانت ناجحة".
وتم جمع التمويل اللازم لبدء أعمال الحفر عن طريق طرح أسهم القناة قبل نحو عام من الآن قبل الشروع في بنائها، واستخدمت أموال الممولين في أعمال البناء.