قالت شركة فيسبوك إنها "أغلقت أكثر من 350 حسابًا وصفحة يتابعها نحو 1.4 مليون، أنفقت خلالها نحو 167 ألف دولار على حملات دعائية". هذه الصفحات "تديرها شركتان؛ واحدة في الإمارات العربية المتحدة، والأخرى في مصر"، وربط فيسبوك الشركتين بالحكومة السعودية.
وأضاف البيان "الحملتان اللتان قمنا بإزالتهما غير مترابطتين، لكن كلتاهما أنشأتا شبكات من الحسابات لتضليل الآخرين. تبادلنا معلومات حول النتائج التي توصلنا إليها مع جهات إنفاذ القانون، والشركاء وصناع السياسات".
بهذا البيان أعلنت شركة فيسبوك مطلع هذا الشهر في بيان عبر موقعها الإلكتروني إغلاق المئات من الحسابات والصفحات والمجموعات في فيسبوك وإنستجرام في أحدث حملة ضمن جهود الشركة لمحاربة ما أسمته بـ"السلوك الزائف المنسق" عبر منصتها.
في مقابل ذلك قالت السعودية أن "حكومة المملكة ليس لديها علم بالحسابات المذكورة ولا تعرف على أي أساس تم ربطها بها" وذلك حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
بيان فيسبوك ذكر نصًا شركتين تقفان وراء تلك الحسابات والسلوك الزائف الذي تمثل في حملات دعائية مدفوعة تروّج لسياسات السعودية والإمارات في عدد من المناطق المشتعلة بالصراعات مثل اليمن وليبيا، بجانب نشر متكرر لموضوعات تشير إلى دعم تتلقاه جماعات إرهابية من قبل قطر وتركيا، ونجاح التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
الشركة الأولى المتورطة في هذه الحملات تدعى "newave" ومقرها في الإمارات، والثانية شركة مصرية مقرها في القاهرة الجديدة وتحمل اسم "new waves".
توصلت المنصة إلى أن إحدى الصفحات الموثقة بالعلامة الزرقاء والتي أغلقها فيسبوك، تعود لعمرو حسين، مالك الشركة، والتي يتابعها أكثر من 51 ألف شخص.
في هذا التقرير نستعرض لكم كل ما نعرفه عن الشركة المصرية، ومن يملكها وكيف تعمل، ومَن هم وكلائها في المنطقة العربية.
نيو ويفز: "الموقع واقع"
أغلق فيسبوك صفحة الشركة في فيسبوك وإنستجرام، مرورًا بحظر موقع تويتر حساب الشركة على منصته.
الشركة تدعى "new waves social"وتقدم تدريبات في التسويق الإلكتروني، والجرافيك، والسوشيال ميديا، مرورًا بتصميم المواقع الإلكترونية وذلك بحسب الموقع الإلكتروني والذي قامت الشركة بإيقاف الوصول إليه عقب ساعات من صدور بيان فيسبوك. ولكن من خلال استعراض الموقع من خلال "أرشيف جوجل" تظهر هذه الصورة المخبأة للموقع بتاريخ 27 يوليو 2019.
عقب ساعات من إصدار فيسبوك بيانه؛ اختفى الموقع الإلكتروني للشركة، وأزال القائمون عليه لوجوهات زبائنهم، ولكنهم أبقوا على فيديو دعائي لحملة "This is Egypt" ضمن حملة أطلقتها وزارة السياحة لتنشيط السياحة في مصر.
وتمتلك الشركة قناة على موقع يوتيوب تستعرض فيه نشاطاتها في مجال الدعاية والتسويق الإلكتروني، مرورًا بفيديوهات دعائية تستعرض مَن تقول إنهم وكلائها في ليبيا وموريتانيا.
البحث باسم الشركة على جوجل يقود إلى أن لوجو شركة "new waves" المصرية يتشابه مع لوجو شركة قطرية مختصة في السوشيال ميديا والتسويق الإلكتروني تحمل الأسم ذاته.
ولكن من يملك "نيو ويفز" المصرية؟
يقودنا الموقع الإلكتروني والقناة الخاصة بالشركة على يوتيوب إلى عمرو حسين، مدير الموارد البشرية السابق في صحيفة وموقع البوابة نيوز، والذي ظهر في عدة لقاءات تليفزيونية باعتباره خبيرًا في "السوشيال ميديا".
أطلق عمرو حسين في نوفمبر من العام الماضي مبادرة بعنوان "التوعية ضد أخطار السوشيال ميديا"، وهو ما دفع القناة الثالثة المصرية لاستضافته في برنامج "صباح القاهرة" تحت تعريف "استشاري سوشيال ميديا".
خلال البرنامج قدم عمرو حسين عدة نصائح للتوعية من مخاطر السوشيال ميديا، بالقول "إحنا عندنا الفترة اللي فاتت كان سيادة الرئيس اتكلم عن حرب الشائعات اللي كانت دول كتير بتحاول تدمر الداخل المصري أو تدمر الشباب المصري ودي أهم السلبيات اللي إحنا عاملين حملة التوعية عشان مجابهة حرب الشائعات".
استعرض عمرو حسين في هذا البرنامج فيديو ترويجي يظهر فيه لوجو شركة "نيو ويفز"، أمامه عدد من الموظفين على ترابيزة اجتماعات أثناء عملهم في مقر الشركة.
وفي لقاء ثان على قناة النيل الثقافية حذر عمرو حسين المواطنين من الأخبار الكاذبة، شارحًا الأسباب التي قد تدفع هؤلاء لتصديق المحتويات الدعائية بالقول "المواطن عشان يشيّر أي خبر في شوية جهل بالموضوع اللي هو بيعمل له شير. هو عجبه الصورة أو العنوان، الكونتنت مكتوب بطريقة جذبته.. مش مطلوب من المواطن إنه يتحقق من المعلومة عشان مش هيعرف يوصل للسورس".
عقول الشباب
يقول بيان فيسبوك عن الصفحات المحذوفة، إنها أطلقت حملات باستخدام حسابات مزيفة يتظاهر أصحابها بأنهم من مواطني تلك الدول، كما أنها صممت صفحات لتبدو مثل مواقع إخبارية محلية، وأنهم في سبيل ذلك أتفقوا أكثر من 160 ألف دولار على الإعلانات الترويجية لهذا المحتوى.
وفي دراسة حديثة لجامعة أوريجون الأمريكية، نشرتها شبكة الصحفيين الدوليين، IJNet، أظهرت أنّ 63% من الشباب العربي يتابعون فايسبوك وتويتر للحصول على الأخبار، وأنّ 49% يحصلون يوميًا على أخبارهم من خلال فيسبوك وحده.