شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم،
تحتفل مصر اليوم بالعيد السادس لثورتها المجيدة في الثلاثين من يونيو، تلك الأيام التي لا تزال حية في ذاكرة هذا الجيل، الذي انتفض مدافعًا عن أعز واغلى مبادئه وقيمه، وهي وطنيته وهويته، وهويته المصرية الأصيلة. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، التي أحاطت بتلك الأيام عام 2013، إلا أنها كانت من أعظم أيام تاريخنا الحديث، ففي ظلام اليأس يولد الأمل، ومن قلب المحن تخرج العزيمة والإرادة.
إن ثورة الثلاثين من يونيو، لم تكن إلا صيحة تعبير عن أقوى الثوابت المصرية وأشدها رسوخا، هو انتماء ملايين المصريين لبلادهم، التي احتضنتهم وآباءهم وأجدادهم على مدار آلاف السنين.
إن ولاء المصريين لمصر، ورفضهم لأي محاولة لمحو هويتهم الوطنية، هي حقائق لا تتغير بفعل الزمن، فهذا الشعب أصيل ووفي، وارتباطه بوطنه وهويته يعلو عنده فوق أي انتماء، وفوق أية مصالح ضيقة لجماعات، أو جهات خارجية، ممن اعتقدوا أن إرهابهم الأسود سينال من عزيمة أمة صنعت التاريخ، وألهمت الإنسانية معنى التضحية من أجل الوطن.
شعب مصر الكريم،
إن جموع الشعب المصري رسمت في ثورة الثلاثين من يونيو طريقا نسير فيه، يتمثل في أولوية حماية الوطن والحفاظ عليه، ثم تنميته وتطويره، لتصبح مصر دولة متقدمة، توفر لأبنائها فرص العيش الكريم، والحياة اللائقة بالقرن الحادي والعشرين.
وخلال السنوات الماضية، استطعنا بفضل الله، وبإصرار الشعب وإرادته، وبكفاءة وبطولة القوات المسلحة والشرطة، وتكاتف جميع مؤسسات الدولة، أن نحمي وطننا الغالي من الوقوع في هوة الفوضى والتمزق والصراعات.
ونجحنا في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية، التي حاولت إنهاك الدولة وإضعافها، فخضنا العملية الشاملة بسيناء، التي سالت فيها دماء شهدائنا الأبرار على تلك الأرض الطيبة للقضاء على قوى الشر والظلام، ونجح رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا البواسل، في حماية الوطن وصون كرامته، حتى أصبحت مصر يشار إليها بالبنان كمركز للاستقرار والأمن والسلام، وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب، لا تخفى مخاطره على أحد.
وفي الوقت نفسه، استطعنا أيضًا وضع أسس متينة وراسخة لاقتصاد حديث متقدم، فواجهنا الأوضاع الراكدة التي طال بقاؤها، واتخذنا القرارات الصعبة رغم قسوتها، وقدم الشعب المصري البطل أعظم معاني المثابرة، والفهم العميق لمتطلبات الإصلاح وأعبائه، فتحملها بشجاعة وصمود وكبرياء، بما يليق بشعب عظيم، يدرك تمام الإدراك، أن نيل المطالب لا يأتي بالتمني، وإنما بالعمل والتضحية والصبر.
شعب مصر العظيم،
إننا في العيد السادس لثورة التلاتين من يونيو، نجدد العهد بأن نحفظ ونصون مصر، لا نبخل بجهد أو عطاء، مضحين بكل غال ونفيس، لنبني وطنًا يستحقه أبناؤنا وأحفادنا، واضعين مصلحة الوطن قبل اي اعتبار، متمسكين بتحقيق أحلامنا، متسلحين بالعزم والإرادة، لمواصلة مسيرة البناء والتنمية للنهوض بمصر على جميع المستويات، وتحقيق نقلة نوعية تكون شاهدا على إسهام هذا الجيل، ودوره التاريخي في مسيرة الوطن نحو الاستقرار والتقدم والرخاء.
تحية تقدير واحترام للشعب المصري العظيم، قاهر المحن والشدائد، وصانع الأمل والمستقبل. كل عام وأنتم بخير، ومصر في أمان واستقرار، وتقدم دومًا بإذن الله.
وأخيرًا تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط