فخامة الرئيس كلاوس يوهانيس،
السيدات والسادة الحضور،
أود بداية أن أعرب عن شكري وتقديري لفخامة الرئيس كلاوس يوهانيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال هذه الزيارة المهمة، التي تأتي لتؤكد عمق وقوة علاقات الصداقة التاريخية، التي تربط بين مصر ورومانيا، والتي ظلت دائمًا راسخة ومستندة إلى أسس متينة من الاحترام والتقدير المتبادل.
ويسعدني أن أعرب عن بالغ سعادتي للزخم الكبير الذي اكتسبته هذه العلاقات، في أعقاب لقاءاتي المتعددة بفخامة الرئيس يوهانيس خلال الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها على هامش أعمال القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ في فبراير الماضي.
وقد أكدت هذه اللقاءات فرص التعاون الواعدة بين البلدين، ووجود آفاق ممتدة لدفع العلاقات الثنائية، وإنني لأتطلع لأن تسفر زيارتي إلى رومانيا عن تحقيق نقلة إضافية لمسيرة هذا التعاون.
لقد جاءت مباحثاتي اليوم مع فخامة رئيس رومانيا مثمرة وبناءة كالمعتاد، حيث تمت خلالها الإشادة بالطفرة الحالية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة الاقتصادية والسياحية، بعد أن قارب حجم التبادل التجاري على أن يصل لحاجز المليار دولار خلال عام 2018.
كما تضاعفت رحلات الطيران العارض لمدينتي شرم الشيخ والغردقة، وتم تأكيد أهمية العمل على تعزيز الشراكة الاقتصادية بيننا، جنبًا إلى جنب مع دفع العلاقات في شقها السياسي، والاستمرار في التنسيق والتشاور إزاء مجمل التطورات الإقليمية والدولية.
وقد مثل لقاؤنا فرصة مهمة لتبادل الرؤى إزاء هذه التطورات، في ظل ما تفرضه من تحديات متصاعدة، يتعين علينا أن نتعامل معها في إطار من التعاون والتنسيق والحرص على أمن واستقرار منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا، وقد استعرض في هذه الإطـ، في هذا الإطار، الرؤية المصرية إزاء سبل التسوية السلمية للأزمات الجارية في المنطقة العربية، وأكدت أنه لا سبيل لاستدامة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط دون تسوية، دون تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تسوية عادلة وشاملة، تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 67.
وأود في هذا السياق أن أعرب عن خالص شكري وتقديري لموقفكم الواضح والحازم فخامة الرئيس، من قضية (القصوى) الذي يأتي متسقًا مع موقف رومانيا التاريخي من القضية الفلسطينية وعملة السلام، والقائم على حل الدولتين، وعلى أساس الشرعية والمرجعيات الدولية.
وأود أن أوجه التحية للرئيس الروماني على الدور المهم الذي اضطلعت به بلاده أثناء رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي على مدار الأشهر الستة الأخيرة، وأن أعرب عن الأمل في أن يستمر هذا الدور الفاعل والمتوازن داخل الاتحاد في تحقيق مصالح دول الجوار، ومن بينها مصر.
كما تتطلع مصر باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، للاستمرار في التواصل مع رومانيا، كدولة عضو في ترويكا الاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة، وذلك تعزيزا لمختلف أوجه الشراكة القائمة بين القارتين الإفريقية والأوروبية.
السيدات والسادة،
لقد استأثرت قضية مكافحة الإرهاب بجزء مهم من النقاش، تبادلنا خلاله الرؤى حول سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمني في مواجهة خطر الإرهاب، وقد أكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية في التصدي له والقضاء عليه من جذوره. كما عرضت الرؤية المصرية حول ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، للتعامل مع جميع جوانب الظاهرة، بما في ذلك التصدي لكافة أشكال الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة.
مرة أخرى، أجدد شكري لفخامة الرئيس يوهاينس على دعوته الكريمة لي لزيارة بوخاريست، وأؤكد اعتزازي بأواصر العلاقات اولروابط الوطيدة بين مصر ورومانيا، حكومة وشعبًا، وتطلعي لمواصلة تطويرها، والارتقاء بها خلال الفترة المقبلة لما فيه صالح البلدين، وشكرًا جزيلا.
ألقيت الكلمة في العاصمة الرومانية بوخاريست، بحضور الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط