قالت ابنة رانيا الجويلي، المتهمة في القضية 741 لسنة 2019، إن الشرطة ألقت القبض على والدتها من منزلهم بمدينة الرحاب، في الساعة الثانية ظهر الأحد الماضي 12 مايو/ أيّار، دون أي إبداء لأسباب القبض عليها.
وكشفت الابنة جميلة شريف، 18 عامًا، للمنصّة أنها حتى هذه اللحظة لا تعرف أي معلومة واضحة ومؤكدة عن مصير والدتها، منذ اختفائها وحتى تاريخ ظهورها في النيابة يوم الخميس الماضي كواحدة من المتهمين في القضية 741.
وتضم القضية، بخلاف السيدة، كل من المحامي هيثم محمدين ومصطفى ماهر، شقيق مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر، وتعرّض ثلاثتهم للاختفاء عدّة أيام، قبل أن يظهروا في نيابة أمن الدولة على ذمة هذه القضية كمتهمين بـ "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، بينما تواجه الجويلي تهمة أخرى هي "استخدام حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي لارتكاب جريمة معاقب عليها قانونًا، من شأنها تهديد أمن وسلامة المجتمع".
في الظهيرة
تحكي الابنة عن تفاصيل القبض على والدتها، مُبينة أن اﻷمر وقع حوالي الساعة الثانية ظهر الأحد بعد ساعتين تقريبًا من عودتها من الجامعة الألمانية حيث تؤدي امتحاناتها. "رجعت من الامتحان مُرهقة، وماما قالت لي نامي شوية وهصحيكي. وفجأة صحيت على صوت ناس في البيت، لقيت ماما بتقول لي ماتخافيش دول جايين ياخدوني، اتصل لي بحد صديق للأسرة علشان يتصرف ويوكّل محامي".
أضافت جميلة أن من داهموا المنزل كانوا 5 أفراد بملابس مدنية، قاموا ببعض الإجراءات قبل اصطحاب الأم معهم "سألوا ماما بنتك عندها كام سنة، وفتشوا الشقة وموبايلها وموبايلي وأخدوا معاهم وهما ماشيين لابتوب ماما بتشتغل عليه من البيت".
تعمل الأم من المنزل كمحاسبة لصالح نادي ومدرسة سعوديين، وذلك منذ قررت ترك المملكة والعودة إلى مصر لمرافقة ابنتها خلال الدراسة.
وكان من بين ما حرّزته قوة الضبط "آيباد، وكتب ورقية"، وفقًا للابنة التي أشارت إلى أن ما تم اختياره للتحريز كان كتبًا سياسية بالتحديد "دي كُتب ماما محتفظة بيها ﻷنها كانت هدايا من أصدقائها، لكنها مافتحتهاش قبل كده".
حاولت الجويلي الاستفسار عن سبب مداهمة منزلها أو أسباب القبض عليها، لكن "دون إجابة" من أي من الرجال الخمسة، على حد قول ابنتها.
زيارة ممنوعة
على مدار أيام اختفاء الأم من اﻷحد وحتى الخميس الماضي، حاولت الابنة استجلاء مصيرها، لكن بلا نتيجة "كنت كل ما أحاول اسأل، يتقال لي معلومة مختلفة عن التانية".
وفي تصريحات سابقة للمنصّة، قال المحامي مختار منير، الموكل في القضية، إنه دفع ببطلان تحقيقات النيابة العامة والمحاكمة أو أي إجراءات تتم لاحقًا في القضية، بسبب "تزوير محضر الضبط فيما جاء به من ساعة وتاريخ ضبط المتهمين، لتعرّضهم للاختفاء، وكذلك بطلان تحقيقات النيابة بسبب عدم اتصالهم بذويهم ومحاميهم بعد القبض عليه، وعدم إبلاغهم بالاتهامات أو التحقيق معهم خلال 24 ساعة، وفقًا للدستور وقانون الإجراءات الجنائية".
ولم يقتصر فشل المساعي عند عدم الحصول على معلومة عن الأم، بل امتد اﻷمر ليوم الزيارة الرسمية لها، إذ عجزت الابنة عن التمكن من رؤية والدتها "إمبارح الجمعة كان معاد الزيارة، فضلنا أنا وبابا قاعدين على الرصيف قدام قسم التجمع اﻷول 3 ساعات، ولما ندهوا أسامينا وعرفوا إحنا جايين نزور مين؛ واحد من مسؤولين القسم قال مش هينفع تشوفوها، ولو مُصممين هاتوا تصريح من اﻷمن الوطني".
وأشارت الابنة إلى أن والدتها لا تقوم بأي نشاط سياسي "ده حتى وقت ثورة 25 يناير كُنّا في السعودية، وماما كل نشاطها حتى الآن مُقتصر على العمل المجتمعي والخيري التطوعي، لكن هي كل اللي كتبته كان كلام بالعقل والمنطق عن زيادة الأسعار في حسابها على فيسبوك".