* يحتوي هذا العرض على حرق لأحداث الحلقة الثانية من الموسم الثامن لمسلسل صراع العروش.
والآن، حلّت الليلة الطويلة.
تمهد الحلقة الثانية، من الموسم الثامن لمسلسل صراع العروش، والتي تسربت على الإنترنت قبل موعد عرضها بنحو عشر ساعات، لوقائع المعركة المنتظرة في وينترفل.
الأحياء يستعدون لمواجهة الموتى، يضعون خططًا ويحفرون متاريس بحماس ممتزج في بعض اللحظات باليأس، أصدقاء وأعداء قدامى يلتقون مجددًا وجميعهم اليوم في جبهة واحدة تخوض حربًا ضد الموت، القادم إلى الجميع.
جراح قديمة التأمت، أمنيات قديمة تحققت، وبعض من أسرار بران ستارك انكشفت، وصراعات جديدة بدأت لكنها بدأت مؤجلة إلى ما بعد المعركة.
كل يقضي ليلته الأخيرة بطريقته، بينما جيوش الموتى باتت على مشارف وينترفل.
الذئب يصفح عن الأسد
تبدأ الحلقة بمحاكمة الذئب للأسد. محاكمة استنكرها السير چايمي لانستر في السابق عندما وقع أسيرًا مع بريان التارثية لدى روس بولتون بعد أن قطعت يده، بينما كان يحكي لها عن دوافعه لقتل الملك المجنون والتي لم يدركها ند ستارك. كان الذئب حينها يدين الأسد، الذي يرفض أن يحاكمه الذئب أصلًا.
اليوم تغيّرت المواقف. الأسد يختار أن يخضع لمحاكمة الذئاب، ولكن الذئاب اختارت الصفح. الشرف الذي تعامل به سير چايمي مع بريان التارثية ارتد إليه عندما تدخلت وقدمت شهادتها لصالح سليل عائلة لانستر، الذي دفع يده ثمنًا لحمايتها من التحرش والاغتصاب. عندها سيحتفظ چايمي بحياته بعد تأمين سانزا ثم چون على دفاع بريان.
أما الملكة دنيرس، فانحصر دورها في النطق بالحكم، ثم الغضب من مستشارها تيريون لانستر بسبب خطأه عندما صدّق أخته سرسي، التي لم تظهر في الحلقة، كما لم يظهر دروجون وريجال تنيني دنيرس.
سير چايمي الذي رفض الاعتذار لدنيرس عن قتل والدها، مثلما رفض الاعتذار لسانزا عن مطاردة والدها في شوارع كينجز لاندينج وقتل رجاله، قال إنه فعل كل هذا لمصلحة عائلته، وصمت تمامًا أمام بران الذي ذكّره بما قاله عندما ألقاه من فوق أسوار وينترفل "أشياء أفعلها من أجل الحب" خوفًا من افتضاح أمره، ثم اعتذر له لاحقًا.
چايمي لانستر يدرك أخطاءه جيدًا.
ما قبل الليلة الطويلة
يعود إلى تيريون لانستر صديقه الوحيد؛ چايمي. يجدد تيريون إيمانه بدنيرس ويواجه صديقه بحقيقة معرفته الدائمة بنوايا سرسي ومساندتها رغم ما يعرفه لأنه يحبها.
تتجدد الحوارات الشيقة بين الأخوين، يتذكران سويًا كيف كان تيريون في أوقات سابقة يتخيل موته؛ "على فراشي، في الثمانين من العمر ببطن مملوءة بالنبيذ وفم فتاة حول قضيبي"، ولكنه يعتقد الآن أنه سيموت في وينترفل، في مشهد كان يتمنى أن يحضره والدهما تايون الذي طالما سخر من الشماليين وجدارهم و"أساطيرهم" المتعلقة بجيوش الموتى.
الكل يريد تسديد ديونه والتكفير عن أخطائه في السابق. ثيون جرايچوي يعود إلى وينترفل طالبًا من سانزا الإذن بحمايتها فتحتضنه في مشهد كان مؤثرًا أكثر من اللقاء المنتظر بين چون سنو وآريا.
أغلب الشخصيات التي بقيت على قيد الحياة طوال مواسم المسلسل السبعة بتشابك علاقاتها وتعقيدها اجتمعت في مكان واحد، بيريك دندوريان مع قاتله كلب الصيد، والاثنان يجتمعان بآريا وقد كانا على قائمتها في أوقات سابقة، ولكنها اليوم تفضل أن تقضي ليلتها الأخيرة وهي تمنح جسدها بعض اللذة مع جندري الذي تحب.
في أحد أجمل مشاهد المسلسل وحول مدفأة في وينترفل سدد چايمي لانستر دينه لبريان التارثية عندما نصّبها فارسة كما نصّبه من قبل سير آرثر داين فارسًا في زمن سابق. قبلها كان تورموند يحاول استمالة قلب بريان بحديثه عن حليب العمالقة سر قوته، بحضور سير داڤوس سيوورث الذي حارب تيريون لانستر في معركة المياه الضحلة، قبل أن يغني بودريك باين أغنية "چايني أولد ستون" التي طالما اعتاد ريجار تارجيريان غناءها، وتحكي عن فتاة من العامة أحبها أحد أمراء التارجيريان واختار التنازل عن ولاية العهد ليتزوجها.
جوست يظهر أخيرًا بعد غياب موسم ونصف إلى جوار چون الذي يصطف إلى جانب من بقي من إخوانه في حرس الليل، سام وإيديسون توليت. يستذكرون أيامهم السابقة في الجدار ويتلون آخر سطور القسم ويطلب إيد من آخر حي بينهم أن يحرق الجثتين.
الليلة الطويلة: أسرار الغراب بران
خطط مواجهة ملك الليل وجيشه من المشاة البيض والموتى حظيت بوقت قليل من زمن الحلقة. اجتماع موسع حضرته الملكة دنيرس ومن يُعتَقد أنه چون سنو حاكم الشمال، سيدة وينترفل سانزا ستارك وشقيقتها آريا، تيريون لانستر ساعد الملكة وشقيقه چايمي، داڤوس سيوورث ساعد ملك الشمال قبل أن يركع وسير چوراه مورمنت أحد المقربين من الملكة، ثيون جرايچوي وممثلون عن عائلات الشمال، والغراب ذو الثلاث أعين براندون ستارك.
في هذا الاجتماع الحربي يكشف الغراب ذو الثلاث أعين دوافع ملك الليل؛ إنه قادم من أجله هو باعتباره ذاكرة الإنسانية، ويحكي أن ملك الليل حاول مرارًا مع العديد ممن كانوا غربانًا بثلاث أعين، لأنه يريد "ليلة لا نهائية، يريد محو هذا العالم وأنا ذاكرته"، حسبما قال بران نفسه، الذي سيصبح طعم الأحياء المُلقى في غابة الويروودز المقدسة بحراسة ثيون جرايچوي، لاصطياد ملك الليل.
لفترة طويلة كانت دوافع هجوم ملك الليل على ويستروس في هذا التوقيت بالذات، بعد 8000 سنة من هجومه الأخير في الليلة الطويلة الأولى والتي انتهت ببناء الجدار الفاصل بين ويستروس وأراضي الشتاء الدائم حيث يوجد ملك الليل، محل تساؤل. وما قاله بران لم يكشف الكثير من الغموض.
فباستثناء الغراب ذي الثلاث أعين الذي سبق بران والتقاه هذا الأخير في كهفه شمال الجدار، واسمه الحقيقي براندون ريڤر، فإن المعلومات عن كل من سبقوه، وعن استهداف ملك الليل لهم، منعدمة، سواء في المسلسل، أو في سلسلة روايات چورچ ر ر مارتن "أغنية الجليد والنار" التي أخذت منها أحداث المسلسل.
ولد براندون ريڤر قبل أحداث المسلسل بحوالي 125 سنة، نغلًا للملك إيجون (الرابع) تارجيريان، وكانت أمه من عائلة بلاكوود التي تنتمي لأراضي النهر. أصبح سيدًا للهامسين ثم يدًا للملك آريس الأول، وخلال تصديه لثورات البلاك فاير الأولى والثانية والثالثة ارتكب العديد من الجرائم، جعلت الملك إيجون الخامس يقرر إعدامه فور توليه الحكم، وعرض عليه الانضمام إلى حراس الجدار، فوافق.
في الجدار أصبح براندون ريڤر قائد الحرس رقم 995 (چون سنو كان القائد رقم 998)، وبعد 13 سنة من توليه قيادة حرس الجدار عام 252 بعد الفتح، خرج في رحلة استكشافية خلف الجدار ولم يعد ولم يظهر مجددًا إلى أن عثر عليه بران ستارك في رحلته شمال الجدار خلال أحداث المسلسل التي بدأت عام 297 بعد الفتح.
إلى جانب دوافع ملك الليل التي ما زالت غامضة رغم تصريح بران، فإن حدود قدرات هذا الأخير أيضًا ما زالت غامضة. هل يمكنه قراءة المستقبل؟ راودت بران بينما كان في الكهف مع براندون ريڤر رؤى لتفجير سپت بيلور ولم تكن سرسي قد فجرته بعد، وچوچين ريد الذي يملك قدرات أقل بكثير مما يملكه بران قرأ المستقبل مرتين، مرة عندما تنبأ بموت أحد حراس الليل الذي استولوا على بيت كراستلر (في الحلقة الخامسة من الموسم الرابع)، ومرة ثانية عندما تبنأ بموته في الرحلة إلى ما وراء الجدار مع بران، والتي أكملها رغم ذلك.
ولكن بران لا يعرف إذا ما كانت نيران التنين ستحرق ملك الليل؛ لأن "أحدًا لم يجرب".
ما بعد الليلة الطويلة: أزمات دنيرس
في وينترفل تواجه دنيرس الكثير من المتاعب.
يرتكب يدّها/ مستشارها تيريون أخطاءً جسيمة تهز ثقتها بولائه أو بذكائه. تفكر جديًا في استبداله لولا نصيحة مخلصة من چوراه مورمونت الذي أهداه سام سيف عائلة تارلي المصنوع من الفولاذ الڤاليري كمكافأة يستحقها. نصيحة چوراه جعلت دنيرس تمنح تيريون فرصة أخرى. تستجيب دنيرس لنصيحة ثانية من چوراه وتحاول التقرب من سانزا بعد ما بدا من خلافات بينهما في الحلقة الأولى.
تجد دنيرس نفسها في أزمتين مؤجلتين وعليها أن تواجههما إذا ما استمرت الحياة، تحاول دنيرس إقناع سانزا أنها لا تتلاعب بچون الذي يحبها بل إنها تركت هدفها الأساسي بالاستيلاء على العرش الحديدي وجاءت لتحارب مع چون في حربه. ولكن سانزا تشير إلى ما سيحدث بعد الحرب، حيث يرفض الشمال أن يُحْكَم من الجنوب.
تنشغل دنيرس كذلك بالطامة الكبرى؛ بعد أن أخبرها چون أنه ليس چون، وأن ند ستارك ليس والده بل شقيقها ريجار الذي لم يختطف ليانا ولم يغتصبها بل أحبها وبادلته هذا الحب وتزوجا، وأنه ابن شرعي من أبناء عائلة تارجيريان، واسمه إيجون.
انتهى المشهدان السابقان؛ دنيرس وسانزا ودنيرس مع چون، بصورة مفاجئة. وصل ثيون جرايچوي إلى وينترفل فانقطع حديث سانزا مع دنيرس، وثلاث نفخات من البوق أعلنت وصول جيوش الموتى لينتهي حوار دنيرس مع ابن شقيقها أمام تمثال ليانا ستارك، قبل أن يجيب عن سؤالها حول ما إذا كان سيطالب بحقه في العرش، وبدا الأمر مفتعلًا أن تنقطع الحوارات المهمة قبل أن تصرح الشخصيات بحقيقة ما تريد وتنوي. هل يهتم چون بالعرش بعد القضاء على ملك الليل؟ هل ستعلن سانزا استقلال مملكة الشمال وتدخل حربًا مع دنيرس؟
بقيت التساؤلات مفتوحة، مؤجلة، بعد أن انطلق البوق ثلاث مرات، ليعلن بدء الليلة الطويلة.