تكشف الأرقام التي أعلنها المتحدث العسكري منذ التاسع من فبراير/ شباط 2018 وحتى 22 يناير/ كانون الثاني 2019، إن عدد القتلى من "العناصر الإرهابية"، على حد وصف البيان، يصل إلى 520 شخصًا وأكثر، بينما يصل عدد المقبوض عليهم من "العناصر الإرهابية" 162 شخصًا وأكثر.
من بين القتلى، ذكر في البيانات اسم واحد فقط لقيادي في التنظيم، هو ناصر أبو زقول، والذي أعلن البيان رقم 20 الصادر في إبريل/ نيسان 2018 مقتله. عدا ذلك لم يعلن الجيش عن اسم أي قيادي في تنظيم ولاية سيناء التي تقف في مواجهة القوات المسلّحة في سيناء، أو الإسلاميين المسلحين على الحدود الغربية.
أعلن المتحدث مقتل قياديين أيضًا لكنه لم يفصح عن أسمائهم كما ورد مرة واحدة في البيان رقم 15، نشر في مارس/آذار 2018، وأُعلن فيه مقتل ثلاث قيادات في عدد من المناطق الجبلية بوسط سيناء دون تحديد لأسمائهم أو التنظيم المسلّح المنتمين إليه، إلا أنه أكد تحديد أماكنهم بالتعاون مع أفراد مدنيين من سيناء.
ونشر المتحدث العسكري نشر خبرًا بعد البيان رقم 31 الصادر في يناير/كانون الأول 2019 أعلن فيه مقتل اثنين من "قيادات التنظيم الإرهابي في شمال سيناء"، دون إشارة إلى أسمائهم، عدا ذلك فيشار إلى القتلى بوصفهم "عناصر إرهابية" دون هويات.
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FEgyArmySpox%2Fposts%2F1504614189669558&width=500كيف يصف المتحدث القتلى
استخدم المتحدث العسكري لفظة "القضاء على" مرتبطة بألفاظ كعنصر/عناصر إرهابي، أو تكفيريين 46 مرّة وذكرت مرة واحدة مرتبطة بلفظة "البنية التحتيّة"، كما ذكرت لفظة مقتل 7 مرّات مرتبطة بألفاظ كعنصر/عناصر إرهابية، وتكفيريين.
بينما اقترنت لفظة القبض على بـ "مطلوبون جنائيًا" و "مشتبه بهم" 21 مرة من أصل 38 مرّة، بالمقارنة مع 16 مرّة اقترنت بلفظة "تكفيري/تفكيريين"، أو "عنصر/عناصر إرهابية"، واقترنت سبع مرات بلفظة "متسلل"، ومرة واحدة بـ "سفينة مشتبه بها".
2320 قتيل في 4 أعوام
حصرت المنصة من 31 بيانًا للمتحدث العسكري 520 قتيلًا في العملية الشاملة سيناء 2018 وحدها، فيما نشرت وكالة رويترز للأنباء في مارس/آذار 2018 تقريرًا تضمن حصرًا لأعدد المقتولين من العناصر المسلّحة في سيناء منذ أواخر العام 2014 وحتى نشر التقرير، وبلغ عدد القتلى حسب تقرير الوكالة 1800 شخص.
وبضم هذا العدد إلى الأعداد الذين يحصرهم تقرير المنصة يصبح العدد الإجمالي 2320 فردًا منذ أواخر 2014 وحتى 22 يناير/كانون الثاني 2019.
المقارنة بين نسبة القتلى المحصورين في تقريرنا الذي يغطي سنة واحدة، وتقرير رويترز الذي يغطي فترة 3 سنوات يكشف أن القوات المسلّحة قضت على 23% من إجمالي عدد القتلى في عام 2018 وحده.
لماذا ارتفعت الأعداد في 2018؟
يقول الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، أحمد كامل البحيري، إن "الأعداد المقتولة أكبر، بسبب زيادة القوات المشاركة في العملية سيناء"، لكنه يشير إلى "زيادة عدد القتلى من القادة من تنظيم ولاية سيناء كناتج لهذه العملية عمّا سبقها مرتبط بتعاون يبديه السكّان المحليّون مع قوات الأمن ما يساعد على إرشاد القوّات إلى مواقع القادة وأماكن تمركزهم".
ونشر المتحدّث العسكري باسم القوات المسلّحة على صفحته في فبراير/شباط 2018 بوست يوضّح عدّة أرقام خصصتها القوات المسلّحة ليمكن الأهالي من الإبلاغ عن "العناصر الإرهابية وأماكن المشتبه بهم".
المقبوض عليهم
وعن حالات القبض؛ فإن البيانات توضّح أن القوات المسلحة وقوات الشرطة قبضت على 7970 شخصًا، من بينهم 162وصفتهم بأنهم "عناصر إرهابية" أو "تكفيريين"، بينهما وصفت البيانات 7722 شخصًا بأنهم مطلوبون جنائيًا ومشتبه بهم، إضافة إلى 86 ذكروا في بيان نشر في مارس/آذار 2018 ووصفوا بأنهم "من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة والمطلوبين جنائيًا والمشتبه بهم".
.. وهل هم إرهابيون؟
يقترن عادةً ذكر المقبوض عليهم بتنفيذ الإجراءات القانونية حيالهم، إلا أن البيانات لا توضّح معلومات أكثر حول أعداد المتورطين منهم في قضايا تخص الإرهاب، وأعداد المتورطين في قضايا جنائيّة وأعداد المقبوض عليهم لتنفيذ أحكام صادرة ضدهم.
أما المفرج عنهم، فالواضح من الأرقام التي يوفرها الـ 31 بيانًا عسكريًا أن عددهم يتجاوز 1447 شخصًا، وهو الرقم الوحيد المتوفّر من خلال البيانات، ذلك أن من أصل ثلاث مرات تم استخدام فيها لفظة الإفراج عن أشخاص ثبت عدم تورطهم في أية اعمال مخالفة للقانون، وفّرت البيانات رقمًا مرة واحدة، واكتفت في البيانين الآخرين بذكر أنهم "عدد من الأشخاص" دون تفصيل أرقام.
لم يُعلن المتحدث العسكري الإفراج عن أشخاص غير متورطين في أعمال تخالف القانون، بعد شهر مارس/آذار 2018.
إلا ان القيادة العسكرية وفي مناسبات مختلفة أعلنت أن تنفيذها للعمليات في سيناء والدلتا والمناطق الحدودية يتم وفقًا لمعايير حقوق الإنسان، مؤكدة إلتزامها بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا والمتعارف عليها، وبالقوانين الوطنية خلال التعامل مع العناصر الإرهابية والعناصر الأخرى المشتبه بها في مناطق المواجهات الأمنية.
خسائر الجيش
في المقابل فإن خسائر القوات المسلحة البشرية أقل بكثير من التي ألحقتها بالتنظيمات الإرهابية، بحسب الـ 31 بيانًا، إذ سجّلت مقتل 15 ضابطًا و21 مجندًا في عمليات المداهمة والمواجهات الأمنية المختلفة، فضلًا عن إصابة 15 ضابطًا، و22 مجنّدًا خلال ما يقرب من العام.