الرئيس عبد الفتاح السيسي. الصورة: المتحدث باسم الرئاسة- فيسبوك، أرشيفية

نص كلمة السيسي أثناء احتفالية عيد الشرطة 23/1/2019

منشور الأربعاء 23 يناير 2019
https://www.youtube.com/embed/4Nn2nrAyJI8?start=34

بسم الله الرحمن الرحيم،

في البداية أنا.. بتوجه لكل أسر الشهداء والمصابين اللي موجودين معانا هنا واللي مش موجودين، كل شهداء ومصابين مصر، اسمحوا لي إن إحنا، يعني، نقف لهم، ونحييهم.

(يقف الحضور.. تصفيق)

اتفضلوا استريحوا..

أنا بس عايز أقولكوا إن أنا قبل ما أبدأ الكلمة، شوفوا، أنا كنت لسة بقول إن دايمًا اليوم ده بيبقى يوم من الأيام الصعبة عليا.. صحيح يعني.. لكن الأمر العجيب إن، خلال ال، المرات إللي إحنا التقينا فيها مع أسر الشهدا، كل الأسر، سواء كانوا أبناء أو، كانوا زوجات، أو كانوا حتى آآ، آآ يعني، الآباء والأمهات، اللي هم أكتر، يعني، أكتر من يتألم أفتكر يعني.

كل مرة، ألتقي وأسمع في كل المناسبات الرضا والقبول والاستعداد للتضحية. فـ.. وفي الآخر هم مصريين يعني، من شعب مصر.

خلال السنين دي كلها بالكامل، أنا ما، لم ألتقي مرة، مرة، وأنا والله صادق في كلامي، لم ألتقي مرة كلمة واحدة، أو أسمع كلمة واحدة، غير كل كلمة بتتقال رضا وقبول واستعداد دائم، يعني، للتضحية. ويقول أنا عندي شاب تاني، يبقى نقدمه لمصر، واللي يقول أنا عندي شابين نقدمهم لبلدنا.

فده أمر البلد اللي أهلها كدة، البلد اللي آآ، أصل شعبها كدة، لا يمكن أبدًا أبدًا، إلا إن ربنا سبحانه وتعالى يتفضل علينا بالنصر والستر والسلامة.

فـ.. زي مابقولكوا كدة، كل مرة، ألتقي وأسمع في كل المناسبات.. الرضا والقبول والاستعداد للتضحية.. فـ.. وفي الآخر هم مصريين يعني، من شعب مصر، سواء كانوا من، من كل حتة في مصر مش هقول من هنا ولا من هنا، لكن من كل حتة في مصر، كان دايمًا آ..

فعشان كدة، إللي بيقوم بالدفاع عن مصر، مش إحنا، لأ، ده إللي بيدافع عن مصر شعبها، شعبها إللي قدم في الجيش وقدم في الشرطة.

يعني قدم ولاده، وهو عارف كويس قوي إن هو بيقدمهم في مرحلة صعبة، وإن ممكن، إن الابن ده يبقى شهيد، أو يبقى مصاب، وبالرغم من كدة بكل الحب، وبكل التقدير، بيقدموهم، فعشان كدة التحية كل التحية لشعب مصر، اللي هو كان السبب الحقيقي في إن الدولة المصرية خلال السنين الصعبة اللي فاتت، وحتى السنين اللي إحنا موجودين فيها، هو الشعب المصري بتضحياته بأبناؤه، وتضحياته هو حتى، بأمور قاسية وظروف صعبة، هو يتحملها، وتحملها.

فـ.. وعشان كدة، بلدنا مصر، فيها 100 مليون، 100 مليون، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى، آمنة، سالمة، مستقرة، ودائمًا إن شاء الله للأمام بالمصريين، بالمصريين.

لم يكن يوم الـ 25 من يناير من عام 1952 يومًا عاديًا كباقي أيام مصر أثناء الاحتلال، وكان مقدرًا له أن يخلد في تاريخ هذا الوطن.

السيدات والسادة الحضور الكريم،

نحتفل اليوم بالذكرى الـ 67 لعيد الشرطة، فلم يكن يوم الـ 25 من يناير من عام 1952 يومًا عاديًا كباقي أيام مصر أثناء الاحتلال، وكان مقدرًا له أن يخلد في تاريخ هذا الوطن، وأن يظل رمزًا لبطولة وفداء رجال الشرطة، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم لقوة تفوق عددهم عددًا وعتادًا، فلم يحنوا رؤوسهم، وقاوموا حتى آخر طلقة لديهم، بكل بسالة وتضحية، حتى سقط المئات منهم، بين شهداء ومصابين، حافظين جميعًا لشرف الوطن وكرامته.

إن ذلك الموقف من رجال الشرطة يعبر بكل صدق عن الشخصية الوطنية للشعب المصري العظيم، تلك الشخصية التي تنشد السلام، ولكنها قادرة على القتال بكفاءة إذا تطلب الأمر وحان الوقت.

شخصية تتميز بالصبر، ولكنها تفيض كذلك بالإصرار في الحق والصمود في وجه الأزمات.

شخصية صنعتها أحداث الدهر الطويلة، وصاغتها تجارب التاريخ المتعددة، وصقلها تمسك المصريين الأبدي بتراب وطنهم وكبريائه وكرامته.

واجهتنا، ومازالت تواجهنا، صعوبات وتحديات جسام، لعل أخطرها محاولات جماعات الظلام والشر إعاقة طريقنا، ونشر الإرهاب بغرض ترويع مجتمعنا الآمن.

إن رجال الشرطة أبناء أوفياء لشعب مصر الأبي، أبناء يخرجون من جنبات الأسرة المصرية، يحملون داخلهم قيم هذه الأسرة ومبادئها، يحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم من كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة.

يتصدون جنبا إلى جنب، مع رجال القوات المسلحة الباسلة للإرهاب وعناصره الآثمة، يسقط منهم الشهداء والمصابين.. والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصرارًا على صون الوطن وحماية المواطنين.

شعب مصر العظيم،

أيها الشعب الأبي الكريم،

إن التحديات التي واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، سيكتب التاريخ أنها كانت مِن أصعب ما واجه هذا الوطن على مدار تاريخه الحديث. وسيكتب التاريخ أيضا بحروف من نور، أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية في حماية وطنه والدفاع عن مقدارت شعبه، فلم يرهبه الخوف من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.

إننا ننتقل بثبات بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير.

وخلال تلك السنوات الماضية، واجهتنا ومازالت تواجهنا، صعوبات وتحديات جسام، لعل أخطرها محاولات جماعات الظلام والشر إعاقة طريقنا، ونشر الإرهاب بغرض ترويع مجتمعنا الآمن.. مجتمعنا الآمن، ظنًا واهمًا منهم أنهم يستطيعون بالإرهاب تحقيق أهدافهم الخبيثة، وتقديرًا خاطئا لقوة وصلابة هذا الشعب، وأبنائه في القوات المسلحة والشرطة.

ولهؤلاء أقول، ولكل من يعتقد أنه بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها، إن هذا الشعب كريم الأصل، يمتلك بداخله حكمة تكونت عبر آلاف السنين. ولديه بصيرة نافذة، تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادر بمشيئة الله، وبقوة الحق، وبكفاءة جيشه وشرطته، على التصدي لكل مخططاتكم، والمضي قدما بثبات في معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمل في المستقبل، ولا شيء يعطل جهود التنمية والبناء والتقدم.

البرنامج الإصلاح الاقتصادي اللي إحنا تحركنا فيه، لا شك، كان برنامج شديد القسوة، شديد القسوة.

شعب مصر الكريم،

لا يفوتني في هذا اليوم أن أوجه لكم التحية، بمناسبة ثورة 25 يناير عام 2011، تلك الثورة التي عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب بالحياة الكريمة.

إننا ننتقل بثبات بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير. 

نستكمل بجدية واجتهاد ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت في جميع أنحاء البلاد، لتغيّر الواقع المصري إلى ما نطمح فيه.. إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، وتسير خطوات إصلاح الاقتصاد طبقا للبرامج المدروسة بدقة وعناية، وبمنهج علمي متكامل. 

ونحصد ثمار هذا العمل الدؤوب في مؤشرات تتحسن باضطراد، سواء فيما يتعلق بزيادة النمو.. نمو الناتج المحلي الإجمالي، ونصيب الفرد منه، واحتياطي النقد الأجنبي، وتحسـ، وتحسـ، وتحسن معدلات التشغيل، وتضييق عجز الموازنة، وسنستمر بإذن الله تعالى وتوفيقه، شعبا وحكومة في تأدية واجبنا الوطني على جميع المسارات.

واسمحولي هنا، إن أنا بردو مرة تانية أتوقف وأحيي كل المصريين، البرنامج الإصلاح الاقتصادي اللي إحنا تحركنا فيه، لا شك، كان برنامج شديد القسوة، شديد القسوة، لأن هو كان، كان مطلوب معالجة حاسمة وعميقة جدًا للتحديات والظروف إللي أدت، لإن الاقتصادنا يوصل للمرحلة إللي كان موجود فيها.

وأنا بقولكم، وبفكر نفسي بالفترة ديت في نوفمبر 16، نوفمبر 2016، وكان القرار يا ترى نستمر كدة، ولا، ولا البرنامج ده، اللي إحنا، معمول بدراسة دقيقة وبواسطة متخصصين في الدولة، نتحرك فيه.

الكل كان متحسب، والكل كان متحسب، وأنا بكلمكم على فترة كنا إحنا موجودين فيها، إن تغيير سعر الصرف من 8 جنيهات أو 9 جنيهات للجنيـ، للدولار، إلى أكتر من كدة بكتير، مرتين وتلاتة، فطبعا ده كان هايبقى ليه تأثير ضاغط أو كان ليه تأثير ضاغط على المصريين.

بس أنا عايز أقولكوا، رغم قسوة هذا الإجراء، أو قسوة هذه الإجراءات، والظروف الصعبة دي، لكن، هو ده كان العلاج الناجع والحاسم لتجاوز هذا التحدي بشكل علمي وواقعي. يعني، ماكانش في مسار تاني تقدر نتحرك فيه غير كدة.

وكان الطريق اللي غير ده، هو الحقيقة يعني، كان بلا مبالغة والله، هو كان طريق الضياع. الضياع لدولة، ومقدراتها، لأن الاقتصاد ده جزء كبير جدًا أو أساسي جدًا، في .. إللي إحنا بنشوفه في العالم كله، معني بكله أو مرتبط كله، بالاقتصاد. 

لأن الاقتصاد معناها قدرة، والقدرة معناها شعب يقدر يعيش، والدول كلها بتشتغل على ده، وبتوظف كل مؤسساتها، وكل قدراتها للوصول لده.

فأنا عايز أقول هنا في النقطة ديت، إحنا عبرنا مرحلة صعبة قوي، أنا أقدر اقول كدة دلوقتي، وماشيين في طريقنا، واللي تبقى في هذا الأمر مش كتير قوي، اللي تبقى في هذا الأمر مش كتير قوي، ولن يكون أقسى مما كنا فيه، أبدًا، لن يكون أقسى مما كنا فيه. 

وبالمناسبة، نحن مصرين على إن إحنا نخلصه، مش نخلصه لينا إحنا، إحنا مش بنخلصه لينا إحنا. إحنا بنخلصه للجيل اللي موجود، للشباب، وللجيل القادم واللي بعده.

فـ.. كل الشكر وكل التقدير، وكل العرفان للمصريين على تحملهم هذا، أو هذه الاجراءات القاسية أو الصعبة، وزي ما قلتلكوا كدة المؤشرات اللي موجودة كلها، مش بكلامنا إحنا، لا بكلام كل المؤسسات والمهتمين بهذا الأمر في العالم كله.

طب هل إحنا متوقفين؟ بنفس الهمة.. بنفس الإصرار.. بنفس القوة إن شاء الله.. متحركين عشان نحقق اللي إحنا بنتمناه في بلدنا، ببلدنا، مش بحد تاني.

فـ.. ربنا يا رب سبحانه وتعالى يوفقنا وينجحنا في هذا الأمر، وأنا بقول مرة تانية، ده اللي فات كله، واللي جاي كله، نجحنا فيه بالمصريين، مش بحد تاني.

وسنستمر بإذن الله تعالى وتوفيقه شعبًا وحكومة، في تأدية واجبنا الوطني على جميع المسارات، التصدي للإرهاب وكسر شوكته، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسي والقانوني، ومواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعي والتنوير وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر في قلب الليل نور يضيء للمنطقة، ويقدم.. ويقدم للعالم نموذجًا ملهمًا في التعايش، والسلام الاجتماعي.

السيدات والسادة،

أعضاء هيئة الشرطة الكرام،

في الختام، أتوجه لكم بتحية من القلب في يوم عيدكم، تحية لمن مازال يواصل عطاءه ومن تقاعد. 

نقول لكم، إن تضحياتكم محل تقدير من شعبنا الأصيل، الذي يحفظ العهد ويدرك قيمة جهود أبنائه من رجال الشرطة، وتحية تقدير وعرفان لأرواح شهداء الشرطة الأبرار. وللمصابين وعائلاتهم، نقول لهم، إن مصر لن تنسى أبدا تضحيات ذويكم وستظل بارة بأبنائها الأبطال، الذين يضحون من أجلها، ويسهرون على حمايتها وسلامة شعبها.

حفظ الله بكم جميعًا هذا الوطن الغالي، ليحيا دائمًا في أمن وسلام، ماضيًا في مسيرته نحو المستقبل الأفضل، بعزم وثقة وإيمان لا يتزعزع بقيمة هذا الوطن العزيز الذي يعلو ولا يعلى عليه.

وأخيرًا، تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ألقيت الكلمة بمقر كلية الشرطة أثناء الاحتفال بعيد الشرطة. أقيم الحفل تحت إشراف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط