في الساعات الأولى من صباح الخميس 11 فبراير/ شباط عام 2010، وقبل يوم واحد من جنازة والدته؛ أخذ أشهر مصممي الأزياء البريطانيين ألكسندر ماكوين كتاب "أصل الإنسان" للفنان البريطاني وولف لنكيفيتس، وكتب على غلافه الخلفي "أرجوكم اعتنوا بكلابي. آسف، أحبكم، لي. ملحوظة: ادفنوني في الكنيسة".
ثم بدأ في استخدام الإنترنت للبحث في أساليب الانتحار، كتب في محرك بحث ياهوو " كم يستغرق موت الشخص عندما يقطع شرايين يده؟".
عثر البوليس عليه مشنوقًا، كما عثروا في غرفة الاستحمام الملحقة بغرفة نومه على لوح تقطيع ومَسنّ للسكاكين، وسكين مطبخ كبير، وساطور، وآثار منوم وكوكايين في دمائه. وردت هذه التفاصيل في سيرته الذاتية "ألكسندر ماكوين: الدم تحت الجلد" للكاتب والصحفي البريطاني أندرو ويلسون.
تحولت سيرته الذاتية فيما بعد إلى فيلم عُرض للمرة الأولى في 22 أبريل من العام الحالي بمهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك، ثم مهرجان الجونة السينمائي في سبتمبر الماضي، وتعرضه بانوراما الفيلم الأوروبي هذا الشهر.
جاء اختيار ماكوين بإنهاء حياته متناقضًا مع ما قاله من 13 سنة؛ في حوار له مع المراسلة الكندية جيني بيكر من قناة فاشون تيليفيجن حيث قال أنه يرى نفسه كالأسد؛ عندما شبه عالم الأزياء بالغابة المليئة بالضباع الشرسة. لكن فيما بعد يعود ليشبه نفسه بالغزالة التي دومًا ما يكون مصيرها أن تؤكل.
استقبال سيء
أنجبت جويس، التي كانت تعمل كمدرسة للعلوم الاجتماعية، وليدها السادس والأخير، ماكوين في الـ 17 من شهر مارس عام 1969، تزامن مع ميلاده إصابة والده رونالد، سائق التاكسي ذو الأصول الإسكتلندية، بانهيار عصبي.
كانت محنة من ضمن المحن التي تعرضت لها عائلة ماكوين؛ قضى خلالها الأب فترة في مستشفى كين هيل للأمراض النفسية بجنوب لندن. بالرغم من ذلك احتل ماكوين مكانة مميزة بين أفراد عائلته، وغمرته والدته بكم وفير من الحب.
لم يستطع الأب أن يواصل مهنته نظرًا لحالته الصحية؛ مما جعل الابنة الكبرى چانيت تترك المدرسة في سن الخامسة عشر، وتعمل لتعول الأسرة. بعودة الأب من رحلة علاجه في المستشفى، ملأته عزيمة استرداد صحته، ووقوفه على قدميه من جديد؛ فأخذ يتدرب ليصبح سائق تاكسي أسود، لكي يعمل في الساعات التي تناسبه.
أعيش أو لا أعيش في جلباب أبي
مثلت أخلاقيات العمل كيانًا راسخًا لدى عائلة ماكوين، وفي ظل التربية الصارمة التي حصل عليها الأبناء؛ وضع الأب سقف للطموحات معتقدًا أن أي طموح يتجاوزه لن يجلب فقط التعاسة وعدم الرضا، بل سيكون بمثابة خيانة لجذور العائلة.
حث الأب أبنائه أن يحصلوا على وظائف ثابتة يمكن الاعتماد عليها، مثل العمل في السباكة أو الكهرباء أو البناء أو سوقة التاكسي. ترك الابن الأكبر المدرسة ليعمل في البناء، وتلاه الأوسط ليصبح سائق تاكسي مثل أبيه، لكن ماكوين الأصغر جاء ليحطم ذلك السقف، محلقًا بعيدًا عن عرف عائلته.
في الطابق العلوي من منزل الأسرة الواقع في منطقة ستراتفورد بشرق لندن؛ كانت حجرة الأولاد الثلاثة. عبر نافذة الحجرة، اعتاد ماكوين مشاهدة الطيور الجارحة وهي تطلق أجنحتها بحرية، وتحلق في السماء، فيما بعد شكلت الطيور مصدر إلهام كبير بالنسبة له، واستعان بها فيما بعد في تصميماته وعروض أزيائه.
تمتع منذ صغره ماكوين بسمات شخصية متنوعة، جمعت بين الحس الفني، وقدرته الدائمة على المشاكسة ببعض من الخجل، كان موهوبًا في الرسم، وإبداء الرأي حول ما تجعله والدته يرتديه؛ إلى درجة جعلت شقيقاته يستعنّ به في ملابسهن قبل الذهاب للعمل.
في سيرته الذاتية، ذكر ماكوين أنه أدرك هويته الجنسية في عمر السادسة، وظل على وفاق مع ميوله الجنسية منذ ذلك الوقت، على عكس والده المتزمت الذي لم يتقبل شيئًا كهذا.
في المدرسة، لم يكن ماكوين التلميذ النجيب إلا في الرسم، كان مولعًا برسم الملابس، التي ملأت صفحات كتبه الدراسية؛ مفضلًا ذلك على الاستماع إلى مدرسيه في الحصص، وأداء واجباته المنزلية.
لا مكان للموهوبين في المدارس
ترك ماكوين الدراسة في عمر السادسة عشر، لم يكن حصوله على أعلى الدرجات في مادة الفن كافيًا لتأمين مكان له في كلية الفنون. بعد مرور عام مليئ بمحاولات البحث عن وظيفة؛ شاءت الأقدار أن تشاهد والدته تقريرًا تليفزيونيًا عن كيف تفتقر "سافيل رو"؛ البيت البريطاني العريق لتفصيل الملابس، إلى متدربين. ومن ثم حثت الأم ابنها، ذو السبعة عشر عامًا، على الذهاب للعمل هناك. شغف ماكوين للتعلم دفعه للذهاب على الفور؛ بالرغم من افتقاره هو شخصيًا إلى أية مؤهلات.
وسط أجواء معبقة بأصالة التفصيل المحترف والراقي، بدأ ماكوين صفحته البيضاء بالتدرب على يد أمهر الخياطين في "أندرسون آند شيبرد"، الواقعة في "سافيل رو"، كان من ضمن زبائنها الأمير تشارلز، أمير ويلز.
قضى ماكوين هناك سنتين، ثم انتقل بعدها إلى جارتها "جيفز آند هوكس" حاملًا معه خبرة ونهمًا للمعرفة. أضاف ماكوين سطورًا جديدة لصفحته البيضاء، لكن نهمه وشغفه للمزيد من المعرفة لم يتوقف؛ فغادر بعد أن قضى 13 شهرًا ليعمل بشكل حر في "بيرمانز آند نايثنز"؛ الشركة البريطانية الرائدة لأزياء السينما والمسرح، وقام هناك بالعمل على أزياء المسرحيات؛ كان منها المسرحية الغنائية الشهيرة "البؤساء".
في نفس الفترة، وهو لايزال في عمر العشرين، لفت نظر ماكوين مقالة في مجلة تتحدث عن مصمم الأزياء الياباني "كوجي تاتسونو" الذي يعمل في لندن؛ تحمس ماكوين وقرر أن يذهب إلى ستوديو تاتسونو للبحث عن فرصة عمل. عُين كمتدرب، واكتسب مهارات مختلفة مثل قص القماش بدون الاستعانة بالباترون.
تأثر بنمط التجريب في تصميمات تاتسونو؛ الذي أشتهر بإعادة صياغة الأقمشة العتيقة إلى تصميمات عصرية وسريالية.
دائرة العمل والبطالة
انتهت فترة تدريب ماكوين بتعرض بيزنس "تاتسونو" للإفلاس في نفس العام، ليعود لاستئناف رحلة البحث عن عمل من جديد؛ حتى جاءته فرصة عمل في "ريد أور ديد"، الشركة اللندنية المتخصصة في ملابس الشباب. يقول جون ماكيتيريك، كبير مصممي "ريد أور ديد"، في كتاب "سيرة ماكوين الذاتية"، إن ماكوين لم يكن مهتمًا بالموضة، لكنه تمتع بكفاءة عالية في الخياطة والقص؛ مما كان مثير للدهشة نظرًا لصغر سنه.
أثناء فترة عمله، تعلم ماكوين الجانب المعقد من تصميم الأزياء، وكلما زاد علمه؛ زاد فضوله. بدأ يسأل جون أسئلة متعلقة بالجوانب التقنية لعالم الموضة، وكيف يمكنه الدخول لهذا العالم؛ فاقترح جون عليه ذات مرة بالذهاب إلى إيطاليا كونها رائدة في عالم الموضة وكل ما يستجد فيه.
عزم ماكوين على الفور أن يسافر إلى إيطاليا، وذهب إلى شقيقته ترايسي التي كانت تعمل في شركة سياحة، وطلب منها أن تحجز له تذكرة ذهاب إلى مدينة ميلانو عاصمة الموضة الإيطالية. في شهر مارس من عام 1990، كانت ميلانو هدية عيد ميلاد ماكوين الحادي والعشرين.
في العاصمة
قرر ماكوين أن يذهب إلى الاسم الذي احتل رأس قائمة الأسماء التي أعطاها له جون؛ "روميو جيجلي" الذي كان من رواد ساحة الموضة الإيطالية والعالمية في تلك الفترة. أصبح ماكوين من مساعدي جيجلي في تصميم الأزياء، واكتسب منه القدرة على خلق تصميمات ذات طابع شعري من خلال استخدام الأقمشة الفاخرة.
في صيف عام 1990، اضطر ماكوين للرحيل والعودة إلى لندن؛ بعد أن انتهت شركة جيجلي.. لم تكتمل ابتسامة الحظ لماكوين. فعاد للعمل مع جون ماكيتيريك، الذي أنشأ شركة أزياء خاصة تحمل اسمه. تحدث ماكوين لجون عن رغبته في أن يصبح مصمم أزياء، واقترح عليه جون اقتراحًا آخر لا يتضمن السفر هذه المرة، وهو أن يدرس في كلية "سانت مارتنز" للفنون والتصميم في لندن، التي سبق وأن درس بها جون.
نفحات سانت مارتنز
بتوصية من جون، ذهب ماكوين دون ميعاد لمقابلة "بوبي هيلسون"، مؤسسة كورس الدراسات العليا في الموضة بسانت مارتنز، حاملًا على ذراعيه مجموعة من الملابس التي صممها. سمحت بوبي لماكوين بخمس دقائق، قام خلالها باستعراض الملابس وخبراته العملية في "سافيل رو" و "روميو جيجلي"، ثم سأل عن إمكانية أن يعمل لديها كمدرس للباترون.
على الرغم من انجذاب بوبي لخبراته؛ إلا أنها رأت أن ماكوين غير ملائم لهذا المنصب نظرًا لصغر سنه، وحثته أن ينضم كطالب إلى قسم الدراسات العليا للموضة؛ لكن عليه أن يدفع المصاريف نظرًا لأن المنح المجانية انتهت.
تحمس ماكوين بشدة لاقتراح بوبي، بالرغم من حقيقة عدم قدرته على دفع مصاريف الكلية، جاءت عمته "رينيه" كنجدة من السماء؛ فقد ادخرت مبلغًا من ميراث والدها في البنك، وقررت أن تعطيه لماكوين إيمانًا بموهبته التي شهدتها عندما فصل لها مجموعة من الفساتين في فترة عمله في "سافيل رو".
في صفوف الدراسة مجددًا
بدأ الحظ يبتسم من جديد، والتحق ماكوين بالدراسة في "سانت مارتنز" في خريف عام 1990. خلال تلك الفترة، شعر ماكوين لأول مرة بالانتماء، وأحب قدرته على حرية التعبير، وكونه محاطًا بأشخاص يشاركونه نفس الاهتمام. تخرّج ماكوين من الكلية عام 1992، وحصل على درجة الماجستير في تصميم الأزياء.
تعرف ماكوين على "إيزابيلا بلو"، المنحدرة من عائلة أرستقراطية إنجليزية، عملت إيزابيلا كمديرة تحرير لقسم الموضة في مجلة "تاتلر" و"ستايل" التي تصدرها "صنداي تايمز" البريطانية. كانت إيزابيلا تعمل كمنسقة ملابس في مجلة الموضة الشهيرة "فوج" في بريطانيا؛ حينما شاهدت عرض أزياء ماكوين خلال مشاريع تخرج طلبة "سانت مارتينز".
في الفيلم الوثائقي "ماكوين وأنا"، الذي يتناول علاقة إيزابيلا بماكوين، تسترجع فيه اللحظة التي شاهدت فيها تصميمات ماكوين وهي تُعرض أمامها على ممشى العارضات (الرانواي)؛ تقول فيه كيف كانت تتحرك كل قطعة من الأزياء كما لم تراها من قبل، إلى حد جعلها تريد أن تحظى بهم جميعًا. اشترت إيزابيلا بالفعل كل المجموعة، وفتحت بذلك الباب السحري لماكوين. أصبحا صديقين مقربين، وعرضت إيزابيلا عليه أن يقيم بمنزل تملكه والدة زوجها في وسط لندن.
اغتصاب في "هايلاند"
كان حماس ماكوين بالاستقلال والعمل على تصميماته الخاصة يجري في دمه. جاءت انطلاقة ماكوين بمجموعة أزياء لأسبوع لندن للموضة في مارس من عام 1995، أسماها "اغتصاب في هايلاند"، ظهرت خلالها عارضات الأزياء كضحايا للاغتصاب؛ بفساتين ممزقة من قماش الترتان الإسكتلندي والدانتيل.
أصبح العرض مصدر حكي ودهشة الجميع في عالم الموضة، وجاءت الصحافة البريطانية بكعكة انتقاداتها اللاذعة لتلقيها في وجه ماكوين، الذي اتهم بكراهية النساء، واستخدام العنف والاغتصاب كعناصر للترفيه. لكن في حقيقة الأمر، كما أشار في سيرته الذاتية، لم يقصد ماكوين اغتصاب النساء حرفيًا؛ بل مقصده كان اغتصاب إسكتلندا على يد الانجليز. هذه الحقائق الذي أراد أن تتحدث عنها أزيائه، سواء كانت تاريخية أو معاصرة.
لم يكن ماكوين ليعادي النساء بأي حال من الأحوال؛ فقد شاهد منذ صغره أخته الكبرى "جانيت" وهي تتعرض للعنف والضرب من زوجها، الذي تحرش جنسيًا بماكوين وهو صغير. فالمضمون الوحيد الذي أراد أن تظهر عليه نساء ماكوين خلال عرضه؛ هو القوة والشراسة.
صديق من البودرة
بدأ ماكوين بوضع حجر أساس ماركته التجارية التي تحمل اسمه، ومع تزايد ضغوط العمل، أصبح يلجأ لصديق غير اعتيادي؛ أحب ماكوين الكوكايين، وبدأ يكثر اللجوء إليه منذ منتصف التسعينيات حتى آخر يوم في حياته. شهية ماكوين التي لا تشبع للكوكايين حسب ما ذُكر في سيرته الذاتية؛ ترجع إلى إدمانه على اغراءات الخيال، وآفاق التحرر من جسده، وذكرياته، وندمه وماضيه.
الحصان الرابح يذهب إلى باريس
عين "برنار أرنو"، الملياردير الفرنسي ورئيس لشركة "مويت هنسي لوي فيتون" الفرنسية المالكة لعدد من السلع الفاخرة وماركات الأزياء العالمية، ماكوين لمنصب مصمم أزياء بيت "جيفُنشي" الباريسي الشهير في عام 1996.
يقول ماكوين في حواره مع الصحفي التليفزيوني الأمريكي "تشارلي روز"، الذي أذيع بعد سنة من توليه المنصب في "جيفُنشي"؛ أنه كان بمثابة الحصان الذي وضع "برنار" عليه رهانه، ويشير أيضًا أن اختياره لشغل المنصب أثار دهشة جميع العاملين في مجال الموضة.
في حين أن الجميع اتفق على مهارات ماكوين العالية في التفصيل؛ لكن تصميماته المتمردة معرضة دوما للانتقادات الحادة. هذه التصميمات جعلته يحصد لقب "الفتي المشاغب والسيء" في عالم الأزياء.
في نفس العام، حصد ماكوين لقبه "الجيد" الأول؛ "مصمم بريطانيا لعام 96"، المقدم من مجلس الأزياء البريطاني.
قدم ماكوين عرض الأزياء الأول لبيت "جيفُنشي" في يناير من عام 1997، مبدلًا فيه روح أناقة البيت الباريسي بتصميمات خيالية مستوحاة من الأساطير اليونانية؛ الأمر الذي جعل ماكوين يتلقى انتقادات من الصحف الفرنسية التي وصفته ب"الطفل المُريع"، لينضم هذا اللقب إلى رف الألقاب السيئة التي حصدها ماكوين في تلك الفترة.
اعترف ماكوين أن العرض كان فاشلًا، وعزم أن يثبت نفسه ورؤيته مع عدم التخلي عن أساليبه الخاصة. بالرغم من نجاحه اللاحق في "جيفُنشي"، إلا أنها لا تقارن بعمله تحت اسمه الخاص في لندن؛ حيث التجريب وحرية التعبير.
حصد ماكوين لقب "مصمم العام" في بريطانيا للعام الثاني على التوالي.
رقم الحظ 13
قبل اسدال الستار عن نهاية التسعينيات، قدم ماكوين واحدة من أكثر عروضه إبهارًا لأزياء صيف عام 1999، في أسبوع لندن للموضة، بعنوان "رقم 13". ما جعل العرض استثنائي، هو استعانة ماكوين بجهازين آليين يصوبان رشاشًا من الألوان على عارضة الأزياء بفستانها الأبيض السادة المنفوش، وهي تتحرك في دوران مثل الباليرينا الراقصة داخل صندوق الموسيقى.
ذلك لم يكن عرض أزياء فحسب، بل كان "عرض فن ادائي" كما وصفته مجلة الموضة "فوج". تظل "رقم 13" الأبرز في عالم عروض الأزياء حتى يومنا هذا، والأولى التي بكى فيها ماكوين.
https://www.youtube.com/embed/VnA3XR5apQgخضع ماكوين لعملية شفط دهون قبل أسبوع من إتمام عامه الثلاثين، عالمًا بأنه إذا أراد تحويل ماركته التجارية إلى تجارة عالمية؛ عليه أن يبدأ بنفسه أولًا، حسب ما قيل في سيرته الذاتية.
قائد الإمبراطورية البريطانية
في ديسمبر من عام 2000، أطلقت "جوتشي" الإيطالية شراكة مع شركة ماكوين، حصلت بها "جوتشي" على نسبة 51% من شركة ماكوين، مع تعيينه مديرًا فنيًا لـ "جوتشي".
توسعت تجارة ماكوين بمحلات تحمل اسمه وتعرض ملابسه في أوروبا وأمريكا وآسيا. ترك بذلك ماكوين "جيفُنشي" في مارس 2001.
للمرة الثالثة خطف ماكوين مجددًا لقب "مصمم العام" في بريطانيا في عام 2001، ثم للمرة الأخيرة في عام 2003؛ نفس العام الذي حصل فيه على أوسكار عالم الموضة، بإحراز لقب "المصمم العالمي للعام"، المقدم من مجلس مصممي الأزياء في أمريكا، تلاه تتويج من الملكة إليزابيث الثانية بوسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد؛ نظير خدماته وابداعه في صناعة الأزياء.
نهاية قائد الجمال المتوحش
تعرض ماكوين لصدمة شديدة عندما انتحرت صديقته المقربة "إيزابيلا" في عام 2007، حتى وصلت ذروة الصدمات بعدها بثلاث سنوات بمرض والدته "جويس" بالسرطان ووفاتها عام 2010، إلى أن أوقف نزيف جروحه بإنهاء حياته في نفس العام.
كُلّل ماكوين بعد وفاته بمعرض استعادي بعنوان "الجمال المتوحش" في متحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك الأمريكية، عُرضت فيه مجموعة من تصميماته الشهيرة على مدار مشواره المهني. ظل المعرض مفتوحًا للجماهير من الرابع من مايو حتى السابع من أغسطس 2011. قُدر إجمالي زائري المعرض بأكثر من661 ألف، ما وضعه ضمن قائمة العشرة الأوائل من حيث عدد الزوار في تاريخ متحف المتروبوليتان.